بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها عند العاشرة من قبل ظهر اليوم بتوقيت لاهاي، الحادية عشرة بتوقيت بيروت. ومن المقرر وفق الخطة المعلنة عن المرحلة الحالية الاستماع الى ثمانية شهود، سبعة منهم وجاهيا والثامن وفقا لنظام المؤتمرات. ونقلت الوقائع مباشرة عبر وسائل الإعلام بفارق نصف ساعة بين ما يجريسي في القاعة
وما يبث على الشاشات.
تم الاستماع في جلسة اليوم الى شاهدين فقط هما شقيق الشهيد محمد سعد الدين درويش سعد الدين درويش وشقيق الشهيد زياد طراف ممدوح محمد طراف ، وستستمر مرحلة سماع الشهود الثمانية بحسب برنامج المحكمة الى الثلثاء المقبل.
في مستهل الجلسة بدأ القاضي ميلين باستجواب الشاهد الاول وهو شقيق الشهيد محمد سعد الدين درويش، سعد الدين درويش الذي أشار أن "شقيقه كان يكبره بست سنوات ولديهما اختان، ويعيشون في المنزل نفسه، وكان هو يتابع دروسه في المدرسة فيما كان يعمل محمد عند الرئيس الحريري وكان سعيدا في عمله، وقد أمضى 5 سنوات في العمل لديه".
واشار الى انه "في 14 شباط كان يعمل في استديوهات "تلفزيون المستقبل" في سن الفيل، حين حصل الانفجار وعندما سمع اسماء الشهداء علم بأنه الرئيس الحريري والشباب الذين معه وركضنا لمعرفة ما جرى". وأعلن انه علم باستشهاد شقيقه عبر الشاشات وعند إذاعة الاسماء. وقد طلب منه التعرف على شقيقه، مشيرا الى أن شقيقه "كان من دون رأس ويدين ورجلين، فقط كان يوجد الصدر وكانت الجثة مشوهة وممزقة".
وعن ردة فعل العائلة وتأثير الفاجعة قال:"أبي تحطمت أسنانه وأختي وقعت وكسر ضلعها وما زالت الى الآن تعاني، أمي منهارة معظم الوقت". وأشار إلى أن شقيقه "كان يعيل العائلة وانا كنت اعمل بدوام جزئي".
سئل:هل تبدلت حياته؟ أكد بالايجاب، وقال:"كنت الصغير فأصبحت المعيل، بلا مدرسة وحياتي كانت من اجل العمل والانفاق على أفراد عائلتي والاهتمام بها. اصبحت المسؤول عن المنزل من بعد أخي. أهلي يعانون المرض ومرضهم يزداد وانا المعيل الوحيد لهم".
سأل القاضي هينز الشاهد عن معاناته الشخصية، فقال:"لدي ألم دائم في معدتي منذ الحادثة وعندما تعرفت على شقيقي، وهذا الالم ما زال مستمرا اضافة الى ما يدور في خيالي. راجعت أطباء عدة للتأكد من أن الألم دائم ولا علاج له، والطبيب هو علي الخليل الذي اجرى له 3 مناظير لمعدته لمعالجة الالم".
سئل: لماذا لم يخطر ببالك أن أخاك حي؟ أجاب:"اتصلت بالقصر وقالوا انه بحال جيدة. ولكن الانفجار دفعني الى التفتيش وذهبت الى مستشفى نجار ورأيت احد المرافقين واخبرني بمصير اخي".
الشاهد الثاني ممدوح محمد طراف ادلى بدوره بشهادته ورد على اسئلة الادعاء، مشيرا الى ان شقيقه الشهيد زياد طراف كان مع الرئيس الحريري في الانفجار، وكان زياد اصغر منه بسنتين وهو المرافق الشخصي للحريري. وقال: كان يحب عمله كثيراً ويتعامل مع الرئيس الحريري كأب واخ وصديق وليس كرئيس وزراء، مشيرا الى انه منذ العام 1987 بدأ اخي العمل لصالح الحريري حتى العام 2004.
واشار الى ان زياد كان متزوجاً منذ 4 سنوات قبل استشهاده ويعيش معنا في المبنى نفسه وكنت اراه يوميا و منذ استشهاد الرئيس الحريري ضمّني الرئيس سعد الحريري الى مكتبه الاعلامي واصبحت مصوّره الخاص، وما ازال حتى اليوم اعمل معه.
طراف ورداً على سؤال قال: يوم الانفجار كان شقيقي يلبس حذائي، ويومها كنت في تلفزيون المستقبل لكننا لم نعرف ان الانفجار قد استهدف الحريري، لافتا الى انه بحث عن شقيقه ليومين حتى وجد جثته في الجامعة الاميركية. وقال: ان اقربائي لم يتمكنوا من التعرف على جثة شقيقي بسبب الحروق اما انا فقد استطعت التعرف اليه من خلال اصابع قدمه الستة ومن خلال حذائه، مشيرا الى ان رجله لم تكن محترقة لان الحذاء الذي كان يرتديه منصوع من الجلد.
واضاف: كان لاخي صبيان وقد توليت انا وامي تربيتهما لان والدتهما غادرت الى كندا عند اهلها، فضلا عن اولادي الثلاثة. ووصف وقع خسارة شقيقه بالكبير. وقال ردا على سؤال: لم يطلب مني كمصوّر ان انزل الى مكان الانفجار للتصوير لانني كنت خارج دوام العمل ولم نكن نعرف بعد من هو المستهدف ولكنني عندما علمت ندمت انني لم انزل.
أرسل تعليقك