نيويورك - رياض أحمد
يعتزم الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي زيارة ايران خلال الأيام المقبلة في مستهل جولة يسعى خلالها الى "التعامل مع البعد الإقليمي" للأزمة السورية، بعدما وصلت محادثات مؤتمر جنيف2 الى مأزق كبير بين الأطراف المتحاربين، فضلاً عن "تراجع التفاهمات السورية" بين روسيا والولايات
المتحدة بسبب أزمات دولية أخرى، أبرزها أوكرانيا.
وعكس الابرهيمي حسب مصدر مقرب منه "أجواء قاتمة"حول مهمته في سوريا خلال جلسة مغلقة أحاط خلالها الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن بما آلت اليه محادثات جنيف خلال الشهرين الاخيرين في اطار المساعي الجارية لوضع حد للحرب السورية التي دخلت سنتها الرابعة. وقال أحد الديبلوماسيين الذين حضروا الجلسة في تصريحات صحافية أن الابرهيمي استهل احاطته بالحديث عن الوضع الإنساني، موضحا أن "كل طرف كان يعتقد أن في امكانه تحقيق نصر عسكري على الأرض، غير أن الواقع يفيد أن لا حل إلا الحل السياسي"، مع العلم أن "القوات الحكومية أحرزت تقدماً على الأرض خلال السنة الجارية"، مع "الدعم الحاسم الذي قدمته لها ميليشيات أجنبية في مقدمها حزب الله".
وحذر من أن "استمرار تقدم القوات الحكومية سيؤدي الى فرض حصار على حلب شبيه بحصار حمص". وأفاد أن "الحكومة السورية لجأت الى مناورات مماطلة" خلال جولتي المحادثات في جنيف، ولاحظ أن الإستعدادات التي تقوم بها السلطات لإجراء الإنتخابات الرئاسية "ستدفع المعارضة الى وقف مشاركتها في المحادثات". وأعرب عن اعتقاده أن اعادة انتخاب الأسد لسبع سنوات جديدة "لن يضع حداً للأزمة وسيزيد التوترات الإقليمية".
وخلال مداخلات الدول، طلب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين من الابرهيمي أن يواصل مساعيه الديبلوماسية "بموضوعية"، داعياً الى "عدم التهويل في ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية في سوريا، إذ أن المشكلة الرئيسية تكمن في الإرهاب".
ورد عليه الابرهيمي أن "الدليل الأكبر على الموضوعية هو أني أتعرض للانتقاد من الطرفين على السواء".
وبعد الإحاطة، صرح الابرهيمي: "تحدثت عن أننا نود بشدة مواصلة تنفيذ عملية جنيف، لكننا في حاجة إلى مساعدة المجلس وكل من يستطيع، لضمان أن تكون الجولة المقبلة، عندما تعقد وإذا عقدت، بناءة أكثر من الجولة الثانية".
وحول ما يتعلق بما نسب اليه من أن الانتخابات الرئاسية ستفجر عملية جنيف قال الابراهيمي إن"ما قلته عن الإنتخابات الرئاسية هو أنه ليس هناك، على حد علمي، إعلان رسمي من دمشق عن إجراء تلك الانتخابات، ولكن هناك الكثير من النشاطات التي تشير الى احتمال إجرائها، وإذا حدث ذلك فإنني أعتقد أن المعارضة، كل المعارضة، قد لا تكون مهتمة بالحديث مع الحكومة". وأكد أن معاودة المحادثات يجب أن تكون على أساس مناقشة محاربة الإرهاب وتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية بالتوازي.
وعندما سئل عمن يتحمل مسؤولية فشل المحادثات، أجاب: "ربما أنا".
من جهتها رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة اللوكسمبورية الدائمة لدى الأمم المتحدة سيلفي لوكا أعلنت أن أعضاء المجلس أكدوا دعمهم لمعاودة المحادثات بناء على انخراط حقيقي من كل الأطراف لتنفيذ بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012.
وسئلت عن اقتراح فرنسي لإجراء محادثات متوازية في شأن محاربة الإرهاب وإنشاء هيئة الحكم الانتقالي واعتراض روسيا على هذا الاقتراح مما منع الأعضاء من إصدار بيان صحافي عن سوريا، فأجابت أن "إجراء محادثات متوازية ليس اقتراحاً فرنسياً، لكنه مقدم من الممثل الخاص المشترك وقد عرضه في جنيف الدكتور الإبرهيمي. نعم، لم نتمكن من الاتفاق على بيان صحافي لذا عرضت عليكم بعض النقاط التي تلقي الضوء على مناقشاتنا في المجلس".
وسقط مشروع البيان الصحافي بسبب معارضة روسيا.
وأكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري أن عملية الانتخابات في أي بلد شأن داخلي صرف ولا يحق لأحد التحدث فيه. وقال:"سيتابع مجلس الشعب إعداد قانون الانتخابات العامة وليس قانوناً مرتبطاً حصراً بالانتخابات الرئاسية بل يتضمن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية".
أرسل تعليقك