غزة ـ محمد حبيب
أكّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تصعيدها السلمي الاحتجاجي داخل فلسطين وخارجها لن يتوقف حتى كسر الحصار عن قطاع غزة، وطالبت الحركة في خيمة الاعتصام التي أقامتها اللجنة الوطنية العليا لفكّ الحصار أمام معبر رفح، اليوم الجمعة، الوفود الصديقة والحرة بتكريس حضورها وجميع الأحرار من العالم للتحرك عبر كل
الموانئ البحرية لكسر حصار غزة.
من جهته، دعا عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حازم أبو شنب حركة "حماس" إلى تقديم " لغة العقل"، واتخاذ مواقف لمصلحة الشعب المصري، وعدم الوقوف أمام تطلعاته، متهمًا "حماس" بأنها "تنفذ خطط التنظيم الدولي للإخوان بدعوتها إلى تظاهرة أمام معبر رفح، والتحريض ضد الحكومة المصرية".
وأوضح أبو شنب في تصريح صحافي أن "هذه التظاهرة التي دعت إليها حماس، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأخيرة تريد الدخول في معركة مع الشعب المصري، بتمسكها بالإخوان المسلمين الذين أطاح بهم الشعب المصري، خلال ثورة 30 يونيو"، كما قال.
ودعا أبو شنب ما أسماهم بـ"عقلاء حماس" لاتخاذ مواقف مساندة للشعب الفلسطينى والمصرى والعربى عمومًا، بتخليها عن المواقف المساندة للإخوان، لافتًا إلى أن تلك المواقف مخالفة تماما لمواقف الشعب الفلسطينى المساندة للشعب المصرى فى تطلعاته نحو الاستقرار والرفاهية.حسب قوله
ونقَلَت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة داخل قطاع غزة، "أن أعضاء حركة حماس يخططون لاقتحام معبر رفح البري، اليوم الجمعة، عقب الصلاة مباشرة، والاشتباك مع الجيش المصري الموجود على طول الشريط الحدودي".
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن حماس "أعلنت أن التجمع سلمي، وهدفه المطالبة بفتح المعبر بشكل كامل"، مؤكدة أن" الهدف الخفي "إحداث حالة من الضغط النفسي على قوات الجيش المصري، والدفع بعناصر غير مسؤولة لقيادة عمليات اقتحام المعبر، والاشتباك مع قوات الجيش المصري"، حسب الصحيفة
وأعلنت حركة "حماس" عن تصعيد شعبي ستشهده الأيام المقبلة في وجه الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأكّد المتحدث باسم "حماس" جنوب القطاع حماد الرقب خلال فعاليات اليوم الخامس للخيمة، التي أقامتها اللجنة العليا لفك الحصار عن غزة أمام بوابة معبر رفح: "سيأخذ هذا التصعيد الشعبي منحى سيراه الجميع"، معربًا عن أمله بألا تنتهي أنشطة التصعيد الشعبي إلا حين رفع الحصار.
وأعلن ان فعاليتهم المقبلة ستحمل عنوان، "لن نتوقف حتى يوصد الحصار"، داعيًا كل أحرار العالم أن يقفوا ويعلوا من نبراتهم من منطلق العدل والحرية، معتبرًا ما يحدث بالجريمة النكراء بكل المقاييس القانونية ".
وأوضح أن" أوضاع غزة لا يمكن لها أن تقبل حالة الاحتقان وحالة القهر والتجويع والحصار الحالية مطالبا كل أحرار العالم بالتدخل الفوري والعاجل."
ودعا المتحدث باسم "حماس" في محافظة خان يونس حماد الرقب خلال مؤتمر صحافي عقب أداء مئات المواطنين صلاة الجمعة، جميسع المؤسسات الأممية والدولية بضرورة وقف انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني بناءً على اتفاقية جنيف الرابعة، والتحرك العملي لفك الحصار نطالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي في كلا الاتجاهين بصورة دائمة تعزيزًا لأواصر ما يجمع شعبينا الفلسطيني والمصري.
وثمّن الرقب الدور التركي الرسمي في مطالبته بضرورة فك الحصار عن غزة، كذلك الدور القطري في جهوده الملموسة في تفكيك الحصار وتخفيف المعاناة، مطالبًا جامعة الدول العربية بضرورة تنفيذ قراراتها المتعلقة بفك الحصار والتي أقرتها العام 2006م.
وشدّد على أن "شعبنا يستسلم للجوع والتركيع وسيبقى كريمًا حرًا، ولن يتنازل عن ثابت من ثوابت شعبنا، مثمنًا دور كل القيادات العربية والإسلامية التي ساندتنا باتصالاتها ووعدها ببقائها خادمة لثبات الشعب الفلسطيني".
وأكّد: "إلى كل العالم من رؤساء ومؤسسات لقد بلغ الحصار مبلغًا عظيمًا وضرب رقمًا قياسيًا كأطول حصارٍ عرفته البشرية في العصر الحديث، حيث زاد على 8 سنوات، حيث تمارس إجراءات بربرية وهمية ولا إنسانية في حق الشعب منذ زمن بعيد، وقد زادت خلال الحصار".
وأعلن "مس الحصار الظالم كل مرافق الحياة الفلسطينية الاجتماعية ولاقتصادية والصحية وكافة مقامات الحياة الأساسية، وضُربت خلاله مقدرات شعبية، وحرم من تنمية مرافقة والبني التحتية، وتعرض شعبنا لحربيين شرستين ارتقى حلالهما الألف وأصيب".
وتابع الرقب "نحن نقف بلحظة حرجة من الألم والمعاناة، تخلى عنها القريب والبعيد، نقف أمام المعبر العربي الوحيد المحرر على حدود فلسطين "معبر رفح الفلسطيني المصري" والذي تم تحرريه عام 2005م كمعبر حر لشعبنا، ولكن للأسف بقي رهينة لأمزجة وأهواء وسياسات أزت شعبنا إزاء بليغًا.
وأوضح: "والإحصاءات ماثلة عن المرضى والطلاب وأرباب الأعمال وخسر بعضهم روحه وبعضهم مصدر رزقه وقوت أطفاله"، مؤكدًا أن شروعهم في خيمة الاعتصام خلال الأيام الماضية لم يكن رغبة منهم في تنفيس همومهم، بقدر أنه لم يترك أمامهم فرصة واحدة، قبل البدء في حراك شعبي سلمي تحت شعار كسر الحصار واجب وحق.
وشكر الرقب الشعب الفلسطيني على صموده وثباته رغم سيول المعاناة والألم، داعيًا إياهم للبقاء في موطن حسن ظن أمتنا بهم، التي فخرت بجهادهم ومقاومتهم وعزتهم، مشيدًا بجهود كل من شارك بالخيمة من مؤسسات رسمية وأهلية كالمجلس التشريعي، والشعبية كالطلاب والعمال والمرضى والنساء والمخاتير.
وأدّى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام التي أقامتها اللجنة الوطنية لفك الحصار أمام معبر رفح للمطالبة بكسر حصار غزة.
وتوافد المواطنون من جميع أرجاء قطاع غزة، منذ ساعات الصباح إلى الخيمة التي لم تتسع لآلاف المصلّين، فيما ركزت خطبة الجمعة على "الدعوة إلى كسر الحصار، وإنهاء معاناة شعبنا المستمرة منذ سبع سنوات".
أرسل تعليقك