طرابلس الغرب - فاطمة سعداوي
لم يكترث المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان الموقت) لحادثة اقتحام شبان مناهضين للتمديد له مقره وإضرام النار داخله واطلاق النار على ثلاثة من إعضائه والاعتداء بالضرب على آخرين، فاستأنف جلساته أمس الاثنين
بعد نقل مكان انعقاده موقتاً إلى فندق "المهاري" وسط العاصمة طرابلس، في ظل إجراءات أمنية مشددة،
كون هذا الاعتداء الذي نفذه شبان تراوح أعمارهم بين 17 و21 سنة، ابرز مدى هشاشة الوضع الأمني في ليبيا.
رئيس المؤتمر نوري بوسهمين كرر أمس إدانته الاعتداء، مؤكداً تمسك المجلس بـ شرعيته كبرلمان منتخب. وقال: الأهم هو استئناف جلساتنا ونحن مصممون على مواصلة عملنا. وأشار إلى أنه سيرأس وفد بلاده إلى مؤتمر روما الخميس المقبل، والذي سيتناول الوضع في ليبيا، بمشاركة ممثلين عن الدول الكبرى والدول المجاورة.
واستدعى المؤتمر في جلسته امس، وزير الداخلية الصديق عبد الكريم لمعرفة التدابير التي تعتزم الحكومة اتخاذها لفرض الأمن في البلاد، في ظل تصاعد الاتهامات الموجهة إليها بالتقصير في الملف الأمني.
وفي وصفه الاعتداء على مقر المؤتمر، قال النائب احمد بوني في تصريح صحافي، إنه أصيب بجروح بليغة في ساقه بعدما اخترق رصاصٌ باب سيارته فيما كان يهم بالمغادرة بعد عملية الاقتحام ليل الأحد. ورأى أن ما تمرّ به ليبيا يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتروي وضبط النفس، من أجل بناء بلاد تتسع للجميع، من دون حاجة إلى العنف الذي لا يقبله أي عاقل.
ورداً على سؤال عن هوية المهاجمين، قال عضو آخر في المؤتمر طلب عدم ذكر اسمه، إنهم مأجورون لا يريدون الاستقرار ولا إقامة الدولة. ولم يتبن أي طرف سياسي الهجوم، فيما حمّلت مصادر الإسلاميين المسؤولية إلى الليبراليين المناهضين للتمديد للمؤتمر الذي كان يفترض أن تنتهي ولايته في 7 شباط/فبراير) الماضي.
وروى شهود وعاملون في المؤتمر أن مجموعة من حوالى مئة شاب مسلحين بسكاكين وسواطير اقتحموا المقر، واعتدوا على مَن لم يغادر المبنى بعد انتهاء جلسته المسائية التي كانت مخصصة لمناقشة الوضع الأمني المتدهور في بنغازي حيث اغتيل فرنسي يقيم هناك منذ نحو أربع سنوات وكان ضمن فريق طبي يعمل لتطوير مستشفى الجلاء.
يذكر ان الاعتداء أسفر عن إصابة رئيس تكتل الاتحاد من أجل الوطن عبد الرحمن السويحلي النائب عن مصراتة، بجروح في ساقه استدعت نقله إلى مستشفى، كما أصيب عضوا المؤتمر أحمد محمد بوني ونزار كعوان (إسلامي)، فيما تعرض نواب آخرون لتهجم.
أرسل تعليقك