بغداد- نجلاء الطائي
أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، أنه سيخرج من العملية السياسية التي تضرب الوحدة الوطنية، والانتماء العربي للعراق، وقال: “لا يشرفني أن أكون جزءاً من عملية تديرها إيران في العراق”
وأضاف علاوي في حوار مع “صحيفة الغد الاردنية” ، انه “لن يخرج من العمل السياسي ولكنه لن يبقى في عملية سياسية تكرس
هذا الانحراف الخطير”.
وقال إن “المشكلة مع نوري المالكي أنه لا يلتزم بكلامه ووعوده التي يقطعها أو عهوده التي يوقعها. فالسياسي يحترم كلمته، فما بالك إذا ما وقع اتفاقاً. هذا الرجل لا يوثق به لأنه لا يلتزم”.
وأوضح: أنا أعدت الجيش العراقي على شكل ألوية، وبمرجعية قيادية موحدة وأن يكون ولاؤه للوطن، ورفضت دمج المليشيات فيه،لكن العراق اليوم يفتقد لسياسة وطنية لبناء جيش موحد وكفؤ.
وأوضح علاوي ، أن “مكتبه تلقى معلومات أمنية عن خطة لاغتياله وتفجير منزله في بغداد”، وقال إن” المعلومات تشير إلى أن مصدر التهديد تنظيمات تضم عراقيين ومرتبطة بفيلق القدس الإيراني”.
وقال ايضا ” لا أعرف الجنرال الذي يدير ملفي العراق وسورية في الحرس الثوري الإيراني قاسمي سليماني أبداً، ولم يحدث أن رأيته إطلاقاً وقد دعيت إلى لقائه ومسؤولين إيرانيين آخرين فرفضت”.
وأكد أن “القادة الإيرانيين لا يحترمون السياسيين العرب والعراقيين”، لافتا إلى أنه “أبلغ الإيرانيين غير مرّة، أن ابحثوا عن أصدقاء في العراق وليس عملاء”.
وشدد على أنه”لن يحدث أن أقدم فروض الطاعة بزيارة إيران. هذا لن يحدث مطلقاً وعلى حياتي، أنا مع بناء علاقات ندية معها، لكني لن أكون تابعاً لأية جهة كانت مهما كانت الظروف”.
ورجّح أن “تجري انتخابات دموية ملامحها بدأت تظهر منذ الآن” لافتا إلى أنه يلحظ “نُذُراً سوداء تتجمع لتدفع باحتمال تمزق العراق لا قدّر الله”.
وأكد علاوي انه “لن يسمح ببقاء نوري المالكي في السلطة، وهو موقف نتقاطع فيه مع التيار الصدري والمجلس الأعلى والإخوة الأكراد”، معتبرا أن “احتجاجات الأنبار انطلقت من أجل مطالب مشروعة ،فأهملها الحكام متذرعين بأن الاعتصامات ملاذا للقاعدة والإرهاب ،وهذا غير صحيح”.
ورفض علاوي “بتاتاً الزعم بأن هناك دعماً عربياً للقاعدة في العراق لافشال المالكي، فالمالكي أفشلته سياساته الطائفية وعليه ان لا يلقي التهم جزافا ليبرر فشله،
وقال ان “المشكلة مع نوري المالكي انه لا يلتزم كلامه ووعوده التي يقطعها أو عهوده التي يوقعها. فالسياسي يحترم كلمته، فما بالك اذا ما وقع اتفاقاً. هذا الرجل لا يوثق به لأنه لا يلتزم”.
وقال علاوي: “الآن وصلنا الى لحظة عشية الانتخابات المقبلة، فإما ان تعدل العملية السياسية وإما لن أكون جزءاً من عملية سياسية تضرب الوحدة الوطنية العراقية، وتضرب الانتماء العربي والاسلامي للعراق، لا يشرفني ان اكون جزءاً من عملية سياسية تديرها إيران في العراق، ولا يشرفني أن تكون إيران هي صاحبة العملية السياسية وسأكون ضدها سلمياً”.
وقال علاوي ” لا أعرف قاسمي سليماني ابداً، ولم يحدث ان رأيته اطلاقاً. لكني اعرف ان الايرانيين لا يحترمون السياسيين العرب والعراقيين، هذا ما قلته للسفير الايراني في بغداد، وحدث أن أبلغني رئيس الجمهورية جلال الطالباني بأن الايرانيين مستعدون لاستقبالي بصفة رئيس دولة، هذا كان قبل مرضه بنحو شهرين، رفضت لأني لا أريد استقبالات أياً كانت، لست مستعداً لزيارة طهران، فليأتوا الى بغداد لألقاهم لمناقشة موضوعات محددة تضع حداً لتدخلهم في الشأن العراقي، وبعد نحو أسبوع جاءني موفد من طالباني يبلغني بأن الإيرانيين لا يستطيعون المجيء الى العراق بحجة توتر علاقتهم مع الاميركيين، ولأن الرئيس متعب ولا يستطيع السفر فقد اقترح الموفد أن نقوم سوياً بعبور الحدود إلى إيران لنجتمع مع مسؤولين ايرانيين ومنهم قاسمي سليماني، قلت للموفد: يا رجل هل فقدت رشدك لأذهب سراً إلى إيران، وأنا أول رئيس وزراء عراقي ورئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان”.
