الجزائر ـ نورالدين رحماني/سميرة عوام
أعلن الرئيس الجزائريّ عبدالعزيز بوتفليقة، الحداد في بلاده لمدة ثلاثة أيام، ابتداءً من اليوم الأربعاء، إثر تحطّم طائرة عسكريّة في أم البواقي، الثلاثاء، ومقتل 77 راكبًا و نجاة راكب واحد فقط، فيما وضع الحادث، الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطنيّ" المعروف بإسم "الأفلان" عمار سعيداني، في قفص الاتهام. وقد أمر رئيس
أركان الجيش الجزائريّ القايد صالم، بتعزيز مكان الحادث بعناصر إضافيّة للجيش، حتى استكمال التحقيقات لمعرفة مُلابسات الحادث، علمًا أنه تم تنزيل 1500عنصر من الجيش من أجل التحري والبحث عن العلبة السوداء للطائرة التي كانت تقلّ عناصر من الجيش، انطلاقًا من أقصى نقطة من الجنوب من تمنراست إلى إلى مطار قسنطينة.
وجاء في برقية التعزية التي أرسلها بوتفليقة إلى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطنيّ الشعبيّ الفريق أحمد قايد صالح، وعائلات الضحايا ما يلي:
"إن الجنود الذين سقطوا اليوم إثر تحطّم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب، لذا نُعلن حدادًا وطنيًّا لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من الأربعاء 12 شباط/ فبراير 2014، وستكون الجمعة المقبلة يوم ترحّم بإذن الله على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطنيّ وفي مساجد الجمهورية جميعًا".
ووجّه الرئيس الجزائريّ في برقية التعازي، وفي سياق غير مباشر، رسالة سياسية إلى الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطنيّ" عمار سعداني، من دون أن يُسميه، مُندّدًا بما وصفه بـ"التكالب" الذي تتعرض له وحدة المؤسسة العسكريّة من طرف هذه الجهات، قائلاً "لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات، لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الإستقلال، فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الشعبيّ والتعرّض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم، ولا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرض الجيش والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة".
ووضع حادث الطائرة العسكريّة في أم البواقي، الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطنيّ" المعروف بإسم "الأفلان" عمار سعيداني، في قفص الاتهام، حيث شنّت النخبة السياسية والمثقفة في الجزائر هجومًا عليه، من خلال اتهمامه بالتورّط في إشعال نار الفتنة بعد تصريحاته الأخيرة، تجاه الجنرال محمد مدين المدعو توفيق، حيث انتقدت الطبقة السياسية والحزبية بشدّة "مستوى أمثال سعيداني، والذين أصبحوا يشوّشون كثيرًا على بيت الرئيس بوتفليقة بسبب تكالبهم على السلطة والحكم".
وقد تحطمت طائرة عسكريّة من نوع "هيركول سي-130"، الثلاثاء، في جبل فرطاس في مرتفعات عين كرشة في ولاية أم البواقي.
وارجع مسؤول الاتصال في الناحية العسكرية الخامسة العقيد لحمادي بوقرن، أن السبب حسب التحقيقات الأولية هو سوء الأحوال الجوية في المنطقة، التي تسودها رياحًا قوية منذ بضعة أيام.
ومن المُقرّر أن يتم تسليم جثث الضحايا إلى أهاليهم، الأربعاء، من بينهم قائد الطائرة الكابتن بن بوزيد (40 عامًا)، وهو أب لطفلين، حيث يصل جثمانه بعد 5 ساعات إلى عنابة الجزائريّة.
أرسل تعليقك