الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
إحتضنت جامعة "الفاشر" في ولاية شمال دارفور، إفتتاح ورشة عمل للتخطيط لآلية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور، كجزء رئيسي من العملية السلمية المنصوص عليها في وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. حضر الورشة أكثر من 60 شخصاً من ولايات دارفور الخمس ، بهدف التداول حول إجراءات إجراء عملية الحوار والتشاور على المستوى المحلي والولائي والقومي، تتضمن الأهداف الرئيسة للحوار والتشاور الداخلي في دارفور، توطيد السلام من خلال تعزيز الحوار وبناء الثقة وتشجيع المصالحة والوحدة خصوصاً وسط أهل دارفور، وأهل السودان بشكلٍ عام.
وفي معرض كلمته الإفتتاحية في الورشة ، قال رئيس بعثة "اليوناميد" ، محمد بن شمباس: "أنتم رجال ونساء تتمتعون بخبرة واسعة وقد بذلتم الكثير من الجهد والطاقة والوقت بحثاً عن السلام الدائم والمستدام في دارفور"، وأضاف: "دعونا نغتنم هذه الفرصة للتباحث حول كيفية بناء ثقافة السلام والتعاون والتفاهم لتصبح جزءاً مهماً من الحوار الوطني".
من ناحيته، قال مدير جامعة الفاشر، الدكتور عثمان عبد الجبار عثمان ، إنه إذا تم استغلال الجهود التي بذلتها الحكومة السودانية واليوناميد وغيرهما من الأطراف بشكل جيد، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تحقيق سلام مستدام في دارفور
، "نحن سعداء ومتفائلون بأن بشائر السلام قد باتت قريبة نتيجة للجهود الكبيرة المبذولة. وأضاف: "الأمر الأكثر أهمية ليس فقط تحقيق السلام ولكن أيضاً جعله سلاماً دائماً ومستداماً".
ومن المتوقع تحقيق أهداف الحوار والتشاور الداخلي في دارفور، بحسب بيان للبعثة وصل "العرب اليوم" نسخة منه ، من خلال توسيع دائرة ملكية وثيقة الدوحة للسلام في دارفور وحشد الدعم لتنفيذها وتعزيز الممارسات التقليدية الموغلة في القدم المتبعة في تسوية النزاعات المحلية ، وتشجيع السلام بين القبائل وبين المجتمعات والمصالحة والعيش في وئامٍ وتعزيز مكانة الإدارة الأهلية، بما في ذلك إستعادة هيبتها وبناء قدراتها وإعادة الحيوية الإجتماعية والسياسية في دارفور، ومساعدة أهل دارفور للتصالح ونسيان صراعات الماضي والتوجه نحو المستقبل ، وتتولى الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ودولة قطر تيسير عملية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور، وأكّد مجلس الأمن الدولي دعمه لإجراء الحوار والتشاور الداخلي في دارفور في بيئة تعزز إحترام الحقوق المدنية والسياسية للمشاركين، بما في ذلك النساء والشباب، وقالت البعثة إنها قامت قبل تنظيم ورشة العمل الأولى الخاصة بإطلاق آلية التشاور، بتسيير إجراء عملية مسح واسع شمل مختلف أنحاء دارفور، لقياس مستوى إهتمام الناس وإدراكهم بعملية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور، ففي حين أنّ بعضاً من نتائج المسح لا تزال قيد الإعداد، أشار السواد الأعظم من الذين شملهم المسح إلى معرفتهم وإلمامهم بوثيقة الدوحة للسلام في دارفور ، وإلى ثقتهم في قدرة الوثيقة على معالجة مشاكل دارفور،وأشار معظم الذين شملهم المسح أيضاً ، إلى أنّ الحوار والتشاور الداخلي في دارفور يمكن أن يسهم في تحقيق السلام والمصالحة في دارفور ، وأن يساعد في حل الصراعات القبلية، كما أشاروا إلى ضرورة أن تركز عملية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور على قضايا الأمن والحكم والموارد الطبيعية والبيئة وأن تعالج، على نحو خاص، المشاكل التي برزت بين المزارعين والرعاة، وحدد المشاركون الذين شملهم المسح من وسط وشمال وجنوب دارفور بعض المخاطر والمخاوف والتحديات التي قد تواجهها عملية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور، أبرزها فيما يتعلق بتدهور الوضع الأمني بسبب الصراع المسلح ، ومن المتوقع تنظيم مؤتمرات للحوار والتشاور الداخلي في دارفور وفعاليات للتواصل خلال الشهور القادمة بحضور جميع أصحاب المصلحة في دارفور بهدف التداول حول تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور والخروج بتوصيات ترسم الطريق نحو المستقبل وتساعد في نهاية المطاف، في تحويل نصوص اتفاق السلام، على نحو فعال، لنتائج ملموسة لأهل دارفور
أرسل تعليقك