بيروت - رياض شومان
أكد مصدر وزاري لبناني مطلع ، أن الآمال التي كانت معلقة على الاجتماع الثامن للجنة صياغة البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام الاثنين في انجاز مهمتها، قد تبددت وبات من الصعب خروج البيان الوزاري الى الضوء في وقت قريب. وأوضح المصدر لـ"العرب اليوم"، أن التصعيد السياسي الذي برز مساء أمس السبت من قبل "حزب الله" والذي تهجم فيهبشكل غير مسبوق على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يحمل في طياته نسفاً
لأي تسوية سياسية تؤسس لبيان وزاري تأخذ الحكومة الجديدة ثقة المجلس النيابي على أساسه.
ففي حين كان ينتظر ان تشكل عطلة نهاية الاسبوع فسحة أمام تحريك الاتصالات تمهيدا للتوصل الى توافق حول بند "المقاومة" العالق في لجنة صياغة البيان الوزاري، فرض التصعيد المفاجئ للهجة "حزب الله" تجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نفسه بندا أساسيا لما يحمله من مدلولات سياسية، اولها قطع الطريق كليا امام أية إحتمالات لطرح تمديد ولاية الرئيس سليمان كخيار من ضمن خيارات اخرى، فضلا عن أنه يؤشر الى ان المناخ الاقليمي والدولي الذي سهل قيام الحكومة قد لا ينسحب على الاستحقاقات الاخرى وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي بما يهدد بعودة شبح الفراغ وإمكان تحول حكومة الرئيس سلام الى حكومة تصريف الاعمال ما لم تنجح القوى السياسية في الأسبوعين الباقيين أمامها في التوافق على صيغة مقبولة للبيان الوزاري لنيل الثقة على أساسه.
وإذا كان كلام سليمان جاء على خلفية تمسكه بإعلان بعبدا كما جاء في تغريدته المسائية والتي قال فيها ان قصر بعبدا في حاجة الى الاعتراف بالمقررات التي تم الإجماع عليها في أرجائه ( اعلان بعبدا)، فإن بيان الحزب بدا واضحا في رده على رئيس الجمهورية في الشق الذي تناول فيه "المقاومة" في خطابه في جامعة الكسليك قبل ايام.
وهذه المواجهة التي دخل على خطها اكثر من فريق سياسي على ضفتي 8 و14 آذار ، الاول من موقع مساندة الحزب والثاني من موقع دعم رئيس الجمهورية والدفاع عن موقع الرئاسة الاولى، فإن هذه المواجهة لا بد أن ترخي بثقلها على الاجتماع الثامن للجنة الوزارية غداً في السرايا الحكومية.
وكان وزير الصحة وائل ابو فاعور حاول في الساعات الماضية بتكليف من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خرق الجمود السياسي عبر استمراره في وساطته، وهو لذلك تواصل مع رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذي ابلغ اليه تأكيده على اهمية التوافق على البيان الوزاري وانما من منطلق الربط بين المقاومة ومرجعيتها التي هي الدولة.
وفي السياق عينه، ابلغ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان النقاش سيكون صعبا بعد التصعيد الذي شهدناه امس، ولكن نحن من جهتنا، موقفنا واضح ونحن نريد ان يكون البيان خطوة على مسار الاستراتيجية الدفاعية في ما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والمقاومة، مشدداً على أي كلام من خارج هذا السياق لن يسير.
وعن توقعاته بالنسبة الى جلسة غد ومدى إنعكاس التصعيد الاخير بين سليمان و"حزب الله" عليها، قال انه من المبكر الحكم على الجلسة وثمة متسع من الوقت بعد من اجل معالجة الموضوع.
وينتظر ان يلقي التصعيد المتنامي على الجلسة الوزارية التي يعلق رئيس الجمهورية أملا كبيرا عليها في إمكان انتاج البيان الوزاري، عشية توجهه الثلثاء الى باريس للمشاركة في مؤتمر مجموعة الدعم الدولية، بما يعزز موقف لبنان وإمكان حصوله على الدعم المالي الذي يحتاج اليه لمواجهة ازمة النازحين السوريين. والمعلوم ان اي هبات او مساعدات لن يقرها المجتمع الدولي قبل قيام حكومة فاعلة قادرة على اتخاذ القرار في شأن قبول الاموال والتصرف بها.
يذكر أن حزب الله كان اتهم ساكن قصر بعبدا ،اي رئيس الجمهورية، بأنه لم يعد يميز بين الخشب والذهب.
أرسل تعليقك