بغداد - نجلاء الطائي
أكّد مجلس محافظة الأنبار أنَّ الاتفاق بين عشائر الأنبار والحكومة انهار تمامًا، بعد اعتراف العشائر بعدم قدرتها على إدارة قضاء الفلوجة، لوجود عناصر "داعش"، مرجّحًا أن ينتهي سيناريو الفلوجة بهجوم واسع، وفيما شدّدت القائمة "العراقية" على ضرورة إخلاء الأهالي قبل الهجوم، دعت كتلة "الأحرار" إلى
تجنب استهداف المدنيين، وفتح باب الحوار مع العشائر، بينما كشفت النائبة عن إئتلاف "العراقية" لقاء وردي عن أنَّ "المقاتلين" داخل الفلوجة هم من أبناء العشائر، الذين ثاروا بسبب فض الاعتصامات، مشدّدة على أنَّ المدينة خالية من "داعش"، مبيّنة أنَّ الحكومة هي من أثارت أبناء العشائر، وزادت التطرف في الفلوجة، والأنبار، بسبب تصرفاتها "غير الحكيمة".
وأوضح نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي، في حديث صحافي، أنَّ "داعش هي من تقاتل في الفلوجة، وأنَّ الاتفاق بين العشائر والحكومة قد انهار تمامًا"، مبيّنًا أنَّ "الطلبات التي عرضتها العشائر في الفلوجة، ومنها تغيير القائمقام وقائد الشرطة وبعض الطلبات الخدمية انتهت بعد 24 ساعة مع خطف الأول، وهروب الثاني إلى أربيل، إثر استهداف منزله وتدميره".
وشدّد العيساوي على أنَّ "العشائر اعترفت بأنها كانت متوهمة وغير قادرة على إدارة القضاء، بسبب وجود الدولة الإسلامية (داعش)، بعدما كانت تتصور أنَّ وجود الشرطة في القضاء سيعيد الحياة إلى طبيعتها"، مشيرًا إلى أنَّ "المفاوضات بين العشائر والحكومة انتهت، وأنَّ الجيش لن يسمح بخروج الفلوجة عن السيطرة".
وأدان نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار "القصف العشوائي على الأحياء والمدنيين"، مرجحًا أن "ينتهي سيناريو الفلوجة إلى الهجوم الواسع، الذي سيذهب ضحيته المواطنين الأبرياء"، لافتًا إلى أنَّ "قضاء الخالدية أصبح تحت سيطرة الجيش العراقي، وتمّت السيطرة على معظم أجزاء الأنبار، باستثناء الفلوجة".
ومن جانبها، أكّدت النائبة عن محافظة الأنبار لقاء وردي، في حديث صحافي، أنَّ "الفلوجة تعرضت إلى استهداف بالهاونات وقذائف المدفعية على حي الجولان، والأهالي نزحوا من المدينة إلى الأحياء الأخرى".
وأضافت وردي أنَّ "القصف تسبب بسقوط أربعة منازل، وتهديمها بالكامل، ومقتل حارس مدرسة ابن خلدون، وشخص أخر حاول إسعافه"، وتابعت "كما سقطت قذائف هاون قرب مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكرمة، ما أدى إلى منع اللجنة من الاستمرار في عملها بتوزيع المساعدات على النازحين".
وشددت على أنَّ "الوضع الإنساني سيء جدًا"، مشيرة إلى أنَّ "المواد الغذائية والطبية تدخل إلى المدينة عبر الواسطات والاتصالات، فيما تواجه المنظمات الدولية صعوبة في توفير الخدمات للنازحين".
وتوقعت النائبة عن القائمة "العراقية" أنَّ "الحكومة تريد إخلاء المدينة من الساكنين، بغية القيام بهجوم بري"، محذرة من "مخاطر الهجوم على المدنيين"، مؤكّدة ضرورة إبلاغ الأهالي بإخلاء المدينة قبل الهجوم.
وأشارت وردي إلى أنَّ "المقاتلين داخل الفلوجة هم من أبناء العشائر، الذين ثاروا بسبب فض الاعتصامات"، مشدّدة على أنَّ "المدينة خالية من داعش، بمعنى العناصر الغريبة عن الفلوجة، أو الأجنبية"، مبينة أنَّ "الحكومة هي من أثارت أبناء العشائر، وزادت التطرف في الفلوجة والأنبار، بسبب تصرفاتها غير الحكيمة"، حسب تصريحها.
وكشفت وردي عن أنَّ "سيطرة الجيش على الأرض في الأنبار متفاوتة"، موضحة أنَّ "الجيش تعرض إلى هجوم شرس من أبناء العشائر، أجبره على البقاء في بعض المناطق".
وفي سياق متصل، دعا النائب عن كتلة "الأحرار" أمير الكناني إلى "تجنب استهدف المدنيين، وفتح باب الحوار مع العشائر في الأنبار"، مؤكدًا أنَّ "الاحرار تدعم محاربة داعش، وعلى الحكومة اعتماد الجانب الاستخباراتي في محاصرة المسلحين، عوضًا عن العمليات العسكرية في المناطق التي يوجد فيها مدنيون"، مشيرًا إلى أنَّ "كتلة الأحرار ترفض وجود تنظيمات داعش والقاعدة في العراق، لكن يجب تغليب الحلول السياسية للحوار، ومنها مبادرة الحكيم، بغية حل المشكلة في الأنبار".
وعلى صعيد الوضع الأمني، انفجرت عبوة ناسفة، صباح السبت، قرب سوقمركزي لبيع الفواكه والخضر، في قضاء المدائن، جنوب بغداد، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي مدينة حديثة، غرب الأنبار، اندلعت اشتباكات بين مسلحين، يعتقد ارتباطهم مع العشائر، وقوات من الجيش، أسفرت عن مقتل ضابط وثلاثة جنود، وأربعة مسلحين، فيما فرض حظر شامل للتجوال.
وفي محافظة صلاح الدين، انفجرت سيارة مفخخة، كانت مركونة قرب جامع "الفاتح"، وسط قضاء بيجي، فجر السبت، مستهدفة دورية للجيش العراقي، ما أسفر عن إصابة أربعة من عناصرها بجروح متفاوتة، وإلحاق أضرار مادية.
وفجّر مسلحون مجهولون، صباح السبت، أربعة منازل قيد الإنشاء، ثلاثة منها تعود لعناصر في الشرطة، والرابع لمعلم في قضاء الدورة، شرق تكريت، ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل، دون وقوع خسائر بشرية.
أرسل تعليقك