بغداد ــ نجلاء الطائي
رفض رجال دين سُنيُّون في خُطب الجمعة، في مدينتي؛ تكريت وبيجي، في محافظة صلاح الدين، الجمعة، قرار الحكومة العراقية باستحداث محافظات جديدة، معتبرين ذلك تمهيدًا لتشكيل الأقاليم في العراق، وهو ما يُسهِّل تقسيم البلاد. ودعا إمام وخطيب جامع الرمادي الكبير، رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي إلى "سحب الجيش العراقي، ووقف قصف المدن في محافظة الأنبار"، مؤكدًا أن "الكثير من المعتصمين حملوا السلاح حاليًا ضد الحكومة للدفاع
عن أنفسهم من القتل والتهجير".
وأعلن رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، الشيخ حميد الهايس، أن "داعش متمركزة ومسيطرة على الفلوجة"، كاشفًا عن "أن اقتحام الفلوجة سيكون قريبًا بعد اتخاذ القرار النهائي من قِبل القيادات الأمنية، وبدعم من العشائر"، بينما أعلنت قيادة عمليات الأنبار اعتقال ثلاثة إرهابيين من "داعش" في عملية أمنية"
وأضاف إمام وخطيب صلاة الجمعة الشيخ أحمد الراوي، التي أقيمت في جامع الرمادي الكبير، أن "ما يحدث من مجازر جماعية في الفلوجة والرمادي جراء القصف العشوائي للجيش، وما تنفذه أجهزة الأمن من جرائم ضد الشعب لا يقبله أي إنسان"، وتابع "على المالكي أن يوقف القصف، ويسحب جيشه، وأن لا يورطه في صراعات سياسية مكشوفة".
وأضاف الراوي، أن "الجيش يقصف منازل المواطنين العزل في الفلوجة والرمادي، وتقصف الدبابات والمدرعات بشكل عنيف الأحياء السكنية، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ دون ذنب"، مستغربًا من "إطلاق تصريحات تقول بأن القصف استهدف معاقل المسلحين".
وتساءل الراوي، "أين هم المسلحون؟ وأين سلاحهم؟ فهل يعقل أن يكون الطفل الرضيع هو من يحمل سلاحه ضد المالكي وحكومته"، مبينًا أن "حرب المماطلة والتسويف لدي المالكي ضد شعبه أخذت منحى آخر بتقديم مشروع تحويل الأقضية إلى محافظات"، موضحًا أنه "يدل على وجود نية واضحة بتحويل الرأي العام وشغل وسائل الإعلام لغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الجيش ضد أهل الفلوجة والرمادي بغطاء جديد".
وتابع الراوي، قوله أن "المعتصمين كانوا منذ أكثر من عام يرفعون مطالب دستورية، وحدث ما حدث من جرائم وانتهاكات ضدهم في وقتها، حتى طفح كيل الناس، وحملوا السلاح حاليًا للدفاع عن أنفسهم من القتل والتهجير"، مشيرًا إلى أن "الحكومة لو كانت صادقة لنفذت مطالبهم، وحفظت أمن البلد، دون تدخل واستغلال من جاء ليركب الموجة، ولجمع المكاسب السياسية الفاشلة على حساب دماء الناس".
وفي سياق متصل، رفض رجال دين سُنَّة في خطب الجمعة، في مدينتي تكريت وبيجي، في محافظة صلاح الدين، قرار الحكومة العراقية باستحداث محافظات جديدة، وقالوا، إنه يمهد لتشكيل الأقاليم في العراق، ما من شأنه تقسيم البلاد".
وقرَّر العراق قبل أيام تحويل أربعة أقضية، إلى محافظات، وسط خلافات بشأن تلك الخطوة بينما يشكو البلد من أعمال عنف وانقسامات طائفية.
وقال خطيب جمعة تكريت، كامل خيري في الخطبة، إن "هناك تشرذمًا في الشارع، واختلاف بشأن الإقليم والانتخابات، والبعض يرفض رأي المراجع الكبار، ولكن تلك التصرفات لن تنفع أحد، وعلى أبناء السنة والجماعة التوحد تحت المرجعيات".
وأضاف أن "الإقليم مرفوض؛ لأنه تفتيت للعراق، والسعدي -في إشارة إلى رجل الدين السني البارز عبدالملك السعدي- يبلغكم بأن المحافظات الجديدة ما هي إلا محاولات لإعادتكم إلى مشروع الإقليم التقسيمي، وأنه خطر كبير".
ووافق مجلس الوزراء خلال جلسته الاعتيادية الأسبوع الماضي، على تحويل قضاءي، طوزخورماتو، وتلعفر، إلى محافظتين وسط ترحيب تركماني واعتراض كُردي، ووافق مبدئيًّا أيضًا على تحويل منطقة سهل نينوى، وقضاء الفلوجة إلى محافظتين.
وأضاف خطيب، تكريت أن "المطلوب حاليًا هو تكثيف الانتباه الأمني بالنسبة للسكان، وليس الجهد الحكومي، وعلى الشرطة أن تتعاون معنا، ونتعاون معها، وأن لا تقف ضدنا، فنحن أبناء مدينة واحدة، ولا نريد أن يتأذى أحد، أو أن تستبدل بقوة من خارج المحافظة"، مشيرًا إلى "الكلام لم يعد ينفع، ووصل الوضع إلى حده الأخير، وأنه بعد اليوم لن ينفع الكلام، ولكن الأفعال هي التي يجب أن تتكلم من خلال السيوف".
وفي بيجي شمال تكريت، قال خطيب الجمعة، عبدالملك عبدالمجيد، في الخطبة، أن "على أهل السنة أن ينتبهوا إلى الحرب الإعلامية التي تشنها بعض القنوات التي تصور أن الدفاع عن النفس إرهاب".
وأضاف، "عليكم أن تنتبهوا أيضًا إلى أن المالكي يُصوِّر للعالم من خلال فضائياته أن أهل الأنبار والسنة مجرمون يجب القضاء عليهم".
وتابع عبدالمجيد، وهو يخطب في عشرات المصلين في ساحة بالقرب من مسجد الفتاح، ويعتصم بها محتجون سُنَّة منذ أكثر من عام، أن "الرمادي والفلوجة تقصفان بالمدافع، ونحن واقفون نشاهد ما يحدث مكتوفي الأيدي، ولربما يسأل البعض ماذا نفعل؟".
وقال خطيب بيجي، "باستطاعتنا أن نوقف مصفى بيجي عن العمل، ونضرب بشكل شامل حتى يفك الحصار، ويتوقف القصف على المدن الإنبارية".
وتضم بيجي، (45 كلم شمال تكريت) التي كانت مسرحًا لأعمال العنف طيلة سنوات أحد أكبر مصافي النفط العراقية في البلاد.
أرسل تعليقك