بغداد - نجلاء الطائي
هاجم زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، الثلاثاء، رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بسبب سياسته في إدارة البلاد، واصفًا إياه بـ"الديكتاتور"، وفيما انتقد عمل مجلس النواب العراقي، وعجزه في إقرار القوانين، أكّد أنّ العراق تحكمه "ثلة جاءت من خلف الحدود".
وأضاف الصدر، في كلمة متلفزة ووجهّها إلى الشعب العراقي
، أنّ "السياسة أصبحت بابًا للظلم والاستهتار والتفرد والانتهاك، بغية أن يتربع دكتاتور وطاغوت، ويتسلط على الأموال فينهبها، وعلى الرقاب فيقصفها، وعلى المدن فيحاربها، وعلى الطوائف فيفرقها، وعلى الضمائر فيشتريها، وعلى القلوب فيكسرها، بغية أن يكون الجميع مصوّت على بقائه".
وأشار الصدر إلى أنّ "العراق أصبح بلا حياة، ولا زراعة، ولا صناعة، ولا خدمات، ولا أمن، ولا أمان، ولا سلام، وانتخابات يذهب ضحيتها آلاف، بغية أن تتسلط علينا حكومة لا ذمة لها، وبرلمان بكراسيه البالية، لا يستطيع دفع الضر عن نفسه، فما باله بدفع الضر عن الآخرين".
واعتبر الصدر أنّ "العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود، لطالما انتظرناها لتحررنا من دكتاتورية، وليس بغي أن تتمسك هي الأخرى بالكرسي، باسم الشيعة والتشيع"، مشيرًا إلى أنّ "الحاكم اليوم يستطيع أن يجمع، بالتصويت داخل قبة البرلمان، الجميع على الموافقة إذا كانت فيها امتيازات له، أو نفع شخصي، وإذا وصل الموضوع لنفع شعبي عام تخاذل الجميع، أو يصل الأمر إلى مجلس الوزراء لينقضه".
وبيّن الصدر أنّ "من يرفض تقنين الامتيازات، والرواتب التقاعدية، هو من يسعى إلى أن يكون عراق محكومًا من طرف ذئاب متعطشة للدماء، ونفوس تلهث خلف المال، تاركة شعبها في بحبوحة العذاب، والخوف يرتع في برك الماء، وتعصف به الاغتيالات".
وأكّد الصدر أنّ "الحكومة أصبحت متخمة، ونست من هم خلف الجدر المحصنة، أعمت عيونهم الأموال والبيوت الفارهة والقصور والغرف والطائرات المعدة، غافلة عن سجن اسمه العراق، وشعب آبى الضيم، على الرغم من الحروب التي توالت عليه، ليتحول إلى لقمة سائغة، ويقع بين أفكاك الساسة والقادة"، موضحًا أن "الشعب لا يريد لقمة بل يريد عزة، وصوت مسموع، وحرية يبتغي بها مرضاة ربه وإثبات نفسه".
وأعلن زعيم "التيار الصدري" عن اعتزاله العمل السياسي، مشيرًا إلى تاريخ أسرته العريق في الدعوة إلى الدين الإسلامي، لافتًا إلى أنّ "العراق بات جريحًا مظلومًا، وقد خيّمت عليه غيمة سوداء، فأطبقت على أرضه وسمائه دماء تسيل، وحروب منتشرة يقتل بعضهم بعضًا باسم القانون تارة، وباسم الدين تارة أخرى، فتبًا لقانون ينتهك الأعراض والدماء، وليسقط ذلك الدين الذي يعطي الحق بحز الرقاب، وتفخيخ الآخرين، واغتيالهم".
وحثّ زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر العراقيين على المشاركة "الواسعة" في الانتخابات، فيما طالب من وصفهم بالأصوات الشريفة، أن تكون مستقلة بعيدة عنه، وهو ما اعتبره محلّلون تصريحًا منه إلى أعضاء التيار بعدم التوقف عن المشاركة في العملية السياسية، ولكن بعيدًا عن اسم آل الصدر.
واستطرد الصدر "أنا مع الاشتراك في الانتخابات، بغية أن لا تقع الحكومة في أيد ماكرة، لكني لن أتراجع عن قرار اعتزالي، وسأصوت للشرفاء"، معتبرًا أنّ "من يتخلف عن الانتخابات خائن"، لافتًا إلى أنّه "يجب أن لا يُترك العراق لأهل الباطل"، مشدّدًا على العراقيين ضرورة اختيار من يمثلهم في الانتخابات المقبلة.
وأدى قرار الصدر إلى تفتت كبير في "كتلة الأحرار" النيابيّة، إذ أعلن عدد من أعضائها عن انسحابهم من البرلمان، قبل نحو شهرين من موعد الانتخابات العامة، فيما خصّ زعيم "التيار الصدري" في كلمته محافظ بغداد علي التميمي، وميسان علي دواي، ودعاهما إلى الاستمرار في عملهما.
وقرّر وزراء ونواب "كتلة الأحرار"، في وقت متأخر من مساء الاثنين، وضع استقالاتهم أمام تصرف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وأشار مسؤولون في "كتلة الأحرار" النيابية، التي تشغل نحو ثمن مقاعد البرلمان العراقي، إلى أنّ "الصدر غاضب بعد أن تحدت الكتلة أوامره بالتصويت بالموافقة على مشروع قانون يضمن لنواب البرلمان امتيازات ومعاشات تقاعد كبيرة".
أرسل تعليقك