باريس - هدى زيدان
شدَّد مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان على وجوب ترسيخ الاستقرار الداخلي وتحييد لبنان عن تداعيات الازمة السورية والاطلالة على الاستحقاقات الدستورية من باب التشديد على اهمية اجرائها، ووجوب توفير الدعم المعنوي والمالي والاقتصادي للبنان.
ودعا المؤتمرون في بيانهم الختامي في ختام اجتماعهم في قصر الاليزية والذي اذاعه
ممثل الامين العام للامم المتحدة السفير جيفري فيلتمان، الى "استمرار الدعم الدولي للبنان لمساعدته على مواجهة المشاكل التي تهدد أمنه واستقراره"، معبّرين عن سرورهم بتشكيل الحكومة الجديدة واستعدادهم للعمل والتعاون مع رئيسها تمّام سلام، كما طالبوا باجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها. وشكروا الرئيس اللبناني ميشال سليمان "لعمله للمحافظة على السيادة والاستقرار في بلده واستمرار المؤسسات وتشجيعه للحوار الوطني ووضعه لبنان بمنأى عن الازمة السورية"، مبرزين ضرورة احترام "اعلان بعبدا". كما شددوا على دور الجيش وتعزيز امكاناته واخذوا علما بآلية التنسيق التي تقررت في شباط/فبراير الماضي لدعم الخطة الخمسية للجيش، معلنين انتظارهم اجتماع روما الذي سيعزز المساعدات الدولية للجيش.
وقالت أوساط الرئيس سليمان إن ما تحقق امس في الاجتماع الدولي في قصر الاليزيه هو "تأمين مظلة دولية واقية للبنان"، فظهر وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، المختلفين على اوكرانيا متفقيّن على الاستقرار في لبنان"، وأوضحت ان المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ومع وزراء خارجية الدول الكبرى والدول الاوروبية تميزت باحتلال "اعلان بعبدا" صدارة الاهتمام، وقد اعتبر جميع الاطراف أن هذا الاعلان يجسد "السياسة الفعلية الحقيقية التي تعني تحييد لبنان والتي تفرض على جميع المنخرطين في الصراع الدائر في سوريا احترامها".
وأضافت هذه الاوساط ان الوفد اللبناني فوجئ بالاشادة غير المسبوقة بدور الرئيس سليمان منذ مؤتمر نيويورك الذي مهد لاجتماع باريس. ورأى فيه منظمو اللقاء "أباً لهذه الخطوة".
وفي ما يتعلق بمسألة اللاجئين السوريين التي هي أساس الاجتماع، أثارت المعطيات التي طرحها الجانب اللبناني وخصوصا "الرقم المخيف" اهتماما واسعا. فهذا الرقم يفيد ان عدد اللاجئين حاليا تجاوز مليوناً ومئتي الف لاجئ، وهو مرشح للارتفاع الى اربعة ملايين السنة المقبلة أي ما يساوي عدد سكان لبنان. وقد عبّر اكثر من طرف دولي عن القلق من الانعكاسات المأسوية والكارثية لهذا الحجم من اللجوء على لبنان على كل المستويات، مع ابراز مخاطر هذا العدد من اللاجئين على فرص العمل المتاحة للبنانيين الذين سيواجهون خطر ترك وطنهم بحثاً عن لقمة العيش.
وبناء على هذه المعطيات، انطلقت حملة الاكتتابات التي يأمل لبنان في ان توفر الامكانات الفعلية كي يقوم لبنان بأعباء هذا الملف الضخم، اضافة الى تعهد دولي لتقاسم اعباء اللجوء الى لبنان.
ومن اللقاءات التي وصفت بأنها "مهمة" والتي عقدها الرئيس سليمان في باريس، لقاؤه الوزير كيري الذي اشاد بجهود رئيس الجمهورية التي أثمرت تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، متمنيا ان تنال هذه الحكومة ثقة مجلس النواب، واعدا بزيادة وتيرة المساعدات الاميركية للجيش اللبناني. أما اللقاء الذي عقده الرئيس سليمان مع الوزير لافروف على هامش الاجتماع، فقد أكد فيه المسؤول الروسي ثبات سياسة موسكو حيال الموضوع اللبناني والتي لن تتأثر بالتطورات الاخيرة في المنطقة والعالم.
وجرى التركيز في المحادثات على الاجتماع التقني الذي ستستضيفه روما الشهر المقبل من اجل توفير المساعدات للجيش اللبناني فيما تعهد الجانب الفرنسي الذي يتولى انفاق المساعدة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني استعجال تقديم الحاجات الاولية للجيش كي يضبط الامن ويكافح الارهاب.
يذكر أن مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان استعاد مشهد الحشد الديبلوماسي الواسع الذي كان ماثلا لدى انشاء المجموعة في نيويورك في 25 ايلول/سبتمبر من العام الماضي، وإن يكن الاليزيه بدا أشبه بخلية نحل ناشطة في شأن الازمة الاوكرانية، نظرا الى وجود وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، بالاضافة الى وزراء خارجية السعودية والمانيا وايطاليا ونروج وممثل الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وممثلين لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
أرسل تعليقك