غزة ـ محمد حبيب
أكَّدَ الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية التي تديرها حركة "حماس" في غزة، إسلام شهوان، أن وزارته أعادت انتشار قواتها العامة على المناطق الحدودية مع إسرائيل. وأوضح شهوان في تصريح صحفي الثلاثاء أن وزارته لن تسمح للاحتلال باختراق التهدئة، مؤكِّدًا أن مهمة وزارته "الحفاظ على تأمين الجبهة الداخلية، وحماية التوافق
الوطني في ما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني وأمنه واستقراره"، قيما كَشَفَت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة أن "خلافات داخل حركة حماس بين المستويين السياسي والعسكري، منعت حربًا محتملة على القطاع.
وتأتي تصريحات الناطق باسم داخلية حماس، بعد أيام على أنباء نشرتها مصادر فلسطينية وإسرائيلية بشأن انسحاب قوات "الضبط الميداني" التابعة للوزارة، من المناطق المتاخمة للحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
في غضون ذلك كَشَفَت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة أن "خلافات داخل حركة حماس بين المستويين السياسي والعسكري، منعت حربًا محتملة على القطاع، بعدما أصرت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحماس على توجيه ضربات لإسرائيل ردًا على ضربات إسرائيلية كانت مؤثرة ضد مخازن صواريخها في القطاع الأسبوع الماضي".
ولفتت المصادر إلى ان كتائب "القسام" كانت على وشك شن هجوم بالصواريخ لولا خلاف مع المستوى السياسي الذي لم يؤيد ذلك".
وأكَّدت مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي "سحب حماس عناصرها من المناطق الحدودية"، لافتةً إلى أن "ذلك كان للسماح للفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ردًا على الغارات الأخيرة"، مضيفةً: "الذي لا تعرفه إسرائيل أن سحب قوات الضبط الميداني كان بأوامر من كتائب القسام التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات وليس الفصائل الأخرى".
ميدانيًا، شنت الطائرات الحربية الصهيونية من طراز "إف 16" منذ ساعات الصباح الأولى العديد من الغارات الوهمية على مدينتي شمال غزة وغزة.
وأشار شهود عيان من مناطق مختلفة في القطاع لـ "العرب اليوم" إلى أن طيرانًا حربيًا صهيونيًا مكثفًا لوحظ في أجواء جميع مناطق قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، وبشكل منخفض أحيانًا.
وصَعَّد الاحتلال الصهيوني من اعتداءاته على قطاع غزة أخيرًا، كما زادت وتيرة تهديدات قادته لغزة وحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
وكانوزير الشئون الاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس هدد الأحد، بالعودة إلى اجتياح قطاع غزة والسيطرة عليه في حال استمرار إطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية المحاذية للقطاع.
وأوضَحَت وسائل إعلام فلسطينية أن شتاينتس قال في تصريحات نقلتها القناة "العاشرة" للتلفزيون الإسرائيلي: "إذا استمر إطلاق الصواريخ فسنحتاج إلى دراسة تصفية حكم "حماس" في القطاع، وتمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة عليه من جديد".
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه يتوجب على "إسرائيل إبقاء سيطرتها على غور الأردن (على الحدود الفلسطينية الأردنية) وذلك للحفاظ على أمنها".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون هدَّد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من "أنها ستدفع ثمنًا باهظًا في حال لم تتمكن من بسط سيطرتها لمنع العمليات ضد إسرائيل".
وصَعَّد جيش الاحتلال من وتيرة اعتداءاته ضد قطاع غزة خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بشكل غير مسبوق منذ إعلان اتفاق "التهدئة" بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 الماضي برعاية مصرية، وسط تهديدات من حكومة نتنياهو بشن عدوان موسع على القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغت 6 شهداء و39 مصابًا، خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
أرسل تعليقك