غزة ـ محمد حبيب
سحبت حركة "حماس" القوات التي قامت بنشرها على طول الحدود مع قطاع غزة لمنع اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل، ردا على القصف الإسرائيلي الخميس الماضي لمواقع داخل قطاع غزة، وفقا لما نشره الاحد موقع "والاه" العبري. وأضاف الموقع أن حماس قامت بسحب قواتها التي تقدر 600 عنصر والتي سبق ونشرتها على المناطق الحدودية مع
اسرائيل، والتي كانت مهمتها منع الخلايا الفلسطينية اطلاق صواريخ من القطاع نحو اسرائيل، وجاء هذا الإجراء كرسالة الى اسرائيل مفادها أن حماس تعطي الضوء الأخضر للتنظيمات الفلسطينية من أجل إطلاق الصواريخ، وذلك ردا على القصف الاسرائيلي الخميس الماضي والذي جاء في اعقاب اطلاق صاروخ على اسرائيل.
وأستند الموقع إلى مصادر فلسطينية في قطاع غزة والتي أكدت بأن حماس اصدرت تعليمات لعناصرها منذ الخميس الماضي بترك المناطق الحدودية، ومع ذلك فإن الموقع يقدر بأن حماس لا زالت تمارس ضغوطاتها على التنظيمات الفلسطينية لوقف عمليات اطلاق الصواريخ، ولا زالت تسعى للحفاظ على الهدنة التي تم التوصل إليها في الحرب الأخيرة "عامود السحاب".
هذ واثار التصعيد الذي يشهده قطاع غزة في الايام الاخيرة وتبادل القذائف والهجمات المتبادلة تخوفات من تزايد هذا التصعيد، الى حد الدخول في مواجهة واسعة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة وقوات الاحتلال الاسرائيلي المحيطة بالقطاع.
ويشير مراقبون الى أن مايعزز هذا الانطباع هو ماحدث في الايام الاخيرة التي رافقت التسريبات عن خطة كيري، وما ابداه الاسرائيليون من امتعاظ وقلق من مساعي الوزير الاميركي، تم التعبير عنها من قبل اكثر من مسؤول اسرائيلي وصلت الى حد توجيه اهانات شخصية لكيري خرجت عن اطار الانتقاد السياسي واللياقة الديلوماسية.
يذكر أن الاحتلال الاسرائيلي يؤكد" التزامه الهدنه غير المعلنه مع حركة حماس"، وهو يكتفي كما يقول، "بالرد على القذائف المنطلقة من غزة".
وعلى الصعيد المحلي القائم في قطاع غزة، يدرك كل المعنيين في غزة صعوبة الاوضاع التي يعانيها القطاع من النواحي كافة، وان اية مجابهة عسكرية الان سوف تزيد من تفاقم هذه الاوضاع لا الى حلها او التخفيف منها.
الى ذلك تقول مصادر موثوقة في غزة ان وساطة مصرية تجري بين الطرفين بعد وصول" رسالة اسرائيلية للقاهرة مفادها ان اسرائيل غير معنية بالتصعيد"، كما وصلت رسالة مشابهة من الامم المتحدة تحمل نفس المضمون. وتضيف المصادر ان المصريين" اوضحوا لحماس ضرورة عدم اعطاء اسرائيل ذريعة للهجوم على غزة، وبالمقابل تتعهد اسرائيل بعدم الهجوم اذا توقف اطلاق الصواريخ".
وتبقى قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية وتحقيق المصالحة الفلسطينية هي حجر الاساس في خروج قطاع غزة من ازماته الاقتصادية والسياسية. لان مثل هذه الخطوة تضع القطاع في اطار الشرعية الفلسطينية المعترف بها اقليميا ودوليا وتنقذ القطاع من الاشكالات التي تعرض لها نتيجة من تطورات الجوار المصري، وبالتالي فك الحصار الذي يطبق عليه في اكثر من اتجاه.
أرسل تعليقك