دمشق/ الرقة – جورج الشامي، هوازن عبد السلام
دمشق/ الرقة – جورج الشامي، هوازن عبد السلام
ما زالت مدينة الرقة السورية تحتل العنوانين الرئيسية في معظم نشرات الأخبار العربية والعالمية، خاصة في ظل الاقتتال القائم بين تنظيم دولة العراق والشام "داعش" وفصائل المعارضة الأخرى والجيش الحر، فيما أوضحت مصادر مقرّبة من دولة الإسلام في العراق والشّام "داعش" أنّ مدينة "الباب" في الريف الشرقي من حلب
أصبحت كلها تحت سيطرة التنظيم بعد اشتباكات عنيفة مع ثوار المدينة استمرت لأيام عدة، فيما سقط 3 قتلى و10 حالات اختناق في درايا نتيجة استخدام الحكومة لغازات سامَّة.
وأشارت المصادر إلى أنّ المدينة خلّت من أي تواجد لفصائل الحر والجبهة الإسلامية، باستثناء عدد قليل من أفراد "جبهة النصرة".
ونفت المصادر قيام "الدولة" بمنع أي من الأهالي من الخروج من المدينة، بعد السيطرة الكاملة لها على المدينة، كما نفت المصادر وجود أي إعدامات في المدينة يقوم بها عناصر التنظيم هناك.
وكشفت المصادر عن أن الوضع هناك "هادئ"، مشيرة إلى أن الوضع أفضل من السابق بكثير ومتحدثة عن شبه اتفاق بين عناصر التنظيم وجبهة النصرة في المدينة.
فبعد ستة أيام من الاشتباكات الدامية التي شهدتها الرقة بين تنظيم "داعش" ومقاتلي المعارضة، والتي شهدت هدوءاً نسبياً، الإثنين، استطاع مقاتلي المعارضة في اليوم السابع من التقدم في المدينة والسيطرة على نصف أحيائها بقيادة لواء "ثوار الرقة" وما تزال الاشتباكات مستمرة عند دوار الادخار وشركة الكهرباء ومشفى الطب الحديث حيث يستخدم مقاتلي المعارضة الأسلحة الثقيلة بعد وصول كمية كبيرة منها، بحسب مكتب الرقة الإعلامي.
أما في مدينة الطبقة بريف المحافظة فقد فرض تنظيم "داعش" سيطرته عليها بشكل كامل وقام عناصر التنظيم بإخلاء بيوت الثوار ونسفها من بينها منزل الشهيد عبد القادر حجازي قائد كتيبة حمزة التابعة للواء التوحيد بحسب ما أفاد مكتب الرقة، وقد قام عناصر داعش بالتمركز على أسطح المنازل وقاموا بقنص ثوار "منغ" المؤازين للواء التوحيد في المدينة وسط أنباء عن وجود أعداد كبيرة من الجثث.
ودارت الاشتباكات لخمسة أيام على التوالي بين فصائل الثوار الممثلة بجبهة النصرة ولواء ثوار الرقة والجبهة الإسلامية وحركة أحرار الشام الإسلامية ولواء التوحيد، ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو مابات يُعرف بداعش، بسبب الانتهاكات والفظائع التي خلفها التنظيم والتي زادت عن المعقول في الفترة الاخيرة، بحسب الناشط حماد الموسى.
وبدأت الاشتباكات في مدينة الطبقة، حيث أن لواء التوحيد هو الفصيل الوحيد الذي خاض المعركة في تلك المنطقة بعد أن قام لواء أويس القرني وجبهة النصرة في الطبقة بترك لواء العزة يقاتل وحيداً في خوض هذه المعركة، وبعد 5 أيام من الاشتباكات المتواصلة، حيث أعلن قائد لواء أويس القرني عن هدنة مفادها: تم الاتفاق في مدينة الطبقة أن ابو عبد الله المنغي "أسود الإسلام"، ولواء التوحيد يسلّم جميع مقراته وسلاحه لتنظيم الدولة الإسلامية، واصفاً هذه الاتفاقية بحقن لدماء المسلمين، في حين اعتبرها ناشطون خيانة لدماء الشهداء.
