بغداد - نجلاء الطائي
أبدى مجلس محافظة صلاح الدين مخاوفه من الأحداث الجارية في محافظة الأنبار، مشيراً إلى امتداد تلك التطورات داخل أراضيها، ولكن في صورة أقل حدّة مما هو عليه في المحافظة الغربية، وفيما قدّم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قائمة للولايات المتحدة، بغية تجهيز العراق بالأسلحة التي يحتاجها، للقضاء على مسلحي
"القاعدة"، لافتًا إلى سعيه للحصول على تدريب أميركي للجيش العراقي في الفترة المقبلة، أبدى عدم أسفه لانسحاب القوات الأميركية من العراق، على الرغم من الأوضاع الأمنية.
واقترحت كتلة "متحدون"، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، على المالكي اتخاذ قرارات سياسية لصالح الأهالي، لكسب حربه في الأنبار، بينما حدّد رئيس مجلس "صحوة العراق" وسام الحردان خمس مناطق لتواجد عناصر تنظيم "داعش" في الرمادي، مؤكدًا أنَّ قوات الجيش قادرة على إنهاء وجودهم، لولا الحواجز البشرية.
وأوضح المالكي، في تصريح صحافي، أنَّ "العراق قدّم إلى واشنطن قائمة بالأسلحة التي يحتاجها بغية إعادة السيطرة على الأنبار، والقضاء على مسلحي القاعدة"، مبينًا أنه "على الرغم من حاجة العراق للأسلحة المتوسطة والخفيفة على المدى القصير، فإننا نحتاج على المدى البعيد إلى طائرات مقاتلة، ومروحيات، ومنظومات دفاع جوي، لضمان الاستقرار".
وأضاف المالكي أنَّ "الولايات المتحدة تعمل الأن على تزويد العراق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والتي تتضمن شحنة أخرى من صواريخ هيل فاير".
وأشار رئيس الحكومة إلى أنَّ "مشكلة الطائفية في العراق تمّ حلها في العامين 2008 و2009، ولكنها دخلت مرة أخرى مع الظهور الجديد لتنظيم القاعدة، الذي تسلل عبر الحدود السورية"، مبينًا أنَّ "العنف قد تمّ تصديره إلى العراق من دولة عربية أخرى".
وأبدى المالكي "عدم أسفه على إجبار القوات الأميركية الانسحاب من العراق، على الرغم من الأحداث التي تشهدها محافظة الأنبار، منذ الانسحاب الأميركي"، لافتًا إلى أنَّ "العراق والولايات المتحدة ما يزالان يتبادلان المعلومات عبر اتصالات مستمرة، تتضمن معلومات استخبارية عن مواقع مراكز القاعدة، ومسالك التهريب التي يعتمدونها، ومن المحتمل أن يتعزز هذا التعاون أكثر".
من جانبها، اقترحت كتلة تحدون، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الجمعة، على رئيس الوزراء نوري المالكي اتخاذ قرارات سياسية لصالح الأهالي، لكسب حربه في الأنبار.
وأوضح المتحدث باسم الكتلة ظافر العاني، في حديث صحافي، أنَّ "جميع المبادرات السياسية التي قدمت لاحتواء أزمة الأنبار لم يكتب لها النجاح، إلا إذا لقيت قبولاً من رئيس الوزراء نوري المالكي"، مشيرًأ إلى أنَّ "المالكي تعامل مع المبادرات بطريقة اللامبالاة، في الوقت الذي لم يقدم فيه حلولاً للمشكلة، سوى التهديد العسكري".
وبيّن أنَّ "هناك سكان من أهل الأنبار لديهم مطالب وشروط دستورية، وعلى المالكي التعامل مع المطالب، قبل الذهاب إلى أيّ عمل".
وفي سياق متصل، أكّد رئيس مجلس "صحوة العراق" وسام الحردان، الجمعة، أنَّ "عناصر تنظيم داعش يتواجدون في مناطق الملعب بشكل محدود، والبوبالي، وشارع 60، ومركز شرطة الكرمة، وجسر الرعود، في مدينة الرمادي"، مشيرًا إلى أنَّ "الجيش وقوات الصحوات والعشائر قادرة على إنهاء تواجد العناصر الإرهابية، لولا الحواجز البشرية التي اتخذها مسلحو داعش"، حسب تعبيره.
وأبدى مجلس محافظة صلاح الدين، الجمعة، مخاوفه من الأحداث الجارية في محافظة الأنبار، مشيراً إلى امتداد تلك التطورات داخل أراضيها، لاسيما أنَّ حدود الأنبار وصلاح الدين تمتد على مساحة واسعة، فيما يجمع المحافظتين العشائر الموجودة هناك، حيث يعود معظمهم إلى النسب نفسه، وتشكل المحافظتان مع نينوى ما كان يعرف سابقا بـ"المثلث السني" العراقي.
ولفت عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين خالد جسام، في حديث صحافي، إلى أنَّ "استراتيجية أمنية وضعت، بغية حفظ الأمن والنظام، وتطورت بعد الاجتماع الأمني الذي عقده وفد صلاح الدين مع رئيس الحكومة نوري المالكي، وستشهد الأيام المقبلة انفراجاً على مستوى استباب الأمن"، دون أن يكشف عن وجود عملية عسكرية على أراضي صلاح الدين الشاسعة، مؤكدًا انه "من السابق لأوانه الكشف عن أيّ تفاصيل، لدواع أمنية".
وفرضت الأجهزة الأمنية في مدينة تكريت، مركز صلاح الدين، الجمعة، حظراً للتجوال لأسباب أمنية، حيث أكّد مصدر أمني أنَّ "الحظر بدأ بالسريان منذ الساعة السابعة صباحاً، وحتى إشعار آخر، بسبب معلومات استخباراتية، تفيد بوجود مخططات لاستهداف تجمعات سكانية"، مشيرًا إلى أنَّ "الأجهزة الأمنية ستقوم بحملة دهم وتفتيش في أحياء مختلفة من مدينة تكريت".
وأطلق مسلحون مجهولون، يستقلون سيارة حديثة، في ساعة متقدمة من ليل الخميس، النار من أسلحة رشاشة تجاه سيارة مدنية، يستقلها قائد صحوة حي القادسية شمال تكريت حميد النمراوي، ما أسفر عن مقتله في الحال، وإصابة نجله بجروح متفاوتة.
وفي محافظة بابل، فجّر مسلحون مجهولون، صباح الجمعة، ثلاثة منازل خالية تعود لمدنيين، بعبوات ناسفة زرعت في محيطها في قرية الدليمي، التابعة لناحية جبلة، شمال الحلة، ما أسفر عن تدميرهم بالكامل.
أرسل تعليقك