غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
شارك الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة، الجمعة، بمسيرات حاشدة نصرة للاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك في سوريا، وكذلك لرفض المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في المسيرات التي دعت لها حركة "حماس" وانطلقت من مساجد مدينة غزة كافة إلى شارع الوحدة وسط
المدينة، لافتات تدعو لفك الحصار عن المحاصرين في مخيم اليرموك، ورفض خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وتقدم المسيرات قادة الفصائل الفلسطينية وبعض الوزراء ونواب المجلس التشريعي, وسط هتافات منددة بخطة كيري وعودة السلطة للمفاوضات.
و قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري في كلمة له إن أهالي اليرموك يتعرضون للتجويع والقتل في جريمة القرن التي تتم بصمت بعيدا عن أي حراك دولي أو إقليمي، مشددا على وقوف الشعب الفلسطيني بغزة قلبا وقالبا مع إخوانهم هناك.
ودعا أبو زهري المسلحين المتحصنين في المخيم بالخروج فورا حقنا لدماء اللاجئين، مطالبا قوات النظام السوري برفع الحصار وإدخال المعونات إلى أهالي اليرموك.
وقال " إن مسئولية مخيم اليرموك دولية وإقليمية لأنهم لاجئون ويفترض على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته تجاههم فورا"، مبينا أن الشعب الفلسطيني واحدا سواء في غزة أو رام الله أو اليرموك.
وأضاف " نحن شعب واحد نشعر ببعضنا بعضا، لأنهم أهلنا ولهم حق في أعناقنا لنصرتهم، وحماس تبذل جهدا كبيرا لإنهاء تلك المعاناة".
وأكد أبو زهري رفض جميع الفصائل الفلسطينية للمفاوضات التي تدور مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وخطة كيري، مبينا أن هناك إجماع وطني غير مسبوق لرفض هذه الخطة.
وقال إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير مفوض للتوصل إلى أي تسوية مع الاحتلال، وعلى إسرائيل وكيري أن يدركوا ذلك جيدا"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بالتنازل عن أي حق من حقوقه وثوابته الوطنية.
و دعا أبو زهري السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح البري بشكل دائم لتخفيف الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، موضحا أن موقف جميع حكام العرب والمسلمين هو فك الحصار عن غزة فورا.
وأشار إلى أنه " من المؤلم أن يبقى معبر رفح مغلقا بهذه الطريقة، وخصوصا بعد إغلاق الأنفاق التي كانت تدخل المواد الغذائية للقطاع"، لافتا إلى أن حركته تدعم إغلاق الأنفاق لكن في ضوء توفر بديل.
واستنكر أبوزهري الهجوم الإعلامي الذي تشنه وسائل الإعلام المصرية على حركته بغزة، مؤكدا أن كل الذرائع التي تناولتها تلك الوسائل لا أساس لها من الصحة"، موضحا" هدفنا هو مقاومة الاحتلال وتحرير أرضنا وكل ما دون ذلك هي افتراءات وادعاءات لا علاقة لحماس بها، فنحن نحب مصر ولن يصرفنا عن ذلك كل الأكاذيب".
وفي سياق آخر، طالب أبو زهري رئيس السلطة محمود عباس بالتوقف عن مواصلة المفاوضات مع الجانب الصهيوني.
وقال " إن هناك إجماع وطني فلسطيني على رفض المفاوضات جملةً وتفصيلا، والشعب لن يقبلها ولن يقبل ما سيتمخض عنها".
وأكد أبو زهري أن موقف حماس لا زال ثابتاً ولا تراجع عنه بالمضي في طريق الثوابت والحفاظ على الحقوق ورفض المفاوضات، مبيناً أن هدفها الكبير هو العودة للوحدة واستكمال جهود المصالحة.
وتابع " نحن نريد المصالحة والوحدة بغية رفض المفاوضات وليس كورقة من أجل مواصلتها".
وأوضح أن المفاوضات لا تمثل الشعب الفلسطيني والمفاوض لا يمثل إلا نفسه، وعباس غير مكلف من الشعب بالتفاوض مع الاحتلال.
ونوه أبو زهري إلى استخدام الاحتلال المفاوضات كورقة ضغط وذريعة لمواصلة الاستيطان وتحسين صورته أمام العالم بأنه مع أتفاق السلام مع الفلسطينيين.
ودعا العرب لرفع أيدهم وغطاؤهم عن المفاوضات وأن يعملوا لأقوالهم بأنهم يقبلون بما يقبل به الشعب الفلسطيني، مبيناً أن الشعب ولا يمكنه القبول بالتنازل عن شبر من أرضه ولا يقبل بالمفاوضات وعليهم وعي ذلك تماماً.
وكانت حماس قد دعت أهالي القطاع أمس عبر مكبرات الصوت والمساجد للخروج في المسيرات دعماً للاجئين الفلسطينيين بسورياً ورفضاً للمفاوضات.
أرسل تعليقك