تونس ـ أزهار الجربوعي
كشفت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" أن روني الطرابلسي نجل رئيس الجمعية اليهودية التونسية، بات المرشح الأقرب لتولي حقيبة وزارة السياحة في الحكومة الجديدة،رغم تحفظ حركة النهضة، في حين اتهم الناطق الرسمي بإسم حزب العمال الجيلاني الهمامي في تصريح لـ"العرب اليوم" حزب النهضة الإسلامي بتعمد تأخير وتعطيل حكومة مهدي جمعة حتى يتمكن رئيس الحكومة المستقيلة علي العريض
من التوقيع على الدستور، معتبرا أن النهضة تتعامل مع الواقع السياسي بمنظور حزبي ضيق لا يخدم إلا مصالحها"، حسب تعبيره.
وأكدت مصادر لـ"العرب اليوم" أن حركة النهضة الإسلامية صاحبة الأغلبية البرلمانية، ترفض تعيين نجل رئيس الجمعية اليهودية التونسية روني الطرابلسي في منصب وزير للسياحة، معللة ذلك بقرب روني الطرابلسي من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وحزب نداء تونس المعارض.
وأفاد المصدر أن النهضة تضغط على رئيس الحكومة المكلف مهدي جمعة، للتخلي عن الطرابلسي رغم تشبثه به، نظرا لعلاقاته وخبرته الكبيرة في القطاع السياحي.
ويعرف روني الطرابلسي بعلاقاته وشهرته الواسعة في قطاع السياحة من خلال إمتلاكه لعدد من النزل ووكالة الأسفار، وهو مدير عام وكالة ("Royal First Travel "RFT) المنظمة للحج اليهودي إلى كنيس الغريبة في حزيرة جربة ، جنوب تونس، وكان روني الطرابلسي من بين المرشحين لتولي حقيبة السياحة في حكومة الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي، إلا ان ضغوطات من حزبه جعلته يتخلى عن الفكرة.
وروني الطرابسي هو الابن الأكبر لجوزيف الطرابلسي رئيس الجمعية اليهودية التونسية ، وقد أسس المذكور بداية من سنة 2001 شركة أسفار مقرها الأصلي بباريس وتنشط بتونس وخاصة بجزيرة جربة لتشجيع اليهود من كامل أصقاع الدنيا على السياحة وزيارة تونس، ومن بين الوجوه البارزة التي قدمت إلى تونس عبر تأمين رحلات مباشرة من مطار بن غريون بتل أبيب الى مطار جربة جرجيس الدولي في تونس، وزراء إسرائيليون يمينيون أشهرهم وزير خارجية اسرائيل السابق في عهد رئيس الحكومة أرييل شارون، سيلفان شالوم وهو يهودي تونسي الأصل.
وبينما يجري رئيس الحكومة التونسية المكلف مهدي جمعة اللمسات الأخيرة على حكومته والتي من المفترض أن يتم الإعلان عنها بشكل رسمي يوم 25 يناير الجاري بعد انتهاء المهلة القانونية المخولة لجمعة في تشكيل حكومته والمحددة بأسبوعين، بدأت حالة من التململ والقلق تجتاح المعارضة التونسية نتيجة بقاء حكومة ائتلاف الترويكا الحاكم التي يترأسها القيادي في النهضة علي العريض في السلطة لتصريف الأعمال، ريثما يتم الإعلان عن حكومة خلفه مهدي جمعة.
واتهم الناطق الرسمي باسم حزب العمال الجيلاني الهمامي في تصريح لـ"العرب اليوم" حركة النهضة الإسلامية بتعطيل حكومة مهدي جمعة حتى يتسنى لرئيس الحكومة المستقيلة والقيادي في الحزب علي العريض التوقيع على الدستور، معتبرا أن النهضة تتعامل مع الواقع السياسي المتأزم بنظرة حزبية ضيقة وأن التاريخ وإن سيسجل لها التوقيع على الدستور إلا أنه سيحفظ لها أيضا اخفاقاتها الأمنية والإقتصادية والإجتماعية، حسب تعبيره.
وأكد الهمامي أن النهضة تتعمّد تأخير تنصيب حكومة مهدي جمعة، داعيا الأخيرة إلى المباشرة في مهامها لإنقاذ البلاد ومراجعة التعيينات التي تمت على قاعدة الولاءات الحزبية والإعداد للإنتخابات المقبلة.
وتواصل المعارضة رفض مشاركة أي وزير من الحكومة المستقيلة في حكومة مهدي جمعة الجديدة، حيث اعتبر الناطق الرسمي لحزب آفاق تونس فوزي عبد الرحمان أن أي محاولة لتعيين وزراء من حكومة على العريض في الحكومة الجديدة هي نسف للمسار التوافقي ولخارطة الطريق، وفق قوله.
وأشار فوزي عبد الرحمن إلى اعتراض حزبه على إبقاء وزير الداخلية لطفي بن جدو في منصبه، معتبرا بن جدو أحد عناوين فشل الحكومة المستقيلة.
أرسل تعليقك