بيروت ـ جورج شاهين
قالت مصادر رئاسية واسعة الإطلاع لـ "العرب اليوم" ان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ومعه المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام يتجهان الى تشكيل حكومة "بمن حضر" في مهلة اقصاها الساعات الـ 48 المقبلة ما لم تتبدل المواقف جذريا ولا سيما على مستوى قيادات 8 آذار التي تمنعت من إعطاء الرئيس المكلف أسماءها تضامنا مع عون من دون ان توفر هذه القوى اي خطوة او مشروع بديل يرضي مطالبه وتبعده عن إصراره على رفضه
المداورة التي فرضها حلفاؤه على الجميع بمن فيهم الرئيس المكلف وقوى 14 آذار بالتكافل والتضامن مع جنبلاط.
وقالت المصادر ان اللجؤ الى هذه الخطوة التي قد تكون لها تداعيات غير سهلة جاءت بعدما فشل الرئيس المكلف في توفير مقومات التفاهم مع التيار الوطني الحر بسبب تضامن بعض حلفائه معه من "حزب الله" و"امل" وحلفائهما دون توفير اي مخرج قابل للتطبيق
وقالت المصادر لـ"العرب اليوم" ان الرئيس سلام حمل الى القصر الجمهوري مساء الإثنين للمرة الأولى مشروع تشكيلة وزارية تتناول في مرحلتها الأولى التوزيعة الطائفية والمذهبية للحقائب قبل ان يلامسان معا في الساعات الـ 24 المقبلة مرحلة إسقاط الأسماء عليها.
وأشارت المصادر الى ان هناك بحثا ما يزال يحتاج الى مراجعة نهائية لتوزيعة مذهبية وطائفية أكثر دقة، ولذلك فقد اعتبرت ان الدخول في بعض الأسماء مخاطرة حقيقية رغم ان معظم الأسماء باتت واضحة ومعروفة ولن تكون هناك مفاجآت كبرى على الإطلاق.
وأضافت: إن اعادة البحث بالتوزيعة الطائفية في اي حقيبة يؤدي الى إعادة بحث شاملة في الأسماء والحقائب وهو ما سيؤدي حتما إلى تجاهل أسماء وتقديم أخرى الأمر الذي يبقى متروكا للربع الساعة الأخيرة قبل صدور المراسيم الثلاثة والتجارب على ذلك كثيرة وهي تجربة تكررت في اوقات سابقة ولا يزال الجميع يتذكرها مع كل تشكيلة حكومية جديدة.
وكان رئيس الجمهورية قد لمح الى اقتراب ساعة الحسم الحكومية، عندما اكد على ضرورة تشكيل حكومة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، لافتا الى ان الرئيس المكلف تمام سلام يجري جولة جديدة من الاتصالات قد تظهر نتائجها في اليومين المقبلين.
ورأى سليمان امام زواره اليوم انه لا يمكن ان يبقى البلد من دون حكومة، فلتشكّل بحسب الآليات الدستورية، وتذهب الى مجلس النواب لمناقشة الثقة وهناك قد تحصل عليها ام لا.
وقبل لقائه سلام كان الرئيس سليمان قد التقى موفد النائب وليد جنبلاط وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور، في اطار المشاورات الجارية لتأليف الحكومة العتيدة ووضعه في هذه الأجواء.
وكشفت مراجع مقربة من 8 آذار ان ابو فاعور سارع الى نقل مضمون اللقاء الى قيادته ومنها الى الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله فسرت في اوساط هذه الأطراف هذه المعلومات "كالنار في الهشيم" حيث رصدت ليل امس اتصالات مكثفة بين اقطابها وقوى 8 آذار من دون ان يعرف إذا ما كانوا سيوافون الرئيس سليمان ويلاقونه في منتصف الطريق او ان هناك نية لإختلاق صيغة أخرى لفرملة إندفاعة التشكيل رغم المهل التي اعطاها سليمان وسلام الى ما لا يمكن ان يتحمله أحد.
وامام اصطدام الرئيس المكلف بالمطالب التعجيزية للعماد عون قالت مصادره لـ "العرب اليوم" انه ادرك ان العملية لا تقف عند حدود التفويض السعودي - الإيراني للخروج من النفق الحكومي، فكان لا بد من ان يسعى الى امتحان حلفاء العماد عون ومدى صلابة موقفهم فسارع في الساعات الماضية الى طلب الأسماء المقترحة للحكومة الجديدة فجاءته على وجه السرعة من قوى 14 آذار فقط الساعية الى تشكيل الحكومة او تتمنى ذلك بالسرعة القصوى.
وعلى هذه القاعدة فقد سمت الكتائب النائب الثاني لرئيس الحزب سجعان القزي، وسمى النواب المستقلون بطرس حرب فيما إختار الطاشناق الوزير السابق سيبوه هوفنانيان، والإشتراكي كل من وائل ابو فاعور ورامي الريس، في وقت نفت فيه مصادر قصر بعبدا الحديث عن تعديل اجري على لائحة رئيس الجمهورية التي ضمت الى كل من نائب رئيس الحكومة سمير مقبل كلا من العميد عبد المطلب حناوي وهو شيعي والوزير السابق خليل الهراوي.
وقيل ايضا ان سلام تبلغ بلائحة تيار المستقبل منذ ايام ولا تعديلات عليها فقد ضمت حسب معلومات "العرب اليوم" كلا من سمير الجسر، زياد القادري، رمزي جريج، محمد المشنوق، جان اوغاسبيان وداني قباني. ولم يتسلم سلام ايا من اسماء قوى 8 آذار ولا سيما الرئيس نبيه بري رئيس حركة امل ولا "حزب الله" ولا تيار "المردة" طالما ان العماد عون ما زال على شروطه السابقة ، ولذلك فقد توقفت امس كل الإتصالات في المصيطبة وقصد سلام قصر بعبدا لإستشكاف موقف حزب الله ومن بعده الرئيس بري ليمتحن صدق التحالفات مع عون، وهو امر ليس من السهل الحصول عليه ففي الرهان امتحان قاس للرئيس المكلف قبل ان يكون لمن لم يتجاوب معه الى اليوم.
أرسل تعليقك