غزة ـ محمد حبيب
أكّد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" في غزة، والنائب في المجلس التشريعي، الدكتور فيصل أبو شهلا أنَّ رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، أبلغ رئيس وفد المصالحة الفلسطينية عزام الأحمد، أنَّ "حماس" تنتظر اجتماع المكتب السياسي للحركة، قبل الردّ على طروحات المصالحة، التي قدمتها "فتح"، بغية إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية
.
وكشف أبو شهلا، في تصريح صحافي، الثلاثاء، عن اتصال أجراه هنية، الأسبوع الماضي، مع رئيس وفد المصالحة في حركة "فتح"، لافتًا إلى أنَّ "المطلوب من حركة حماس الرد الفوري على تلك الطروحات، ليأتي بعدها وفد قيادي من حركة فتح إلى قطاع غزة، برئاسة عزام الأحمد، بغية تشكيل حكومة التوافق الوطني".
وتنتظر القيادة وحركة "فتح" ردًا نهائيًا من حركة "حماس" على مقترحات المصالحة، المتعلقة بتشكيل حكومة التوافق الوطني، التي ستفضي، بعد تشكيلها بـ6 أشهر، إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وبشأن تصريحات هنية، عن عودة 120 كادرًا من حركة "فتح"، خلال الفترة المقبلة، اعتبر أبو شهلا أنَّ "تلك التصريحات هي بمثابة تراجع عن الإجراءات الانقسامية، التي اتبعتها حماس خلال الفترة الماضية، والمطلوب الاستجابة لنداء المصالحة، وطلب إجراء الانتخابات، وتشكيل الحكومة، لأن استمرار الانقسام، وإطالة أمده، لا يصب في صالح المواطن الفلسطيني".
ونفى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" تواصل "حماس" مع حركته، بغية إطلاعها على قرار السماح بعودة أبناء "فتح" إلى غزة, مشيراً إلى أنَّ "هذا الملف جرى مناقشته سابقاً، وقد عارضت حماس بقوة عودة أبناء فتح، الذين غادروا القطاع إبان الانقلاب وسيطرة حماس على غزة، في العام 2007".
وكان رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية قد أكّد أنَّ حكومته ستسمح لـ120 "فتحاوياً" بالعودة إلى قطاع غزة، بغية دفع عجلة المصالحة إلى الأمام.
وأشار هنية، الاثنين، إلى أنَّ "ملف المصالحة يتحرك للأمام، في ضوء وجود تلاقي إرادات في قطاع غزة والضفة الغربية لإنجاز المصالحة، وإنهاء الانقسام"، موضحًا أنّ "حماس تحتاج لترتيبات حتى تكون المصالحة على أصولها، ونحن لن نتراجع عن تحقيقها، وماضون في إنجاز ذالك الملف"، منوهاً إلى أنَّ الإجراءات التي اتخذتها حكومته في هذا الشأن أكبر دليل على ذلك.
وشدّد على "ضرورة الشروع، بشكل مواز، بانتخابات الاتحادات الطلابية والنقابية، وإعادة تشكيل مجالس البلدية، بتوافق وطني كمرحلة انتقالية"، لافتًا إلى أنَّ "المصالحة مجتمعية وليست سياسية فقط، لتشكيل حكومة وسياسة ونظام واحد".
هذا، وتدفع معطيات جديدة، ظهرت في الأيام القليلة الماضية، إلى التفاؤل بإمكان تحقيق اختراق في ملف المصالحة الوطنية بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والمقاومة الإسلامية "حماس"، غير أنَّ الخشية لا تزال قائمة من إمكان عرقلة أطراف أخرى لهذه المساعي.
وأكّدت مصادر مطلعة أنَّ "حركة حماس وافقت على تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية، التي سيترأسها الرئيس محمود عباس، كما أنها توافقت مع فتح على أنَّ تجرى الانتخابات بعد تشكيل الحكومة بفترة من ستة أشهر إلى تسعة أشهر، بخلاف اتفاق سابق كان ينص على ثلاثة أشهر فقط".
وفي سياق متصل، أكّد القيادي في "حماس" الدكتور صلاح البردويل أنَّ "رئيس الحكومة (المقالة) إسماعيل هنية اتصل مع الرئيس عباس، عقب الخطوات التي أعلن عنها بغية تعزيز الثقة داخلياً، مؤكّداً أنَّ الرئيس أبلغه بزيارة قريبة لعزام الأحمد للقطاع".
وأوضح البردويل أنَّ "عباس اعتبر خطوات حماس خطوة للأمام، وأبلغ هنية أنَّ لا صلة للمفاوضات التي تجري بالمصالحة"، مشيراً إلى أنَّ "هنية دعا الرئيس للمباشرة في إجراءات تنفيذ المصالحة".
وأشار القيادي في "حماس" إلى أنَّ "حركته قدّمت مبادرات وخطوات وإشارات متعددة، بغية تعزيز الثقة، وترتيب الأوضاع الداخلية، من أعلى مستوياتها السياسية"، مشدّداً على "التزام حركته ببنود المصالحة الموقع عليها جميعاً".
من جهته، أكّد الناطق باسم "فتح" في غزة الدكتور فايز أبو عيطة أنَّ "حركته تنتظر رد حماس على مقترحات عرضها عزام الأحمد على موسى أبو مرزوق، الذي طلب مهلة للتشاور بشأنها مع قيادة حماس في الداخل والخارج".
وبيّن أبو عيطة أنّه "في حال وافقت حماس على هذا العرض فإننا سنكون بالفعل قريبين من تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام"، مشيراً إلى أنَّ "الإجراءات الإيجابية قد تخفّف من المعاناة الناتجة عن الانقسام، ولكنها لا تُغني عن تطبيق بنود المصالحة المتفق عليها".
ودعا أبو عيطة حركة "حماس" إلى "الخروج بموقف واضح وصريح ومحدد، بغية تحديد موعد الانتخابات، وتشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أنَّ "حركته تسعى بكل جهدها من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة".
أرسل تعليقك