بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
كشفت مصادر مطلعة في ساعة متقدمة من ليل الأحد – الإثنين لـ "العرب اليوم" ان لقاء عقد بين وفد من "حزب الله" وآخر من "التيار الوطني الحر" جرى التكتم على مستواه ومكان إنعقاده، لكن النتيجة التي تبلغتها المراجع المعنية بتشكيل الحكومة قالت ان المساعي التي بذلها وفد الحزب اصطدمت بتصلب قاس ينبىء باصرار التيار على مواقفه
من الإحتفاظ بحقيبة الطاقة ايا تكن النتائج المترتبة على ذلك، وذلك بناء على استحالة الخروج على مبدا المداورة المذهبية والسياسية بين الحقائب كما قال وفد الحزب الى من يعنيهم الأمر.
ورصدت المراجع عبر "العرب اليوم" تصعيدا في لهجة الصرح البطريركي في بكركي تجاه الوضع المسيحي وانتقادا عنيفا لوقوع حقيبتين سياديتين في الحكومة العتيدة لدى تيار المستقبل وهما الداخلية والخارجية وقد بلغت هذه الأصداء المراجع المعنية بتشكيل الحكومة.
وعليه قالت المصادر ان اي توجه في الأيام القليلة المقبلة باتجاه حكومة حيادية لم يعد خيارا للحث فقط، بل قد يتحول خيارا وحيدا لدى رئيس الجمهورية للخروج من المأزق الحكومي.
وفي هذه الأثناء توقفت المراجع المعنية امام رسالة تبلغها المعنيون من مرجع دولي هو الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي الذي جال بين بيروت ونيويورك والسعودية في الفترة الأخيرة تقول ان الأجواء الدولية تؤيد المساعي المبذولة لتشكيل حكومة لبنانية قادرة وقوية وجامعة لمختلف الأطراف وان المجتمع الدولي سيكون الى جانبها والى جانب رئيس الجمهورية.
وتضمنت الرسالة دعوة الى بعض القيادات اللبنانية للتخلي عن المصالح الآنية والظرفية والتطلع الى المخاطر المحيطة بالبلاد من كل الجوانب الأمنية منها والسياسية والإقتصادية.
وقالت مصادر مطلعة تواكب الإتصالات الجارية لـ "العرب اليوم" بان اتصالات نهاية الأسبوع لم تنتج بعد اي مخرج لسلسة التعقيدات التي برزت امام التشكيلة الحكومية بعدما تجمدت كل الوساطات وبقيت محصورة بالمواقف التي اعلن عنها الوزير جبران باسيل الذي أكد إصراره على الإحتفاظ بوزارة الطاقة.
وقال مصدر واكب المفاوضات حول هذه الحقيبة بالذات ان باسيل غالى بربطه بين بقائه في وزارة الطاقة وحقوق المسيحييين. ذلك ان مشكلة الطاقة اكبر من حصرها بحق مسيحي او اسلامي، وان ما ادى الى البحث بوضعها في عهدة فريق آخر لا علاقة له بالتوزيع المسيحي - الإسلامي بل بمبدأ المداورة التي اقرها حلفاء باسيل قبل غيرهم من الأطراف المشاركين.
وتحدثت مصادر متابعة لـ "العرب اليوم" عن اتفاق مكتوب كرس التفاهم حول المداورة وشارك فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه حليفه حزب الله والنائب وليد جنبلاط قبل ان ينضم الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الى هذا التفاهم العريض حول المداورة علما ان تراجع الجميع عن هذا المبدأ سينسف كل التفاهمات التي بنيت حتى اللحظة.
وقال المصدر ان رئيس الجمهورية لفت منذ البداية الى ضرورة تحصين اية تفاهمات فلا تتحول الى أحلاف في مواجهة أطراف بغية تطويقها وهو من لفت الجميع الى مخاطر الغوص في تفاهمات استراتيجية لا تحظى بالإجماع. معتبرا انه ضحى بموجي مبدا المداورة بحقائب اساسية يجب ان تبقى على حياديتها في مواجهة الإصطفافات الحادة التي تعيشها البلاد وحذر مسبقا من ان هذا الأمر سيكبل الوزراء الجدد وتضع البعض منهم في قفص الإتهام المباشر بعد تسلمهم بعض الحقائب وعند اول إستحقاق مهم.
كما لفت مرارا في مناسبات عدة الى التفاهم مع الرئيس المكلف فهو الذي سينقل اي تشكيلة حكومية الى قصر بعبدا لتناقش متعهدا بانه لن يوفر وسيلة تمنحها إياه صلاحياته الدستورية لتدوير الزوايا ولتكون تشكيلة جامعة، عادلة ومتوازنة شرط ان يبتعد جميع الأطراف عن الأسماء الإستفزازية والتي تشكل تحديا لهذا الفريق او ذاك. داعيا الى توسيع الأفق في التعاطي مع التشكيلة الحكومية فلا يبقى البعض اسير مصالح آنية وضيقة تسقط الأبعاد الوطنية للمرحلة وحاجة البلاد الى حكومة تدير شؤون الناس ولو لأسبوع معتبرا ان الأهم ان تساهم الحكومة الجديدة بتوفير الأجواء التي تدفع لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفي هذه الأجواء قالت مصادر الرئيس المكلف تمام سلام لـ "العرب اليوم" انه امضى عطلة نهاية الأسبوع في دارته في المصيطبة والتقى العديد من الشخصيات السياسية بعيدا عن الهم الحكومي ذلك ان الإتصالات المحدودة التي اجراها او تلقاها لم تنبىء باي جديد يتحدث عن مخرج للعقدة العونية في الحكومة.
أرسل تعليقك