نيويورك ـ رياض أحمد
حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة والمعارضة السوريتين، على التحلي بالمسؤولية والعمل على إنهاء المأساة التي ألحقت الضرر بملايين السوريين. وعبر في بيان في مناسبة دخول الأزمة السورية عامها الرابع، عن “الأسف العميق لفشل المجتمع الدولي والمنطقة والسوريين أنفسهم في وقف هذا الصراع المروع”. من جهته
المبعوث العربي والدولي الاخضر الابرهيمي استعاض عن مؤتمر صحافي كان مقرراً أمس الاربعاء ببيان مشترك مع بان كي مون والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الأونيسكو” إيرينا بوكوفا، حضَّ فيه جميع أطراف النزاع على “الوقف الفوري لأعمال تدمير التراث السوري، وإنقاذ التنوع الاجتماعي الثري في سوريا من خلال حماية مواقع التراث العالمي فيها”. وتحدث عن استخدام أربعة مواقع نفيسة لأغراض عسكرية إن لم تكن قد تحوّلت ساحات معارك، وهذه المواقع هي تدمر، وقلعة الحصن، وكنيسة القديس سمعان في القرى العتيقة في شمال سوريا، وحلب، بما في ذلك قلعة حلب.
وكشف ديبلوماسي غربي في نيويورك أن المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت استضاف الى مائدة غداء أقامها في دارته، نظراءه الآخرين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الأميركية سامانتا باور والفرنسي جيرار آرو والروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي مع الممثل الخاص المشترك الابرهيمي الذي "جاء برسالة واضحة مفادها ان مناقشات جنيف عطلها النظام السوري"، موضحاً أنه خلال جولتي المحادثات اقترح "مناقشة الإرهاب والهيئة الحكومية الإنتقالية بصورة متوازية. هذه المقاربة رفضها النظام". كذلك نقل عنه أن اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا "سيفجر العملية السياسية المتمثلة بمحادثات جنيف" لأنه "لا يمكن البحث في عملية انتقالية من جهة واجراء انتخابات تجدد ولاية الأسد سبع سنوات إضافية من جهة أخرى".
وأفاد الديبلوماسي الغربي أن "الجميع ينتظرون موقف روسيا من التحضيرات الجارية لاجراء الإنتخابات في سوريا"، وأن فرنسا قدمت مشروع بيان صحافي يعبر عن "الدعم التام لجهود" الابرهيمي انطلاقاً من بيان جنيف الأول في 30 حزيران 2012. كذلك يعبّر البيان عن “الدعم الكامل لجدول الأعمال الذي يتألف من أربع نقاط والذي قدمه الممثل الخاص المشترك لمعاودة المحادثات: العنف والإرهاب، الهيئة الحكومية الإنتقالية، المؤسسات الوطنية، المصالحة الوطنية والنقاش الوطني”. ويساند المشروع “مقاربة الابرهيمي في التعامل مع النقطتين الأوليين بصورة متوازية والتشديد على ضرورة الإنخراط الأصيل في انشاء هيئة حكومية انتقالية ... لديها كامل الصلاحيات التنفيذية، وتشكل برضى الطرفين”. ورجح أن ترفض روسيا هذا البيان نظراً الى الإعتقاد السائد أن القوات الحكومية السورية تحرز تقدماً على الأرض والى تعمق الخلافات بين الغرب وروسيا على طريقة التعامل مع الأزمة السورية وعلى مواضيع أخرى أحدثها الوضع المتأزم في أوكرانيا.
وقال ديبلوماسي غربي آخر إن “الإبرهيمي لا يريد عقد جولة ثالثة من محادثات جنيف لأنه يريد من روسيا أن تضغط على الحكومة السورية كي تقدم تنازلات وكي تمتنع عن اجراء الانتخابات الرئاسية، ويريد من الدول الغربية أن تضغط من أجل جعل المعارضة أكثر تمثيلاً”. وأضاف أن الابرهيمي “لم يقل بصورة صريحة إنه يريد الإستقالة لكنه يرى أنه لا يمكنه أن يفعل أي شيء. هو متشائم”، مشيراً الى أن أحداً لن يقبل الآن بالقيام بهذه المهمة.
أرسل تعليقك