غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
حذَّرت لجنة القدس والأقصى التَّابعة للمجلس التَّشريعي الفلسطيني في غزة من "محاولة فرض السِّيادة الإسرائيليَّة على المسجد الأقصى وإنهاء سيادة الأردن، مما يعني تقسيم الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا بين اليهود والمسلمين"، وذلك بعد أن اقتحمت قوَّات الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، عبر باب المغاربة
والسلسلة، وأطلقت الأعيرة المطاطيَّة والقنابل الصَّوتيَّة باتِّجاه المرابطين في ساحاته.
وقال رئيس اللجنة والقيادي في حركة "حماس" أحمد أبو حلبية: إن المسجد الأقصى يتعرض لهجمات واعتداءات صهيونية وحفريات واقتحامات بشكل يومي وهذا كله يهدف إلى تدميره وتهويده.
وأضاف أبو حلبية أن "العدو الصهيوني يصعد من عدوانه على الأقصى، من أجل انتهاك قدسيته وحرمته والاستيلاء عليه وتهويده". وأوضح أن "إسرائيل تسعى لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا بين اليهود والمسلمين وإنهاء سيادة الأردن عليه". وشدد على أن "تحرير المسجد الأقصى والقدس لا يتم إلا بقوة السلاح، وليس بالمفاوضات وتقديم التنازلات".
وقال أبو حلبية: إن المفاوضات هي لصالح إسرائيل، فهي تستغلها من أجل تحقيق مصالحه وتنفيذ مخططاته وسياسات.
وتتولى الحكومة الأردنية الإشراف على الأماكن الإسلامية في مدينة القدس ورعايتها منذ خمسينات القرن الماضي وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية، أدانت الإثنين، "موافقة رئاسة الكنيست الإسرائيلي على بحث قضية نقل السيادة على المسجد الأقصى المبارك إلى إسرائيل، في محاولة لشرعنة بسط السيادة الإسرائيلية عليه".
وقالت الوزارة، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه: إنها تعتبر هذا التوجه بمثابة اللعب بالنار، ومحاولة لتقويض المفاوضات الجارية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وتفجير الأوضاع في المنطقة برمتها.
وأفاد شهود عيان بأن "وحدات خاصة وأفراد من المخابرات الإسرائيلية اقتحموا ساحات الأقصى المبارك عبر بابي المغاربة والسلسلة، وهاجموا المرابطين بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية، الذين ردوا بإلقاء الحجارة، كما حاصروا المصلين بالمسجد القبلي وأغلقوا بواباته بالسلاسل الحديدية.
وأفاد الشهود بأن "العشرات من الشبان أصيبوا بحالات اختناق بعد رشهم بغاز الفلفل، كما سجلت إصابات بالأعيرة المطاطية وبشظايا القنابل الصوتية".
وتفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة على بوابات الأقصى، ومنعت طلبة مدارس الأقصى الشرعية التوجه إلى مقاعدهم الدراسية، كما منعت من هم دون الخمسين من الدخول إليه. واعتقلت شرطة الاحتلال 3 شبان من باب السلسلة، أثناء محاولتهم الدخول إلى الأقصى.
وفي تطور آخر، أفاد مدير دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب بأن "شرطة الاحتلال أغلقت باب المغاربة، ولم تسمح لأي من المتطرفين بالدخول إليه حتى هذه اللحظة". وأوضح أن "قوات الاحتلال انسحبت من باحات الأقصى، وتنتشر على بواباته".
وأفاد الشهود بأن "قوات الاحتلال أطلقت الثلاثاء، الأعيرة المطاطية بشكل مكثف باتجاه المرابطين، مما أدى إلى إصابة أحد الشبان برصاصة في أنفه بصورة مباشرة، مما استدعى إلى غرز انفه بـ 6 قطب، كما أصيب آخر في جبينه.
ويشار إلى أن العشرات من الشبان الفلسطينيين اعتكفوا مساء الاثنين في المسجد الأقصى، ردا على الدعوات الإسرائيلية لرفع الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد، وتأتي الدعوات اليهودية بالتزامن مع إعلان رئاسة الكنيست الإسرائيلية عن إدراج موضوع "السيادة على المسجد الأقصى" على جدول أعمال الهيئة العامة الثلاثاء، وذلك بدعم وتأييد كبار حاخامات الدينية.
وقد أكد الحاخامات القرارات التي قدمها عدد من أعضاء الكنيست وعلى رأسهم المتطرف الصهيوني موشيه فايجلين، والذي يتضمن 3 محاور أساسية، وهي: تعزيز السيادة الإسرائيلية الكاملة على "جبل الهيكل"، إقرار قانون حرية وصول اليهود إلى "جبل الهيكل" ومن جميع الأبواب وفي أي قت، ورفع مذكرة لمكتب رئيس الوزراء تطالب بإلغاء أي تصرف مزعج ضد اليهود تقوم به الشرطة الإسرائيلية داخل الأقصى.
ومن المقرر أن يناقش الكنيست الإسرائيلي نهار الثلاثاء اقتراحا قدمه عضو الكنيست الليكودي "موشي فيجلين" بهدف بسط السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وتوقعت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر صباح الثلاثاء أن "تشهد جلسة الكنيست نقاشا عاصفا، بعد أن تم تأجيل النظر في هذه المسألة الأسبوع الماضي".
وأضافت الصحيفة أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو قرر التقليل قدر الإمكان من الأضرار الناجمة عن هكذا جلسة، بحيث قام بإرسال المنسقة الخاصة بين الكنيست والحكومة الإسرائيلية بيرح لارنر وذلك بهدف التوصل إلى صيغة مخففة لجلسة الثلاثاء".
وأشارت الصحيفة إلى أن "نتنياهو رفض صيغة النقاش التي طرحها فيجلين، والتي يطالب فيها الكنيست الحكومة الإسرائيلية بفرض سيادتها على المسجد الأقصى". ولفتت إلى أن "الرسائل قد وصلت أخيرًا لمكتب نتنياهو من العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين ومن السلطة الفلسطينية، تحذر من تغيير الواقع القائم في الأقصى، لأن ذلك من شأنه إشعال المنطقة بأسرها".
أرسل تعليقك