غزة ـ محمد حبيب
استشهد فلسطينيان وأُصيب آخران بجروح، مساء الإثنين، من جرّاء غارة شنّتها طائرة استطلاع إسرائيليّة على مجموعة من المواطنين في شارع السكة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأكّد شهود عيان، أن الشاب مصعب موسى الزعانين (21 عامًا) استشهد على الفور، فيما أعلن د. أشرف القدرة، أن المواطن شريف يوسف ناصر
(31 عامًا) استشهد متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها في الغارة الإسرائيليّة.
وزعمت القناة الثانية العبريّة، أن الجيش نفّذ الغارة على شمال قطاع غزة، لتتبع مجموعة مستهدفة كانت تعد لإطلاق صواريخ.
وشهدت أجواء قطاع غزة، مساء الإثنين، تحليقًا مكثفا للطائرات الحربيّة الإسرائيليّة، وكذلك طائرات الاستطلاع، القادرة على شنّ هجمات، في أعقاب استشهاد مواطن وإصابة آخرين في غارة لإحداها، وتُحلّق طائرات الاحتلال في أجواء القطاع كافة من شماله حتى جنوبه، وذلك بعد وقت قصير من تنفيذ طائرات استطلاع غارة جويّة على مجموعة من المقاومين.
وقد أمرت وزارة داخلية الحكومة المقالة في غزة، أجهزتها الأمنيّة بإخلاء مقرّاتها كافة، تحسّبًا لأي تصعيد إسرائيليّ مفاجئ عقب تصاعد الأوضاع الأمنيّة، وكلّفت عناصر قواتها بالانتشار خارج المقرّات الأمنية، وإبقائها تحت المراقبة.
واستنكرت "حركة التحرير الوطني" (فتح)، الغارة الإسرائيليّة على مدينة بيت حانون، مساء الإثنين، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة 4 فلسطينيين، معتبرة استمرار حكومة الاحتلال في مسلسل القتل، تصعيدًا خطيرًا يهدف إلى توتير المنطقة.
وأكّد المتحدث باسم الحركة فايز أبو عيطة، في تصريح صادر عن "مفوضية الإعلام والثقافة"، أن "حكومة إسرائيل تُصعّد جرائمها بحق شعبنا، وتقوم يوميًّا بقتل المواطنين الأبرياء، وتستمر في جريمة تهويد وأسرلة المسجد الأقصى، إضافة إلى الاستمرار في إنشاء الوحدات الاستيطانية، بهدف توتير المنطقة، والتحضير لحرب جديدة على شعبنا، لتنسف الجهود الدوليّة كافة الرامية إلى إنهاء الصراع بالطرق السلمية، ونؤكّد إصرار قيادتنا وشعبنا على الاستمرار في الدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينيّة والتصدي للاحتلال ومخططاته بكل الطرق والوسائل المشروعة"، فيما نعى الشهيد الزعانين، مشدّدًا على أن الشعب الفلسطينيّ سيستمر في نضاله، حتى يحقق حلم الشهداء بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واعتبر القيادي في حركة "حماس" مشير المصري، أن التصعيد على غزة محاولة من العدو الصهيوني لتغيير قواعد التهدئة، مُستغلاً الانشغال العربيّ والانقسام الفلسطينيّ والمفاوضات، مشيرًا إلى أن المقاومة باتت تتعامل مع التصعيد بحكمة، وأن حرصها على التهدئة نابع من مواصلة التجهّز وليس الضعف، وأن المقاومة في غزة جاهزة للذهاب بعيدًا في خياراتها، إن شنّت إسرائيل حربًا عليها، فيما أقرّ "بانكشاف ظهر المقاومة عقب عزل الجيش للرئيس المصري محمد مرسي، الذي شكّل عامه الوحيد في الحكم سندًا لفلسطين كلها".
ودعا القيادي الحمساوي، الراعي المصريّ، الذي توسّط لإبرام التهدئة، إلى تحمّل مسؤولياته تجاه الخروق الإسرائيلية، وإلزام العدو بوقفها، مؤكدًا في الوقت ذاته، أن أي تصعيد إسرائيليّ على غزة يجب أن يصب في اتجاه المصالحة وليس العكس.
أرسل تعليقك