جنيف ـ رياض أحمد
بقيت المراوحة سمة مفاوضات وفدي الحكومة والمعارضة السوريين في جنيف في ظل خلافات عميقة بينهما حول أولوية النقاش والحلول. وقد زاد الموقف الروسي الداعم للحكم السوري من هوة هذه الخلافات كما بدا من الموقف الذي أعلنه نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف.
الا أن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة
الدول العربية في سوريا الاخضر الإبرهيمي الذي يجهد لانجاح المفاوضات استطاع أن ينتزع من مساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف خلال لقائه بهما بعد ظهر أمس الخميس في المقر الاوروبي للامم المتحدة، تمديداً للتفويض باستمرار عملية التفاوض من دون أن يكون لذلك أي رصيد يستخدمه الممثل الخاص في سعيه الى فتح ثغرة في الجدار السميك الذي يفصل بين طرفي النزاع السوريين.
وقد وضع الابرهيمي اللقاء الثلاثي في اطار اللقاءات الدورية "لإطلاع الدولتين الراعيتين على تطورات المفاوضات"، وأعلن في مؤتمر صحافي بعد اللقاء دعم الروس والأميركيين "لكل ما نسعى الى القيام به ووعدونا بتقديم المساعدة هنا أو في عواصمهم أو في أي مكان آخر من أجل زحزحة المواقف".
وعما اذا كانت ثمة نية لعقد جلسة جديدة اليوم الجمعة أو جولة جديدة من المفاوضات، قال الابراهيمي: "ان شاء الله"، لكنه رفض تحديد موعد لهذه الجولة. وفي اشارة الى أن الجولة المقبلة لن تكون قريبة، أوضح أنه سيقوم بزيارة نيويورك من أجل تقديم تقريره الدوري عن المفاوضات السورية الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون "وربما الى مجلس الأمن"، رافضاً تحديد موعد لهذه الزيارة. ونقل الابرهيمي موقفاً مغايراً للموقف الروسي حول طرح التوازي بين البندين الأول والثامن من وثيقة جنيف1 قائلاً: "لا أعتقد أنهم يعارضون الفكرة، لن نحل العنف والإرهاب ولن نتوصل الى الهيئة الانتقالية هذا الاسبوع والهدف هو وضع هذه النقاط على الطاولة".
وردا على سؤال عما إذا كانت العملية كلها قد فشلت، قال: "الفشل يحدق بنا دوماً".
وتعليقاً على اللقاء الثلاثي، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية الاميركية إن الحديث تناول سبل بذل الجهود الافضل لدفع جنيف2، وأضاف: "نقرّ بان المفاوضات صعبة والحوار ركز على مجموعة المشاكل التي تواجه هذه المفاوضات". وأشار الى أن وفد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" قدم خلال المفاوضات مجموعة من الاقتراحات البناءة، مشدداً على مواصلة العمل الدؤوب من أجل مواصلة هذه المفاوضات وعلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لعملية التفاوض "من أجل أن تتقدم".
وبعد اللقاء الثلاثي في مقر الامم المتحدة، عاد ممثلا الدولتين الراعيتين كل الى حليفه لإطلاعه على فحوى اللقاء وما توصل اليه من نتائج، وعلى هذا الاساس التقت شيرمان وفد الائتلاف في فندق "الانتركونتيننتال"، كما زار غاتيلوف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقر اقامته في "فندق "السلام".
من جانبه عضو وفد المعارضة بدر جاموس صرح عقب الاجتماع مع شيرمان إن اجتماعها مع الابرهيمي وغاتيلوف "لم يكن ناجحا"، في حين قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم: "لا نزال مستمرين في المسار السياسي وفق بيان جنيف وسنحضر الجولة المقبلة عندما يتم الاتفاق معنا على موعدها".
وكانت اللقاءات الجانبية قد توسعت في ساعات بعد الظهر، عقد لقاء مفاجئ جمع قسماً من الوفد الروسي المتابع للمفاوضات والوفد السوري المعارض في مقر اقامة الوفد السوري المعارض من دون حضور غاتيلوف، مما اعتُبر احتجاجاً على عدم حضور رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا الى جنيف كما كان مقرراً للقاء غاتيلوف أمس.
وعلم في هذا الاطار من مصادر في الائتلاف السوري أن الجربا لم يحضر للقاء غاتيلوف احتجاجاً على المواقف الروسية الأخيرة "التي عقدت الامور أمام المفاوضات بدل العمل على تسهيلها من خلال الضغط على حليفها الرئيس السوري بشار الاسد".
ووصفت هذه الاوساط الموقف الروسي بانه"مشين" ولا يأبه "لآلام الشعب السوري". واعربت عن خيبة امل كبيرة من موقف موسكو وخصوصاً الحراك الديبلوماسي في الامم المتحدة في نيويورك.
واعلنت الامم المتحدة إن الابرهيمي سيجتمع اليوم مع الوفدين السوريين في مفاوضات السلام لاجراء مزيد من المحادثات في جنيف.
أرسل تعليقك