غزة - محمد حبيب
نقلتْ الإذاعة العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية، الجمعة، قولها؛ إن "جولة التصعيد الحالية تذكرنا بظروف اندلاع الجولات السابقة بما فيها "عامود السحاب"، وتدل عليها التصرفات المتهورة للجهاد الإسلامي".
وأضافت المصادر إلى الإذاعة العبرية، أن "تلك التصرفات من شأنها أن تجر حركة "حماس" وذراعها المُسلَّح
"كتائب القسام" إلى القتال الضاري طويل الأمد، الذي تكون له عواقب وخيمة على سكان القطاع".
وأكَّدت المصادر، أن "الجهاد الإسلامي التي لا تشارك في إدارة الحياة اليومية للسكان في قطاع غزة، تهرول إلى الحرب، وتتجاهل الوضع الإنساني السيئ في القطاع، كما أنها لا تأخذ في الحسبان، تداعيات خروج الموقف عن السيطرة بالنسبة للأهالي".
وأعلنت حركة "الجهاد الإسلامي"، بعد ظهر أمس الخميس، عن "دخول تفاهمات بوساطة مصرية حيز التنفيذ؛ لإعادة تثبيت اتفاق التهدئة، بينما هددت مصادر إسرائيلية رسمية، بـ"تصعيد العدوان الإسرائيلي حال استمرار إطلاق القذائف الصاروخية".
وكانت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" قصفت المواقع العسكرية والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، أول أمس بما يزيد على 130 صاروخًا وقذيفة، وذلك ردًّا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في حق الفلسطينيين.
وأضافت مصادر عسكرية إسرائيلية، الأربعاء، أن "حركة "الجهاد الإسلامي" أطلقت الصواريخ بدعم من "حماس" التي تسيطر على القطاع".
ويتذرع الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ المقاومة الفلسطينية، التي أطلقت من غزة، ردًّا على جرائمه في حق الفلسطينيين، بإغلاق ما تبقى من معابر مع القطاع، يجري من خلالها إدخال جزء يسير من الحاجات الإنسانية الضرورية للمحاصرين من ثمانية أعوام، حيث أغلق الاحتلال معبري؛ كرم أبوسالم التجاري, وبيت حانون, بذريعة إطلاق عشرات الصواريخ تجاه المستوطنات، الأربعاء الماضي, ما يعني عدم السماح بإدخال المنحة القطرية الجديدة من الوقود لمحطة توليد الكهرباء التي تكفي لثلاثة أشهر.
وأكَّد نائب رئيس سلطة الطاقة، فتحي الشيخ خليل، أن "محطة توليد الكهرباء في غزة تتوقف عن العمل غدًا في حال استمر إغلاق معبر كرم أبوسالم التجاري، جنوب القطاع".
وأضاف الشيخ خليل، في تصريحٍ صحافي، مساء الجمعة، أن "ضخ الوقود القطري إلى محطة التوليد، سيبدأ فور فتح معبر كرم أبوسالم، الذي يغلقه الاحتلال منذ الأربعاء الماضي".
وأشار خليل، إلى أنهم "سيضطرون إلى وقف المحطة يوم غدٍ، في حال استمر إغلاق المعبر، بعد نفاد كمية الوقود التي منحتها قطر قبل نحو 6 أشهر إلى غزة"، موضحًا أن "دخول المنحة الجديدة المقررة تكفي لثلاثة أشهر أخرى".
وكان الشيخ خليل حذر من العودة إلى جدول الكهرباء، 6 ساعات وصل، ثم 6 ساعات فصل، إذا لم يتم إدخال الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء بعد المنحة القطرية الجديدة.
ويعد القطاع الصحي في غزة من أبرز القطاعات التي تتأثر بتوقف محطة التوليد عن العمل ما ينذر بكارثة صحية في ظل إغلاق معبر رفح البري أيضًا، ومنع عشرات المرضى من السفر للعلاج في الخارج، تحت حجج وذرائع أمنية مصرية واهية.
وحذَّر مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي في وزارة الصحة، الدكتور محمد الكاشف، من "أن الخدمات الصحية ستتأثر سلبيًّا في القطاع في حال توقف محطة التوليد والعودة لجدول الـ6 ساعات".
وأضاف الكاشف، "توقف المحطة سيزيد الأعباء على المستشفيات، كما يزيد عدد ساعات عمل المولدات غير المهيأة للعمل على مدار الساعة، حيث تستهلك كميات كبيرة من الوقود الشحيح أصلًا".
وأكَّد، أن "انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات في غزة سيؤدي إلى تعطل الأجهزة الطبية الرقمية الموجودة في الأماكن الحساسة، مثل أقسام؛ الكُلى، والعناية المركزة، وحضانات الأطفال، وعناية القلب، والطوارئ، والعمليات، وبنك الدم"، موضحًا أن "تلك الأجهزة تتأثر بتغير تردد الكهرباء التي تصلها".
واستطرد الكاشف بالقول، "نضطر أيضًا إلى فصل التكييف عن غرف العمليات والأقسام الخطرة، بسبب عدم قدرة المولدات على تشغيلها مما سيضيع جهد الأطباء الجراحين، الذين يجرون العمليات، ويؤثر سلبًا على صحة المرضى الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "وزارة الصحة في غزة وضعت خططًا عدة لتوفير الطاقة في المستشفيات عبر إعادة توزيع الأحمال على الأقسام المختلفة"، موضحًا أن "الوزارة أمرت بعض المركز الصحية والمستشفيات غير الرئيسة بفصل الكهرباء في ساعات النهار، عندما تكون الإضاءة جيدة في الأقسام والغرف".
وتابع، "سنضطر لعدم تشغيل أجهزة الأشعة المقطعية والمختبرات؛ لأنها بحاجة إلى طاقة كهربائية عالية، ولا يمكن أن تعمل بالكهرباء التي تخرج من المولدات الموجودة في المستشفيات".
ولفت الكاشف، إلى أنه "سيجري تحديد مواعيد إجراء صور الأشعة والفحوصات المخبرية في الأوقات التي يكون فيها التيار الكهربائي موصولًا من المحطة فقط"، مشيرًا إلى أن "خطة ترشيد الكهرباء التي سيجري العمل بها حال توقف المحطة ستؤثر إلى حد ما في تقديم الخدمات الصحية للفلسطينيين".
وناشد الكاشف، جميع المؤسسات العربية والدولية، بـ"منح غزة مزيد من الوقود لاستمرار تشغيل محطة التوليد, كما نناشد المؤسسات الصحية الدولية بالتوجه نحو دعم القطاع الصحي وتجنيبه أية خلافات سياسية".
أرسل تعليقك