بيروت - رياض شومان
تعيش مدينة النبطية في جنوب لبنان حالة شبيهة بتلك التي تعيشها الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت على وقع هاجس السيارات المفخخة واحتمال تنقلها في المناطق ذات الغالبية الشيعية التي تقع تحت سلطة شبه كاملة لـ "حزب الله" و جزئية لحركة "أمل" .
ولذلك يسعى الطرفان الى ابعاد كأس التفجيرات الارهابية عن مناطقهما والتي تزداد كلما ازداد
تورط "حزب الله" في القتال داخل سوريا الى جانب الحكم . وضمن هذا الاطار ينفذ الحزب المذكور إستراتجية امنية مختلفة تماماً في مدينة النبطية المكتظة بالسكان وخصوصاً في أسواقها الشعبية، إذ لم تعد الحواجز الثابتة على المداخل وحدها المكلفة ضبط الحركة اليومية تحسباً لأي سيارات مفخخة يقودها "إنتحاريون"، بل إنتشر عناصر إنضباط "حزب الله" بالمئات في الشوارع المكتظة حيث تولوا رصد حركة السيارات والمارة حاملين أجهزة الإتصال اللاسلكي للتواصل في ما بينهم عند الإشتباه بأي طارىء فضلاً عن رفعهم الحواجز الحديدية بالقرب من المؤسسات الإجتماعية المحسوبة عليهم.
وأفاد مصدر أمني في المدينة أن "ما تشهده النبطية هذا الأسبوع هو إستكمال لما شهدته الأسبوع الماضي من إجراءات إذ تم إغلاق الشوارع الضيقة المحيطة بالسرايا الحكومية وحصر مدخلها بواحد وضعت أمامه عوائق حديدية لمنع السيارات غير المصرح لها من التوقف، فضلاً عن إعلام الحواجز الثابتة عند المداخل بضرورة التشدد الأمني".
ولفت المصدر الى أن "عودة إنضباط حزب الله الى الشوارع مرده إزدياد الشائعات المتداولة عن سرقة سيارات إسعاف أو وجود سيارات مفخخة، مع العلم أن كل المعلومات المتدوالة بين الأهالي غير صحيحة إطلاقاً، لذلك قرر الحزب طمأنتهم أكثر من خلال إنتشار عناصره على الأرض وبين المحال والأسواق التجارية ويقومون برصد الحركة اليومية ضمن خطة أمنية ينفذها الحزب من الضاحية الى الجنوب والبقاع فيما اكتفت حركة أمل بالتشدد الامني حول مراكزها في النبطية".
وكشف المصدر عن ان "الأجهزة الأمنية تداولت في ما بينها إمكانية حصر مداخل المدينة بـ 4 ذهاباً وإياباً لتخفيف ضغط السير عن السوق التجارية وخصوصاً بعد إقفال عدد من الشوارع الفرعية بما يعزز إمكانيات الرصد الأمني. وكانت جهات محلية بحثت سابقاً فرضية تركيب أجهزة "سكانر" عند المداخل في حال تأمين ثمنها لكن هذه المقترحات وغيرها لا تزال تشاورية طالما أنها تبحث في عمق على طاولة مجلس الأمن الفرعي مع محافظ النبطية محمود المولى وسائر الجهات الأمنية المولجة تطبيق الخطة الأمنية".
وسط هذه الاجواء تحدث رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين عن "إنخفاض نسبة المبيعات منذ تفجير الهرمل الى أكثر من 80 في المئة بعدما أقتصرت حركة الأهالي على الضروريات"، وكشف عن مبادرة عدد من اصحاب المحال التجارية في السوق الى فتح فروع جديدة لهم خارج نطاق الحواجز الأمنية عند جادة الرئيس نبيه بري او مثلث كفررمان. إلا أن هذه الخطوة بحسب إعتقادنا قد تساعد مرحلياً المؤسسات على الإستمرار لكنها ليست حلاً جذرياً طالما أن الهاجس الأمني يسيطر على حياة الاهالي".
أرسل تعليقك