وفي مدينة تل أبيض أعلن الثوار قبل ثلاثة أيام انسحابهم من المدينة الحدودية وتسليمها لتنظيم داعش بعد "خيانة" – على حد وصف الناشط الموسى- من قيادة حركة أحرار الشام، حيث أمرت الكتيبة المسؤولة عن البوابة بالانسحاب للأراضي التركية وترك الثوار يخوضون معركتهم لوحدهم بعد نهب جميع خيرات البوابة، حيث أن حركة أحرار الشام استلمت البوابة الحدودية في نهاية الشهر الرابع، وكانت تجني ما لا يقل عن مليون ليرة يومياً منها، ما اضطر الحكومة التركية قبل يومين إغلاق المعبر بشكل كامل، وأرسلت كتاباً للحكومة المؤقتة بأن قرار إغلاق المعبر لارجعة فيه.
أما في مدينة الرقة فقد استطاع لواء ثوار الرقة أن يحرز تقدماً ملحوظاً بعد تقدم تنظيم داعش وسيطرته على مايقارب من الـ 70% من المدينة حتى يوم أمس، وأقدم تنظيم الدولة "داعش" قبل يومين على إرسال انتحاري ليفجر نفسه أمام مقر جبهة النصرة، وصرح المكتب الإعلامي للواء ثوار الرقة أن الشاحنة المفخخة انفجرت قبل وصولها للمقر، وبالقرب منهم ولا وجود لضحاية في صفوفهم.
وأوضح الناشط حماد الموسى لأحد مواقع المعارضة " ليعود مسلسل الخيانة من قبل حركة أحرار الشام بعد عقدهم لاتفاق سري مع تنظيم الدولة بالانسحاب من مدينة الرقة إلى الحسكة حيث صرح المكتب الإعلامي الخاص بالحركة عن إعدام مايقارب 120 شخصاً إعداماً ميدانياً في منطقة الكنطري على الطريق الدولي الرقة - الحسكة متهمين تنظيم دولة الاسلام "داعش" بالغدر فيهم". وبحسب الناشط الذي واكب الأحداث وصف ما جرى "بعد اتفاق أحرار الشام مع تنظيم دولة البغدادي في الرقة على الانسحاب، بدأت طلائع "أحرار الشام" بالانسحاب من محيط الفرقة 17 ومن مدينة الرقة وعلى الطريق باتجاه محافظة الحسكة تحديداً عند مفرق الكنطري، حيث قام حاجز تنظيم دولة البغدادي المتمركز في المنطقة بتصفيتهم جميعاً غدراً وخيانة.. 100 مجاهد من حركة أحرار الشام قتلوا بدم بارد ودفنوا في مقبرة جماعية هناك".
كما أعلنت كتائب الحذيفة بن اليمان اعتزال ما سمته "الفتنة"، وضمنياً بأنها لن تقاتل تنظيم "داعش".
من جهة أخرى تمكّن مقاتلو الجيش السوري الحر صباح اليوم من السيطرة على قرية مسقان في ريف حلب بعد معارك عنيفة مساء أمس بينها وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقد أدّت المعارك إلى مقتل 20 عنصراً من التنظيم وأسر عددٍ آخر منهم.
وفي ريف دمشق سقط ثلاثة قتلى من مقاتلي المعارضة وأصيب 10 على الأقل بحالات اختناق وضيق بالتنفس واختلاجات جرّاء استخدام النظام لقنابل تحمل غازات سامة على الجبهة الشرقية من مدينة داريا بريف دمشق.
وأكد المكتب الطبي في المجلس المحلي لمدينة داريا أن 13 مصاباً وصلوا للمشفى الميداني في وقت من صباح اليوم ارتقى ثلاثة منهم بسبب ضيق التنفس وتأخر معالجتهم ووصولهم إلى المشفى الميداني بسبب شدة الاشتباكات، ويعاني جميع المصابين من ضيق التنفس وعدم وضوح في الرؤية واختلاج في الصدر.
