بيروت - رياض شومان
في ظل حملة الافتراء والتجني التي يتعرض لها بسبب موقفه من موضوع المقاومة واعلان بعبدا، يغادر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم الثلاثاء إلى باريس لحضور مؤتمر "مجموعة الدعم الدولية" الذي سينعقد غداً الاربعاء في قصر الاليزيه والذي يخصص لتفعيل الدعم الدولي العسكري و المالي والاقتصادي للبنان في مواجهة ما يتعرض
له جراء الحرب في سوريا، وسيحضر المؤتمر ممثلون عن دول ومؤسسات عربية ودولية رفيعة المستوى.
وأعلنت مصادر قصر بعبدا الرئاسي أنّ المؤتمر سيفتتح غداً في قصر الاليزيه بكلمتين للرئيس سليمان ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على أن تبدأ بعد ذلك النقاشات على مستوى وزراء خارجية دول مجموعة الدعم الذين وُجهت إليهم الدعوات وفي مقدّمهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كون المملكة قدّمت هبة كبيرة للجيش اللبناني.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن دعم لبنان اقتصادياً سيحتل حيزاً كبيراً من المؤتمر بالإضافة إلى الشق السياسي، خصوصاً في ما يتعلق بحضّ الدول على الاكتتاب في الصندوق الائتماني الخاص بلبنان الذي أنشأه البنك الدولي، وأطلقت النروج في بداية شباط الماضي حملة الاكتتاب فيه، في حين أنّ ملف المساعدات العسكرية للجيش سيُبحث في مؤتمر سيُعقد في روما لهذه الغاية، وملف النازحين سيُبحث في مؤتمر برلين.
وعلى هامش المؤتمر يتوقع أن يجري الرئيس سليمان سلسلة لقاءات مع رؤوساء الوفود المشاركة والتي من بينها لقاءات مع كل من وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي الامير سعود الفيصل، كما سيتداول مع هولاند في الوضع في لبنان والمنطقة.
وأبدت مصادر ديبلوماسية تشديدها على أهمية انعقاد مؤتمر الدعم بعد تشكيل الحكومة، وكشفت انه تم فتح صندوق مالي خاص لمساعدة لبنان على الصعيدين الإنساني (أعباء النازحين)، والاقتصادي ستوضع فيه أموال أو قروض. وإذ لفتت إلى أنّ أموال المساعدة العسكرية مؤمنة، أكدت ان فرنسا لا تأخذ في الاعتبار أي تحفّظات من قِبَل الولايات المتحدة أو إسرائيل على نوعية أو كمية السلاح الذي سيُعطى للجيش اللبناني، مشيرة إلى أنّها ستلبّي كل الحاجات التي طلبتها المؤسسة العسكرية اللبنانية، لكن قد يكون هناك تأخير في تقديم بعض الأسلحة لسببين: الأول السلاح المتطوّر الذي يحتاج الجيش اللبناني إلى تدريب قبل استخدامه، والثاني عدم توافر بعض السلاح في مخازن الجيش الفرنسي.
وأشارت المصادر إلى أنّ المساعدات على الصعيد الإنساني ستشمل المناطق اللبنانية حيث انّ الحاجة ملحّة باعتبار أنّه من غير الممكن توفير المساعدات بسخاء إلى النازحين السوريين فيما بعض اللبنانيين محرومون، ولهذا الغرض تم تأليف صندوق دعم لبنان يحوي اليوم 50 مليون دولار، مقدّمة من فنلندا والنروج والبنك الدولي، إلاّ أنّ المساعدات الإنسانية للنازحين ستكون قيمتها أكبر وستساهم أكثر من دولة في تقديمها، وستتبين قيمتها بعد نهاية المؤتمر.
أرسل تعليقك