بغداد ـ نجلاء الطائي
افاد مصدر في شرطة محافظة الانبار، اليوم الاحد، بان القوات الأمنية أعلنت فرض حظر للتجوال في ثلاث مناطق في قضاء الرمادي، فيما عزا فرض الحظر الى تنفيذ حملة امنية واسعة في تلك المناطق.
وقال المصدر لـ"العرب اليوم "، إن "القوات الأمنية فرضت حظرا للتجوال في مناطق البو بالي وحي الملعب وحي الضباط"، مبينا أن "هذه المناطق تتمركز فيها تنظيمات مسلحة للدولة الإسلامية في العراق والشام داعش
".
وعزا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، سبب فرض حظر التجوال الى "تنفيذ القوات الأمنية مدعومة بالعشائر حملة امنية واسعة للقضاء على تلك التنظيمات".
وذكر المصدر أن "المعلومات الاستخبارية تؤكد ان مسلحين من تنظيم القاعدة وجماعات اخرى احكمت قبضتها على ثلاث مناطق في الرمادي حاملين مختلف انواع الأسلحة من الأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر حتى صواريخ غراد والمدافع المضادة للطائرات".
وفي الشان ذاته اعلنت قيادة العمليات المشتركة، الاحد، عن ضبط مدافع مقاومة للطائرات، واسلحة ومتفجيرات تعود لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"(داعش) غربي الانبار.
وقال بيان صادر عن العمليات حصلت " العرب اليوم "، على نسخة منه، إن "قيادة عمليات الجزيرة والبادية ضبطت كدساً للاسلحة والمتفجرات لتنظيم داعش اﻻرهابي شمال قضاء راوة غربي اﻻنبار".
وفي صعيد متصل يقول مسؤولون وسكان إن مسلحين من تنظيم القاعدة وجماعات أخرى احكمت قبضتها على مدينة الفلوجة في تحد لمساعي الحكومة العراقية لإقناع العشائر بطردهم من المدينة.
ورغم حصار الجيش يتدفق المقاتلون والاسلحة على المدينة التي كانت مسرحا لعدد من اعنف المعارك التي خاضتها القوات الامريكية أثناء احتلالها للعراق من عام 2003 إلى 2011 .
وفي انتكاسة تحرج الدولة العراقية سيطرت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام والعشائر الحليفة لها على الفلوجة واجزاء من مدينة الرمادي القريبة في الأول من كانون الثاني.
ونشر رئيس الوزراء نوري المالكي قوات ودبابات حول المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة وارسل أسلحة للعشائر المناوئة للقاعدة ولكنه استبعد شن هجوم عسكري شامل.
ويقول مسؤول محلي كبير طلب عدم نشر اسمه في تصريح إطلع "العرب اليوم "عليه ، "مصادرنا في الفلوجة تشير إلى أن عدد المسلحين تجاوز 400 في الايام القليلة الماضية ووصلت كميات أكبر من المدفعية المضادة للطائرات". ولم يتسن التحقق من هذا العدد.
ويشير مسؤولون أمنيون الى أن المقاتلين والأسلحة تأتي في معظمها الى الفلوجة من المناطق الواقعة إلى الجنوب التي تخضع لنفوذ عشائر تناصب الحكومة العداء.
وقال الشيخ محمد البجاري وهو زعيم عشائري ومفاوض في المدينة في تصريح إن "ولاء العشائر المنتشرة حول الفلوجة للحكومة المركزية صفر"البجاري "الان لا يسيطر (الجيش) على اي شيء ولا يمكنه غلق اي طريق" مشيرا الى المداخل الجنوبية للفلوجة.
وتفوق اعداد رجال العشائر المسلحين في الفلوجة اعداد مقاتلي الدولة الاسلامية بكثير وغالبيتهم يميلون نحو المتشددين أو فصائل مسلحة أخرى.
وقال مسؤولون وشيوخ عشائر وسكان في الفلوجة إن عدة جماعات مسلحة دخلت في تحالف واسع مع الدولة الإسلامية او سعت لفرض نفوذها منذ ان خرجت المدينة عن سيطرة الحكومة.
ومن هذه الجماعات كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش الراشدين وانصار السنة وجيش رجال الطريقة النقشبندية الذي شكله عزت الدوري النائب الأول لصدام حسين.
وعاد أحد قادة المجلس ويدعى الشيخ عبدالله الجنابي الذي كان عضوا بارزا في جماعة الدولة الإسلامية في العراق قبل أن تصبح الدول الإسلامية في العراق والشام الى الفلوجة بعد يومين من سقوطها في قبضة المسلحين العام الجاري.
وقال الجنابي "رجال الشرطة العراقية في مدينة الفلوجة كلهم ملطخة ايديهم بالدماء وبنايات الشرطة كانت تستخدم للتعذيب ونزع الاعترافات خدمة لقضايا اسيادهم ويجب اجتثاثهم.
"نقسم بالله العظيم ودماء الشهداء أن الجيش الصفوي لا يمكن ان يدخل المدينة إلا على جثثنا" في اشارة تحط من قدر الجيش العراقي.
وتولى نحو 200 مسلح ملثم في سيارات نهبت من الشرطة حراسة الطرق المؤدية إلى مسجد سعد بن ابي وقاص شمالي الفلوجة حيث القى الجنابي خطبة الجمعة وجرى تفتيش المصلين قبل دخول المسجد.
وتجاهل عدد كبير من سكان المدينة دعوة رجال دين سنة- يشاركون في حركة احتجاج ضد الحكومة منذ عام- للتجمع للصلاة في مسجد الفرقان في وسط المدينة وادى معظم السكان صلاة الجمعة في مساجد الاحياء التي غاب عنها المسلحون.
ويكره كثيرون من سكان الفلوجة حكومة المالكي التي يرون انها "تقمع الاقلية السنية" وتستفزها وفي ذات الوقت يخشون عودة اسلاميين متشددين، بحسب رويترز.
وتستمر المفاوضات من اجل انسحاب مسلحي الدولة الإسلامية من الفلوجة سلميا لكن هذه المفاوضات لم تحرز أي نجاح.
وقال مسؤول محلي ومفاوض طلب عدم نشر اسمه "لا نتوقع أن يستجيب مسلحو الدول الإسلامية. جاءوا لبسط سيطرتهم على المدينة .. لا سبيل لاخراجهم بدون قتال".
أرسل تعليقك