وأضاف علاوي، قلت للسفير الإيراني: ابحثوا عن أصدقاء في العراق ولا تبحثوا عن عملاء، نحن نريد ان نبني معكم علاقات ندية تقوم على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وقلت له: أنتم واهمون إذا اعتقدتم انكم ستبتلعون العراق والمنطقة، التي لن تكون إيران في منأى عن أزماتها”.
ومضى يقول”لن يحدث أن أقوم بتقديم فروض الطاعة بزيارة ايران كما يفعل غيري. هذا لن يحدث مطلقاً وعلى حياتي، لن أكون تابعاً لأي جهة كانت مهما كانت الظروف”.
وأضاف: لا يهمني موقف اميركا التي وقفت هي وايران ضدي، ولن استزلم لهما، وأفضل أن أجلس في بيتي على ان اقوم بهذا الفعل. لقد دعاني الايرانيون مرات عديدة ولكنني كنت اتساءل: لأي هدف أزور طهران؟!
ولفت علاوي ان “البلاد تواجه ثلاثة احتمالات حيال انتخابات نيسان المقبل، الاول هو ان لا تجري الانتخابات في الوضع الامني المتفجر، وهذا يعني انه لن يكون هناك مجلس النواب بعد 15 حزيران فضلا عن غياب رئاسة الجمهورية منذ اكثر من عام”.
اما الاحتمال الثاني فيكون بـ”اجراء انتخابات ستكون دموية وملامحها بدأت تظهر منذ الان، وبذا فلن تعكس ارادة الشعب العراقي، الذي يعزف اصلا عن العملية السياسية التي لم تقنعه اساسا، حسب علاوي، الذي يعتقد ان نُذُراً سوداء تتجمع لتدفع بالاحتمال الثالث الى المقدمة “اذ يبقى الوضع كما هو فيتمزق العراق لا قدّر الله”.
على ان علاوي يرجح ان تجرى انتخابات دموية لا تعكس وضع الشارع العراقي، ودليله في ذلك ما يحدث حالياً، مثل تقسيم المحافظات واستحداث اخرى جديدة، “وكأن هذه المشكلات هي التي تقض مضجع العراق، وليس القاعدة والعنف والطائفية والمحاصصة”.
واعتبر ان “تقسيم المحافظات قرار سياسي يستهدف التقسيم على أسس عرقية وطائفية وقومية، وهي سياسة لا وطنية ستفضي الى مشكلات على الحدود والثروات وتركيبة السلطة”.
وقال علاوي: لن نسمح لنوري المالكي أن يبقى في السلطة، وهو موقف نتقاطع فيه مع السيد مقتدى الصدر، وسماحة الأخ عمار الحكيم، والأخ مسعود البرزاني، إبعاد المالكي أمر متفق عليه بين قوى سياسية كبيرة يضاف الى ذلك ان الدستور يقول إن ما لرئيس الجمهورية ينطبق على رئيس الوزراء، الذي لا يحق له وفقا لذلك، الحكم أكثر من دورتين، المالكي نفسه صرح بأن رئيس الوزراء إذا ما أخفق في تنفيذ برنامجه خلال دورتين في الحكم فعليه أن يغادر موقعه، أما إذا أرادت قوى خارجية (ايرانية) إعادة فرض المالكي فهذا سيؤجج مشكلة سياسية كبرى في البلاد “.
وقال إنه “بالنسبة للأحداث الدامية في محافظة الانبار فأود ان اقول ان الدستور العراقي ينص صراحة على عدم الزج بالجيش في الشؤون الداخلية، وما يحدث هو دليل فشل النهج السياسي والأمني للحكام، الذين أوجدت سياساتهم مناخات حاضنة للتطرف.
ورفض علاوي “بتاتاً المزاعم بأن هناك دعماً عربياً من دول بعينها للقاعدة في العراق لافشال المالكي الذي أفشلته سياساته الطائفية، وعليه ان لا يلقي التهم جزافا ليبرر فشله. وقال إن “دول الخليج مستهدفة من القاعدة فكيف يزج باسمها في دعم الارهاب في العراق؟!.
وقال ان نظام نوري المالكي يدعم نظام بشار الأسد وهناك تذرع بانه ليس في مقدور العراق التصدي للطائرات الايرانية المتجهة إلى سورية. فضلا عن ذلك هناك مليشيات عراقية تقاتل في سورية إلى جانب النظام، لكني لا أعرف إن كان ذلك يجري بعلم الحكومة أم لا، لكنها تستطيع أن تضع لهذا التدخل حدا.
أرسل تعليقك