بيروت - رياض شومان
يتفاعل هاجس السيارات المفخخة يوماً بعد يوم في نفوس المواطنين اللبنانيين و الاجانب المتواجدين في لبنان إما لجؤاً و اما عملاً. وقد رفع حديث وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل بعد تفجير "الهرمل 2" مساء امس السبت، عن سرقة نحو 400 سيارة خلال الاشهر الستّة الماضية في لبنان، منسوب البلبلة في الشارع
اللبناني فانعكس ذلك شللا في الحركة التجارية والسياحية فضلا عن تنقلات المواطنين ، خصوصاً بعدما زادت معلومة وزير الداخلية من قلق الناس ودفعتهم الى تحليل تلقائي، مفاده ان "هناك عشرات السيارات المفخخة التي تنتظر ساعة الصفر لاصطياد المدنيين"، لاسيما ان حديث شربل جاء في اطار توضيح مسألة السيارات المفخخة التي تنفجر في بعض المناطق اللبنانية والتي يتبين ان غالبيتها العظمى مسروقة.
الا أنَّ مصدراً امنياً دخل على خط تصريحات شربل محاولاً تهدئة القلق الذي ينتاب اللبنانيين، فأوضح ان "معدل السيارات التي سرقت في شهر واحد خلال العام 2013 هو 135 سيارة، اي حوالي 1620 سيارة سرقت طوال العام، ولكن هذا لا يعني ان هذا العدد هو عدد السيارات المفخخة في لبنان، فمن المستحيل ربط الامرين بهذه البساطة".
وكشف عن ان "هناك زيادة نحو 35 في المئة في معدل سرقة السيارات سنويا بالمقارنة مع الـ2012"، واشار الى "ان السرقات ازدادت منذ بدء الازمة السورية، لكن ليس بالضرورة ان يكون السوريون انفسهم من يقومون بالسرقة، فهناك عصابات لبنانية تقوم بالامر وتوظفه لاغراض مادية او امنية لصالح جهات مختلفة".
ووفق المصدر نفسه، فان التفّلت الامني الذي تشهده بعض المناطق لعب دورا كبيرا في ازدياد هذه النسبة، ربطا بازدياد الحاجة والطلب على السيارات المسروقة من قبل العديد من المجموعات.
ويؤكد المصدر ان "الاجراءات الامنية التي تقوم بها الاجهزة الامنية كبيرة جداً، لكن خطورة الوضع في البلد تتخطى امكانية الاجراءات، وهناك سيارات تسرق وتهرب فورا الى سوريا نظراً لتفلّت الحدود، ومع ذلك فان القوى الامنية اللبنانية القت القبض خلال العام الماضي على 534 سارق سيارة، وهذا انجاز كبير جداً".
ويقول انه "في حال توقفت سرقة السيارات في لبنان، فهذا لا يعني توقف التفجيرات، لانه من الممكن ان تكون السيارة المستخدمة قد سرقت من بلد آخر، سوريا مثلاً".
وبرَّر المصدر مسألة كون معظم السيارات المستعملة في التفجيرات رباعية الدفع "بأن المجموعات المسلحة تستخدمها في الكثير من المناطق الجردية والجبلية لاغراض التنقل قبل التفجير".
أرسل تعليقك