جنيف - رياض أحمد
شنَّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم هجوماً على المعارضة والولايات المتحدة الاميركية، في كلمته التي القاها أمام مؤتمر "جنيف2"، وبقي يتحدث لأكثر من نصف ساعة على رغم اعتراض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون ، وقال: إن "بعض الموجودين" في القاعة سعوا إلى إعادة سوريا إلى "العصور الوسطى". ووصف ما
يجري في بلاده بـ"إرهاب آت من الخارج"، وانتقد دور الحكومة التركية و"بعض دول الجيران التي أشعلت النار في أرض سوريا"، مشيراً إلى وجود مقاتلين من 83 دولة في سوريا.
وفي انتقاد للمعارضة أضاف :"من يريد التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ان يكون خائناً للشعب وعميلاً لأعدائه، وليتفضل إلى سوريا". وتساءل :"ماذا فعلتم يا من تدعون أنكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ أين أفكاركم وبرنامجكم غير المجموعات الارهابية المسلحة؟" أنا يقين لا تملكون اي شيء وهذا جلي للقاصي والداني"..
وناشد المعلم المجتمع الدولي وقف إرسال الأسلحة الى سوريا ودعم الإرهاب، وحض على رفع العقوبات، مؤكداً أن دمشق "ستتخذ كل ما يلزم للدفاع عن نفسها بطريقة تراها مناسبة".
وفي رد على كلمة نظيره الأميركي جون كيري، أكد المعلم أن أي حديث عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد يحرف المؤتمر عن مساره. وأضاف أن "لا أحداً يعطي الشرعية للرئيس إلا الشعب السوري نفسه".
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، أكد أن "أي حديث عن بقاء (الرئيس) بشارالأسد في السلطة بأي صورة هو خروج بجنيف 2 عن مساره المفروض"، مشيراً الى الشعب السوري قدّم 200 ألف شهيد و9 ملايين مشرد خلال الثورة ولايمكن القبول بأي طرح غير رحيل النظام الذي يتحمل هذه الدماء.
وقال الجربا في كلمته أمام مؤتمر جنيف 2 الذي افتتح صباح اليوم الاربعاء في فندق مونرو، "نحن نوافق على مقررات "جنيف 1" وأدعو الى نقل صلاحيات الأسد كاملة الى هيئة الحكم الانتقالية"، مؤكداً أن "جيشنا الحرّ يتصدّى للارهاب وعلى رأسه "حزب الله" الذي يُحاكم اليوم في لاهاي لقتله رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي افتتح المؤتمر أقر بأن "التحديات التي تنتظر المشاركين في مؤتمر جنيف2 هائلة، ولكن يمكن تخطيها". وقال في كلمة القاها في جلسة الافتتاح :"اليوم يوم أمل بالنسبة إلى سوريا، وعلى السوريين انتهاز الفرصة الكبيرة".
واذ أعلن ان المفاوضات ستنطلق يوم الجمعة المقبل، دعا بان كي مون إلى "إتاحة دخول المساعدات الإنسانية، خصوصاً إلى المناطق المحاصرة، وتشكيل هيئة انتقالية تكون مسؤولة عن الملفين السياسي والأمني في سوريا"، ملاحظاً أن "الحكومة والمعارضة مستعدتان للحوار"، مشدداً على أن "الحل يقع على عاتق السوريين وكذلك إعادة الإعمار، وعليهم التوصل إلى تسوية سياسية انطلاقاً من "جنيف-1".
وتطرق بان إلى الوضع الإنساني، مشيراً إلى "كارثة إنسانية كبيرة لا بد من إنهائها، فهناك ستة ملايين نازح في سوريا نفسها وتسعة ملايين يحتاجون مساعدات".
اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد دعا في كلمته إلى إنهاء "الصراع المأسوي في سوريا ومنع انتشاره إلى المنطقة"، مناشداً "اللاعبين الخارجيين" إلى عدم التدخل في شؤون البلاد، لكنه كرر المطالبة بوجوب "إشراك إيران في جهود التسوية ومعارضة الداخل في جهود التسوية، مع التحذير من دخول جماعات متطرفة لتدمير النسيج الداخلي السوري، وهذه ليس من مصلحتها التوصل إلى حل. وأشار إلى أن المفاوضات لن تكون سهلة وسريعة ولا يمكن ضمان نجاحها بنسبة مئة في المئة، لكن لا بد من توحيد الجهود لمواجهة "الإرهاب" في سوريا".
وأظهرت كلمة نظيره الأميركي جون كيري استمرار تباعد وجهات النظر مع موسكو، إذ أكد أنه لا يمكن "بأي حال" أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من الحكومة الانتقالية، وهو لا يمكن أن يستعيد شرعية الحكم، و"البديل للشعب السوري سيكون شخصاً يقف معه"، وهذا الشعب سيختار قيادته وينعم بالسلام، مذكراً بأن الثورة السورية بدأت سلمية. وبدوره أقر بصعوبة عملية التفاوض وتعقيداتها.
ثم ألقى وزير خارجية الصين وانغ يي فقل من الصعب على الأطراف السوريين الجلوس على طاولة مفاوضات ويتوجب على المجتمع الدولي.
المساعدة في ذلك.
كذلك تحدث وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ثم وزير خارجية بريطانية هيغ.
أرسل تعليقك