بكين - رياض أحمد
يبدأ ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم الاربعاء زيارة رسمية إلى الصين وهي آخر محطات جولته الآسيوية التي شملت باكستان واليابان والهند. ويتوقع أن تشهد الزيارة مباحثات تشمل ثلاثة ملفات رئيسية تتناول العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين البلدين.
وعشية بدء الزيارة قال السفير السعودي لدى
الصين يحيى بن عبد الكريم الزيد إن الرياض تسعى إلى تعزيز العلاقات مع بكين في جميع المجالات بما فيها المجال السياحي .
من جهته، أكد السفير الصيني لدى السعودية لي تشنغ ون أن العلاقات الثنائية تتسم بخصوصيتها، مشيرا إلى أن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي تتمتع بعضوية مجموعة العشرين.
وقال إن العلاقة بين البلدين تطورت حتى وصلت لمرحلة الشراكة الاستراتيجية.
وتُعدُّ السعودية من أهم شركاء الصين في التعاون الاقتصادي والتجاري، وأكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا. وحقق النمو الاقتصادي بين الرياض وبكين أرقاما قياسية، إذ بلغ في عام 2013 أكثر من 73 مليار دولار.
وتولي الصين اهتماما بالغا للتعاون في مجال الطاقة مع السعودية، ويتمتع البلدان بإمكانات التكامل القوية في هذا المجال. وفي عام 2013، استوردت الصين 53.9 مليون طن من النفط الخام من السعودية، ما يمثل خُمس إجمالي واردات الصين من النفط.
وفي مجال البنية التحتية السعودية، تشارك الشركات الصينية في المقاولات بعقد مشاريع كبيرة في كل نشاط، وتأتي بالتقنيات والخبرات الناجحة من الصين، بينما تلتزم بسياسة السعودة لتقديم فرص عمل أكثر محليا. الصين بنت عشرة آلاف كيلومترات من خطوط سكك حديدية عالية السرعة، وستبلغ خطوطها قبل نهاية العام الحالي 12 ألف كيلومتر، وهي الأطول في العالم.
كما تحتل الصين مقاما متقدما من حيث التقنيات وسرعة البناء في هذا الصدد، علما بأن السعودية وضعت الخطة الضخمة لبناء شبكة السكك الحديدية وترقيتها، ويمكن للطرفين تعزيز التعاون في هذا المجال. إن الصين على استعداد لتبادل تجارب التنمية مع السعودية، وتشجيع شركات صينية ذات قدرة عالية وسمعة جيدة على الاستثمار والمشاركة في بناء المملكة، وتقديم المنتجات والخدمات ذات الجودة والتقنية العالية، بما يعزز ويعمق التعاون الثنائي.
تجدر الإشارة إلى أن الصين قد طرحت مبادرة بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الـ21" مع دول آسيا وأوروبا، وتقع السعودية في منطقة التلاقي بين طريقي الحرير البري والبحري، وذلك سيخلق فرصا وآفاقا جيدة للتنمية والازدهار المشتركة للبلدين. ويرى خبراء أنه يجب بذل جهود مشتركة لإحياء قيم طريق الحرير القديم، مما يعود على الشعبين الصيني والسعودي وشعوب الدول العربية الأخرى بمزيد من المنافع الملموسة.
أرسل تعليقك