دمشق - جورج الشامي
يبدو أن الحديث عن جيش درزي موحد، وإعتبار "جبل العرب" وابناء الطائفة الدرزية، مستقلين بإدارة شوؤنهم، أصبح مشروعا حقيقا، يخطو خطوات جدية نحو الأمام. فبعد الحادثة الأخيرة، التي أكدها البعض ونفاها أخرون، عن هجوم مسلح من قبل شيوخ طائفة الموحدين على احد السجون لتحرير عدد من شباب السويداء المحجزين هناك
، أصدر وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد عبد الستار السيد القرار رقم 101، والذي ينص على إعتبار مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز ذات الشخصية الإعتبارية ممثلة لطائفة الموحدين الدروز، وتقوم المشيخة بناءً على المادة الثانية من القرار وفقاً لهذه الصفة، بإدارة شؤون الطائفة وإدارة عقاراتها والدفاع عنها وإقامة الدعاوي التي يتطلبها ذلك، والتحكيم والمصالحة في قضاياها، إذا كان ذلك يحقق مصلحة الوقف، وذلك بتوقيع مشايخ العقل الثلاثة على كافة المعاملات، وإن كان ليس بجديد أن تدير المشيخة القضايا المتعلقة بالزواج والطلاق وخلافه، كون طائفة الموحدين الدروز يتمتعون بمذهبية خاصة، في هذه الشوؤن، ولكن الجديد هو تفويض المشيخة بإدارة عقاراتها والدفاع عنها.
ولا شك أنه بحسب المصادر المطلعة في المحافظة، فإن جيش الموحدين الدروز والذي يضم عدداً من مشايخ الطائفة، لم يكن ينتظر هكذا تفويض، أو قرار، وليس هناك علاقة لتشكيله بهذا القرار الصادر حديثاً، فأهل الطائفة بدوؤا يستشعرون الخطر المحدق بهم، من جميع الأطراف، ولا سيما بعد اشتداد عود الجماعات الإسلامية أمثال داعش، هذا إضافة ألى فقدانهم الشعور بالامان من جهة النظام الذي كثف في الفترات الأخيرة من الاعتقالات العشوائية ومن حواجزه الأمنية، إضافة إلى حالات الخطف التي أصبحت ظاهرة تؤرق أهل المدينة، مما فسح المجال واسعاً لخلق هكذا جيش، يعمل لمصلحة الطائفة فقط،
حيث يدعي من يعملون فيه، أنهم ليسوا مع أي طرف من أطراف النزاع ولكنهم راغبون في حماية الطائفة من أية مذابح قد تتعرض لها، حيث لا يخلو تاريخ الطائفة منها، كما ان من اولى مهامهم الإشراف على عملية تبادل الأسرى، وتحرير الرهائن من أبناء الطائفة، ولا يعلم إذا كان سكوت النظام عن تشكيل هذا الجيش أو هذا الفريق، هو تواطئ من قبل الطرفين، أو هي رغبة من النظام في التمهيد لجعل هذه المنطقة منفصلة عن الجسم السوري، كما فعل في المنطقة الكردية، حيث يتسأل الكثر اذا ما كان هذا الجيش، وهذا القرار الصادر مؤخراً من قبل وزير الأوقاق، هي خطوة إلى الأمام من أجل فصل السويداء عن محيطها الجغرافي وجعلها تدير شوؤنها إدارة ذاتية، أم أنه قرار عادي يأتي بموجب القرارات التي تتخذها وزارة الأوقاف دوماً لحفظ حق الطائفة في ممارسة طقوسها الدينية وحياتها الإجتماعية بصورة طبيعية.
كثر من أهل المحافظة، يقولون أن السويداء بدأت جاهزة لقرار الإنفصال، أو الإدارة الذاتية، وحتى يبالغ البعض بالقول نحن نستطيع تأمين موارد مالية لمحافظتنا، لا نحتاج إلى أحد، لا أحد بالضبط يقول ما هي مصادر التمويل، وحتى مصادر تمويل جيش الموحدين الدروز، وكذلك تؤكد مصادر مطلعة ان هذا الجيش يضم عدداً كبيراً من شباب المحافظة الذين لم يلتحقوا للخدمة في جيش النظام، وهدفهم يتجلى في الحفاظ على مدينة السويداء، خالية من أي نزاع.
وخاصة أن الفترات الأخيرة، شهدت إعتقالات عشوائية، حيث أن كثر من الذين اعتقلوا، كانت قد صدرت بحقهم مذكرة توقيف منذ بدأ الأحداث، مما جعل الكثر يتسألون ما الجدوى من (البحش في الدفاتر القديمة).
أرسل تعليقك