بيروت - رياض شومان
أكد رئيس وزراء لبنان الاسبق، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري، ثقته بأنّ مصر بدأت تتعافى، كاشفا عن أنه لمس لدى وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسي "إهتماما إزاء ما يحصل في سوريا ولبنان والحلول التي يمكن أن نتوصل اليها".
وأشار في مقابلة مع الإعلامي
عماد الدين أديب الى أنه تطرق خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين المصريين إلى وضع لبنان الحساس، مشدداً على "أهمية نهوض الاعتدال العربي وعودة مصر إلى لعب دورها الاقليمي إلى جانب المملكة العربية السعودية ودول الخليج في مواجهة مشروع إيران في المنطقة العربية وكل المشاريع الأخرى من أي جهة أتت".
وفي الملف اللبناني، جزم الحريري بحصول انتخابات رئاسية وقال: الفراغ الرئاسي غير مسموح، وفي تلك اللحظة سترى سعد الحريري في لبنان، والذكي يفهم. لدينا انتخابات رئاسية وأنا لن أكون غائبا عنها بل سأكون موجودا في قلبها، إلا أنه آثر عدم تحديد يوم معين لعودته إلى بيروت نظرا للأخطار الأمنية المحيطة لكنه أكد أنّ ذلك سيكون "في وقت قريب جدا إن شاء الله".
وفي معرض تطرقه إلى موضوع تشكيل الحكومة، أوضح الحريري أنّ الحوار مع جميع الأفرقاء أنجح عملية التشكيل، لا سيما التقارب مع "التيار الوطني الحر"، مؤكدا في الوقت عينه على الإستمرار مع الحلفاء في 14 آذار في النضال لسيادة واستقلال لبنان وبنائه وبناء الدولة فيه.
وأضاف: حتى ولو كنت أعلم أنّ أعضاء من "حزب الله" هم المتهمون باغتيال والدي الشهيد رفيق الحريري، يجب أن أرى أين مصلحة البلد التي تأتي قبل مصلحتي الخاصة، وفي سبيل وطني أنا مستعد لأن أشارك في حكومة نجتمع من خلالها على الأمور التي من الممكن أن ننهض بها في البلد، أما خلافنا السياسي فسيبقى خلافا سياسيا، ولن أقبل يوما بتدخل "حزب الله" في سوريا وبمبرراته، فهذا بالنسبة لي جنون.
وعن البيان الوزاري العتيد، أكد الحريري عدم الموافقة على أن يتضمن "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"، وأشاد في المقابل بـ"إعلان بعبدا" الذي يعمل على تحييد لبنان عن الصراعات من حوله، معربا عن ثقته بأنّ الحكومة ستنال الثقة البرلمانية بعد أن يتم إيجاد المخارج المطلوبة للبيان.
وفي ما يتصل بالوضع الأمني لا سيما على صعيد مسلسل التفجيرات الذي يضرب الساحة اللبنانية، أبدى الحريري تخوفه من أنّ هذا الأمر لن يتوقف، وقال: "المشكلة أنّ الخطوة التي قام بها "حزب الله" وضعتنا في موقع المتلقي"، مشددا في المقابل على أنّ خروج "حزب الله" من سوريا سيزيل الذريعة التي يستعملها الانتحاريون للقيام بعمليات إرهابية على الساحة اللبنانية.
وإذ لفت الانتباه إلى أنّ "الجيش المصري دافع عن الشعب المصري، ولكن في سوريا يقتل جيش النظام الشعب السوري"، حذر الحريري من أنّ بشار الأسد يراهن على الوقت ويتبع تكتيكا يوحي من خلاله للغرب بأنه يحارب الإرهاب لكنه فعليا هو الذي خلق الإرهاب، مشيرا إلى أنّ تنظيم "داعش" هو من صنع النظام في سوريا، وذكّر في هذا السياق كيف أنّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان يطالب بمحاكمة الأسد لدى المحاكم الدولية بسبب الانتحاريين الذين كان يرسلهم إلى العراق، قبل أن يعودا صديقين بفضل إيران.
وردا على سؤال نبه الحريري إلى أنّ المرحلة المقبلة ستكون حاسمة وصعبة، لأنّ بشار الأسد يريد أن يحارب حتى آخر طلقة، مشددا على أنّ من يعتقد بأنّ هذا المجرم الذي قتل 200 ألف سوري مستعد لأن يتخلى عن الحكم هو مخطئ.
وأضاف في سياق متصل: نحن نقول باستمرار لـ"حزب الله" إنه حزب لبناني وإنّ عليه أن ينظر إلى الداخل اللبناني ومصلحة لبنان أولاً، ولكن لا شك لدي بأنّ القرار في ما يتعلق بقيادة الحزب هو عند إيران، وأعرب الحريري عن قناعته بأنّ "نظام بشار الأسد سقط، وما يحميه اليوم هو الوجود الإيراني ووجود "حزب الله" والفصائل التي تأتي من العراق، وغيرها من المليشيات التي تبقي هذا النظام واقفا على قدميه"، مشيرا في ضوء ذلك إلى أنّ نظام الأسد "أصبح محكوما، فما تقوله إيران يسير به بشار الاسد و"حزب الله" ، إلا انّ المعادلة في المنطقة ستتغير عندما يسقط بشار الأسد".
أرسل تعليقك