لندن - العرب اليوم
احتجَّ زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" صالح مسلم على استبعاد حزبه من المحادثات التي تجري في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، متعهدًا بمواصلة السعي "من أجل الحرية" في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه.
وأعلن مسلم، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، الخميس، "بعض القوى تسعى لاستبعادنا من الحلول التي يبحثون عنها، وهم
لا يمثلون أحدًا، لكننا سنواصل كفاحنا حتى نيل حقوقنا الديمقراطية".
وأكَّدَ مسلم، الذي كان يتحدث باسم المجلس الأعلى الكردي السوري الذي يضم مجموعات من الأقلية الكردية في سورية، أن جهوده للانضمام إلى المحادثات باءت بالفشل، رغم مطالب متكرِّرة إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، الجهات الرئيسة الفاعلة، لإحضار الحكومة السورية وائتلاف المعارضة إلى طاولة المفاوضات.
ويضمّ وفد المعارضة إلى جنيف رئيس "الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي" عبد الحميد درويش، الذي شكَّك في مساعي حزب "الاتحاد الكردي" لتحقيق حكم ذاتي في شمال شرقي سورية، غير أن مسلم سخر من نفوذ درويش ضمن الوفد، معتبرًا أن "حقوق الأقلية الكردية ليست مطروحة على الطاولة".
وأكَّد "كيف يمكن تحقيق الديمقراطية في سورية من دون حل القضية الكردية في سورية؟ ينبغي تسوية القضية الكردية ضمن (جنيف 2)".
وأكَّد أن سورية تضم 3.5 مليون كردي يمثلون حوالي 15 في المائة من عدد السكان، إضافة إلى 40 مليون كردي في الشتات منهم عدد كبير في العراق وتركيا.
وأوضح مسلم أن حركته تساند حقوق الأكراد منذ 2004، قبل سبع سنوات من قمع النظام لتظاهرات سلمية دخلت بعدها البلاد في دوامة حرب أهلية.
وأعلن "لدينا تاريخ طويل من الكفاح ضد النظام"، غير أنه انتقد أيضًا ائتلاف المعارضة السورية قائلا إنه فشل في إعطاء الأكراد تمثيلاً عادلاً.
وأوضح "كل ما نريده اعتراف دستوري بوجودنا"، مؤكِّدًا "لم نتمكن من تحقيق ذلك مع الائتلاف، الأشخاص الذين سيتخذون القرارات نيابة عن سورية ولمستقبل سورية".
وانسَحَبت غالبية القوات السورية من معظم المناطق الكردية في صيف 2012 لتصب تركيزها على مقاتلي المعارضة وتتيح حكما شبه ذاتي للأكراد، والمقاتلون الأكراد، خاصة المرتبطين بحزب الاتحاد الديمقراطي، يخوضون معارك شرسة ضد مقاتلي المعارضة المتطرفين، وقبل شهرين أعلنت ثلاث مناطق ذات غالبية كردية الحكم الذاتي، وعيَّنت إحداها الثلاثاء مجلسًا بلديًا.
وقام المجلس الأعلى الكردي السوري بتشكيل ائتلاف مع ممثلين عن السريان، إحدى أقدم الطوائف المسيحية، واشتكى رئيس المجلس الوطني السرياني السوري غير الممثل في المحادثات بسام إسحق، من تهميش حركات متأصلة وسط جهود دبلوماسية دولية لإنهاء الحرب في البلاد.
وأوضح إسحق "نحن الشعب الذي عمل يدا بيد لبناء ديمقراطيتنا من القاعدة"، مشددا أمام الصحافيين على أنه من دون "تمثيل حقيقي للشعب السوري فإن (جنيف 2) لن يكون قادرا على الخروج بحل دائم".
أرسل تعليقك