دمشق - ريم الجمال
رفض أهالي صيدنايا استقبال راهبات معلولا في البلدة، حيث تناقَل ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، عريضة مطوَّلة، مُوجَّهة إلى بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس، البطريرك، يوحنا العاشر اليازجي، تدعوه إلى طرد رئيسة دير مار تقلا في بلدة معلولا الأثرية، الراهبة بيلاجيا سياف، من الخدمة الكنسية
.
وتأتي تلك العريضة على خلفية تصريحات للراهبة تشكر فيها "جبهة النصرة" على معاملتها للراهبات اللواتي كُنّ مخطوفات لديها في يبرود منذ ما يزيد على 3 أشهر، وكذلك على وصف معاملة مقاتلي الجبهة لهن بالحسنة، خلال فترة الاختطاف، إضافةً إلى توجيهها الشكر إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.
وحملت العريضة أيضًا اتهامًا إلى سياف بـ"الانتماء إلى حزب القوات اللبنانية، الذي يتزعمه سمير جعجع، أحد أبرز أعداء القيادة السورية".
وجاء في العريضة؛ "بتاريخ العاشر من آذار/مارس 2014، وزعت عصابة "جبهة النصرة" شريطًا يغطي اللحظات الأخيرة لوجود راهبات معلولا المختطفات مع الخاطفين، ويظهر الشريط تفوهات رخيصة ومشبوهة، أدلت بها الأم بيلاجيا سياف، رئيسة دير ما تقلا، لأحد المسلحين، تغدق فيها ليس فقط عبارات الشكر والامتنان للمجرمين على تعاملهم الإنساني، ولا الدعاء لهم بالنصر والتوفيق وحسب، بل وترجو المجرم الذي تخاطبه إيصال تحياتها إلى زعيم "جبهة النصرة" في منطقة القلمون".
وأضافت العريضة، "حديثها جاء بعد أن تمت صفقة إطلاق سراحهن، وبينما كانت في طريقها إلى الأمن العام اللبناني، وهو ما يعني أنها لم تكن مجبرة على قول ما قالته".
وزادت بالقول، "إذا كان سلوكها وتصرفها وحديثها وهي لمّا تزل في عهدة الخاطفين، كما يمكن لأي ملتمس أعذار أن يرى، فإن ما قالته في مؤتمرها الصحافي بعد أن أصبحت في عهدة السلطات السورية، يؤكد أن كل ما قامت به كان عمدًا متعمدًا، وعن سابق إصرار وتخطيط، ولا علاقة له بالخوف.
وجاء في العريضة، "إن تصرفات سياف يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك ما نشره أحد الصحافيين قبل 6 أشهر، نقلًا عن مصادر مُطَّلعة داخل كنيستكم الموقرة، حين أكد أنها على صلة بالقوات اللبنانية، وأنها كانت توفر خدمات لمسلحي "جبهة النصرة" و"الفاروق" في معلولا".
يأتي ذلك في ما كان التلفزيون الرسمي السوري، ينقل مباشرة على الهواء الصلاة التي أُقيمت احتفالًا بعودة الراهبات إلى دمشق، في كنيسة الصليب، بمشاركة مطارنة على علاقة طيبة بالقيادة السورية، وعلى رأسهم المطران لوقا الخوري، الذي كان حاضرًا في استقبال راهبات معلولا لحظة وصولهن إلى معبر "جديدة يابوس" الحدودي بين لبنان وسورية.
وأضافت العريضة، "لهذه الأسباب كلها وغيرها، إن الموقعين على تلك العريضة يربؤون بإحدى كنائسهم الوطنية، أن تضم بين رعايا راهبة تلطخ سمعتها وسمعة الشعب السوري على غرار الراهبة بيلاجيا سياف، وتطالبكم بمعاقبتها وفق الأعراف والتقاليد المتبعة في الكنيسة".
أرسل تعليقك