وأفاد مكتب دمشق الإعلامي في وقت سابق بأن المدينة الواقعة في ريف دمشق الغربي شهدت منذ الصباح قصفاً عنيفاً جداً استهدف المناطق السكنية والجبهات القتالية فيها بالبراميل المتفجرة بشكل كثيف, كما تتعرض للقصف الصاروخي والمدفعي من جبال الفرقة الرابعة ما أسفر عن دمار هائل وتصاعد كثيف للدخان من المنطقة.
وأفاد المجلس المحلي لمدينة داريا بأن اشتباكات عنيفة تجري الآن على الجبهة الشرقية من المدينة وقوات الحكومة تقصف بالرشاشات الثقيلة بشكل عنيف.
وتواصل قوات الحكومة قصف داريا بالبراميل المتفجرة لليوم الثالث على التوالي، حيث شهد أمس سقوط 9 براميل استهدفت المدينة، ما أدى إلى دمار واسع داخل المدينة المحاصرة منذ أكثر من 13 شهراً.
وتشكل داريا مصدر قلق لدى مليشيات الحكومة بعد مقتل ثلاثة من قادة الحملة العسكرية عليها خلال عام واحد،(العقيد الركن أزدشير عبد الرزاق قدسية) من مرتبات الحرس الجمهوري في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي وأتبعه الثوار بقتلهم القائد الثاني للحملة (العقيد الطيار إياد عيسى صالح) من قرية الحاطرية في محافظة طرطوس في 22 كانون الثاني/ يناير العام الماضي، أما ثالث القادة العسكريين الذين قتلوا في داريا فهو (العقيد الركن المظلي إبراهيم عزيز إبراهيم) في 20 شباط/فبراير الماضي، وتكبّد جيش الحكومة خسائر كبيرة في الجنود والدبابات منذ أكثر من 13 شهراً ومازال جيشه عاجزاً عن اقتحامها.
ميدانيًا، وفي حمص أكَّد المرصد السوري لحقوق الانسان أنه ارتفع الى 18 بينهم طفلتان اثنتان وفتان اثنان و3 مواطنات عدد القتلى الذين قضوا جراء سقوط قذائف هاون، الأحد، على حي الغوطة بمدينة حمص
وفي درعا هز انفجار عنيفة مدينة بصرى الشام ولم ترد معلومات عن طبيعة الانفجار حتى اللحظة كما تتعرض مناطق في بلدة الشيخ مسكين منذ صباح اليوم لقصف من قبل القوات الحكومية وسط اشتبكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف البلدة
وفي ريف دمشق نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في مدينة الزبداني ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقالتي الكتائب المقاتلة عند حاجز القوس عند مدخل بلدة صحنايا اثر هجوم للكتائب المقاتلة على الحاجز
وفي ادلب ارتفع الى 8 عدد المقاتلين من حركة اسلامية مقاتلة الذين لقوا حتفهم اثر تفجير ضخم نفذه مقاتل من الدولة الاسلامية في العراق والشام بسيارة مفخخة قبل منتصف ليل الإثنين عند حاجز للحركة ورتل عسكري للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود حوالي 15 جريحا معظمهم في حالات خطرة.
وأصدرت الجبهة الإسلامية، مساء الاثنين، بياناً خاطبت فيه الدولة الإسلامية في العراق والشام، ووجهت لها إنذاراً وأعطتها مهلة لا تتعدى الـ 24 ساعة، وذلك من أجل " وقف انتهاكاتها وإخراج المعتقلين و تسليم أسلحتها" وإلا "فسنتعامل مع وجودها وتصرفاتها كما الحكومة الأسدية".
وبحسب البيان فإن المهلة تنتهي، مساء اليوم الثلاثاء، وعزا السبب إلى " تمعّن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في انتهاك حرمات القرى والبلدات والأماكن المنتشرة فيها و تقوم بقتل و خطف المجاهدين من كل الكتائب والألوية والفرق وكأنها تقاتل باسم الحكومة وأعوانها".
أرسل تعليقك