بيروت - رياض شومان
أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق "أن التحديات التي تواجه الأمن الداخلي العربي متشابهة، من الجريمة العادية والمنظمة، إلى الإرهاب الداخلي والعابر للحدود، إنما ما دام موضوع العنف الإرهابي هو المشترك وقوعا واهتماما، فلا بد من الحديث عن خصوصية لبنانية كالعادة".
وقال اليوم الاربعاء في كلمة لبنان أمام المؤتمر 31 لوزراء
الداخلية العرب المنعقد في مراكش، :هناك، من يعمل عن سابق تصور وتصميم لإعادة انتاج الحروب الاهلية داخل الاسلام وفق برنامج محدد. لا يكفي هؤلاء، سنوات عجاف من ادخال الاسلام في منظومة "صراع الحضارات". يريدون اليوم تحويل الاسلام الى مجرد "حضارة صراعات"، والإسلام بريء من ذلك دينا وحضارة وثقافة. اقول هذا الكلام اليوم بصفتي اللبنانية اولا، قبل ان أقوله بصفتي الاسلامية او يقوله غيري بصفته المسيحية.لقد بتنا نواجه خيارات مصيرية ووجودية".
واعتبر ان هذا "الازدهار للارهاب، ليس أمرا عاديا يمكن معالجته بالقوى الأمنية والعسكرية. واذا كان كبار قادة المؤسسات العسكرية قي العالم يقرون بان لا حل عسكريا او امنيا فقط للإرهاب فماذا نقول نحن! على أي حال، لقد عجزنا نحن في لبنان عن ذلك رغم الفاعلية البارزة للجيش والقوى الأمنية في السنوات الأخيرة. نحن نعرف أن لظواهر العنف هذه أسبابها السياسية والاستراتيجية الناجمة عن التدخل الإيراني، والتدخل السوري في الداخل اللبناني، وليس منذ الآن، بل منذ ثلاثة عقود وأكثر".
واضاف: "ولأن النظام السوري يواجه ثورة، وإيران تواجه تحديات مصيرية كبرى، فقد ارتفعت وتائر الحركة الدموية في سوريا ولبنان. وهذا الأمر مدان بالطبع. لكنني ما قصدت ذلك فقط. بل أردت الوصول إلى أن قسما رئيسيا من هذا العنف الذي تعانيه دول عربية عدة، ومنها لبنان، يعود الى الاضطراب في العلاقات مع إيران، وهو ما يتطلب ان يجتهد السياسيون ووزراء الخارجية وقادة الاحزاب الكبرى وقادة الدول لإيجاد المخارج في مواجهة هذا التحدي كي تصبح البيئات الأمنية أهدأ، ونصبح أقدر على المعالجة والتصدي".
وأشار الى أن "هذا صار ممكنا مع عودة مصر الى الامساك التدريجي بدورها الاقليمي الى جانب المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون التي نتمنى عودة الصفاء الى سماء علاقاتها المشتركة دعما للاعتدال وصونا للسلام الاهلي. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تعيد التوازن العربي في وجه المشاريع الاقليمية من أي جهة أتت. والنص هنا للرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري الى حين اتفاقنا في لبنان على نص بيان وزاري تعرفون مصاعبه والأحرف الاولى والدائمة من اسماء معرقليه."
وختم "هنا يطرح السؤال العربي الكبير: هل لنا شريك في ايران؟ وأجاب: يعتمد هذا على الإيرانيين بقدر اعتمادها علينا. يدنا في لبنان ممدودة إن وجدنا يدا صادقة تقابلها، ولكن دائما تحت عنوان تحرير الدولة من الشراكات الغامضة التي تضع الأصابع والايدي في صلب القرارات السيادية بما يعطل النظام السياسي وينهك الحياة الوطنية ويرفع منسوب الخصوبة في لبنان لان يزدهر الارهاب بكافة أشكاله".
أرسل تعليقك