بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
علق رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة نجيب ميقاتي ، الموجود في المانيا للمشاركة في " مؤتمر ميونيخ السنوي للامن" على المعلومات التي اشارت الى وضعه على لائحة الاغتيالات فقال :للاسف فان كل الشعب اللبناني بات مهددا بامنه وبحياته اليومية وهذه نتيجة الاوضاع والظروف المحيطة بنا اضافة الى اجواء الشحن الداخلي التي
حذرنا مرارا من تداعياتها . في كل الاحوال انا اقوم بما يرضي ضميري وواجبي الوطني واطلب من الله ان يرأف بهذا الوطن وابنائهم ويحميه
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر التقى ميقاتي وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس قبل ظهر اليوم في ميونيخ، على هامش "مؤتمر ميونيخ السنوي للامن" ، وذلك في حضور الوزير نقولا نحاس وسفير لبنان في المانيا مصطفى اديب.
وفي خلال اللقاء اكد الرئيس ميقاتي "حاجة لبنان الى تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته في تحمل اعباء ملف النزوح السوري الى لبنان وتداعياته على الاقتصاد اللبناني"، فقال الوزير الفرنسي" ان فرنسا عازمة على ترجمة ما اتفقنا عليه سابقا من خلال عقد مؤتمر لاصدقاء لبنان في بداية شهر اذار المقبل في باريس لدعم لبنان على تجاوز الصعوبات السياسية والاقتصادية الراهنة". وعبر فابيوس " عن قلقه لاستمرار دورة العنف في سوريا وعدم التوصل الى حل يوقف معاناة الشعب السوري".
وفي مجال آخر جدد فابيوس" تأكيد دعم لبنان وقدرات الجيش اللبناني وتعزيز امكاناته اللوجستية ، خاصة وان الجيش مؤسسة تحظى باجماع جميع اللبنانيين".
والتقى ميقاتي ايضا الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي وبحث معه في الجهود الرامية الى وقف العنف في سوريا وانعكاسات الازمة السورية على لبنان ونتائج "مؤتمر جنيف ٢".
والتقى ميقاتي نائب وزير الخارجية الروسية الكسندر بوغدانوف.
على صعيد آخر جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي" مطالبة المجتمع الدولي ،باسم لبنان، بتقديم المزيد من الدعم لمهمتنا الانسانية تجاه النازحين السوريين، لكي نتمكن من الاستمرار بها فتقدم للعالم مثالا انسانيا يحتذى به". ودعا" الى العمل الجاد لوقف اطلاق النار في سوريا وفرض هدنة على الارض الى حين التوصل الى حل نهائي اعتقد انه سيستغرق وقتا طويلا للاسف".
وكان الرئيس ميقاتي شارك ليل امس في جلسة عمل عن الأزمة السورية ضمن فاعليات "مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن " الذي يعقد في مدينة ميونيخ الالمانية. وضمت الجلسة،الى الرئيس ميقاتي،الموفد الأممي الأخضر الابراهيمي ، وزيرة خارجية ايطاليا إيما بونينو والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس.
في بداية مداخلته شرح الرئيس ميقاتي الظروف التي حتمت على الحكومة اللبنانية اعتماد سياسة النأي بالنفس عن الاحداث في سوريا وابرزها الواقع السياسي والجغرافي للعلاقات اللبنانية - السورية وعلاقات لبنان مع دول الخليج والإنقسام اللبناني الداخلي حيال مقاربة الأزمة السورية.
وقال : إننا نحاول الابتعاد قدر الامكان عن الازمة السورية ولكن تداعياتها الانسانية على الواقع اللبناني كانت كبيرة، فوصلت اعداد النازحين السوريين الى لبنان الى حوالى مليون شخص، وقد ادى ذلك الى خلل اجتماعي من بينه ارتفاع في نسبة السرقات والجرائم على الاراضي اللبنانية، وفي العام الفائت ازداد بشكل كبير عدد الولادات الجديدة بين النازحين السوريين في لبنان من دون ان تتوافر لهؤلاء ادنى مقومات الحياة وايضا الاوراق الثبوتية . فما الذي ننتظره في مثل حالة هؤلاء سوى التطرف الذي ينمو عادة وسط بيئة فقيرة تفتقد الى العلم .
أضاف: من هذا المنطلق فقد توجهنا الى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لإعانتنا في مسألة العناية بالنازحين السوريين، وهم قدموا لنا دعما في ما يتعلق بالسكن والرعاية الصحية والغذاء لهؤلاء النازحين ، ولكن ينبغي القول ان أزمة النزوح إنعكست بشكل سلبي جدا على الاقتصاد اللبناني ، حيث لدينا خسائر غير مباشرة بفعل الأزمة السورية اثرت، وفق دراسة أعدها البنك الدولي، على دخلنا القومي بلغت حوالى سبعة مليارات ونصف المليار دولار طوال الفترة الماضية.وبما ان الاقتصاد اللبناني يرتكز على قطاع الخدمات وبشكل خاص حركة النقل والتجارة والسياحة فقد أصيب هذا القطاع ايضا بنكسات كبيرة .
وأكد أنه يجب التركيز في الوقت الحاضر على وقف التدمير واراقة الدمار من خلال وقف لإطلاق النار في سوريا لتخفيف معاناة الشعب السوري وتمكين الهيئات الانسانية من القيام بواجباتها خصوصا وانه ، منذ إنعقاد "جنيف٢" وحتى اليوم ، قتل حوالى ١٦٠٠ شخص في سوريا.
في الخلاصة فإن الإطار الأشمل للحل يرتبط أولا بتوافق الدول الكبرى وثانيا وبتفاهم القوى الاقليمية تمهيدا لبدء الحوار الممكن والفعلي بين أبناء الشعب السوري كتحصيل حاصل .
وختم بالقول : ما يجب ان نتوقعه هو ان الأزمة السورية طويلة جدا ولن تنتهي بين ليلة وضحاها . ومن هذا المنطلق انا أجدد مطالبة المجتمع الدولي بالعمل لتطبيق وقف اطلاق نار لحين نضوج الحل النهائي ،ومن ناحية اخرى أطالب باسم لبنان، بتقديم المزيد من الدعم في مهمتنا الانسانية تجاه النازحين السوريين المتواجدين على ارضنا لكي نتمكن من الاستمرار بها لكي نقدم للعالم مثالا إنسانيا يُحتذى به.
أرسل تعليقك