بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
نبّه الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى أن “موضوع اللجوء السوري أصبح يهدد لبنان بأخطار عديدة، فعدد اللاجئين من الضخامة بحيث ليس بإمكان أي دولة بحجم لبنان وبقدراته الاقتصادية المتواضعة ان تتحمله”.
وقال الرئيس سليمان قبل ايام على سفره إلى الكويت لحضور القمة العربية، فلفت إلى ان “هذه القمة يجب ان تأخذ هذا الموضوع
بعين الاعتبار”، وقال: “هناك شيء تم تحضيره بهذا الخصوص، كي يصبح هناك اهتمام وتحفيز للدول العربية على تقاسم الأعباء معنا، اذ لا يجوز ترك هذا العبء على دولة أو دولتين عربيتين وحدهما، فهذا موضوع خطير جدا من منطلق ان الخطر عندما يصل الى بلد عربي سينتقل الى البلدان العربية الأخرى، وكلنا يرى كيف ان الحركات الإرهابية المتطرفة تؤذي كل الدول. وليس بإمكان دولة ان تشيح بنظرها وتقول ان الإرهاب لن يصل إلى أرضي، لاحقا سينتقل الإرهاب إلى كل مكان كما انتقل الى لبنان، هذا الخطر سيلحق كل الدول، لذلك يجب ان نتعاون جميعا على درئه وعلى إصلاح ذات البين وتهدئة الأمور بين الدول العربية”.
ولفت سليمان الى أن“هناك أيضاً موضوع مجموعة الدعم الدولية للبنان التي انعقدت في نيويورك وبالأمس في باريس، ونريد دورا عربيا قويا فيها، وربما نطلب من الدول العربية ان تستضيف اجتماعات كما حصل في باريس، وكما سيحصل في إيطاليا، والكويت لم تقصر فقد استضافت اجتماعين للمانحين. وهناك شق آخر يهم لبنان غير موضوع اللجوء وتقوية المؤسسات والجيش، ومن المفيد ان يقدم الإخوان العرب على مبادرات، مثل الاخوة السعوديين الذين قدموا دعما استثنائيا للجيش اللبناني، والدول العربية القادرة من المفيد ان تعقد لقاءات او تطلق مبادرات ثنائية. وبالنسبة للكويت فهي معنا دائما ثنائيا وعبر الصندوق الكويتي للتنمية، هي لم تقصر أبدا، وفي اللقاءات الثنائية سأطرح هذا الأمر وسأركز على دعم مجموعة الدعم الدولية ودعوة الدول العربية لأخذ مبادرات في إطار تنفيذ خلاصات هذه المجموعة”.
وعن امكانية التمديد له، قال سليمان: “ليس أكيدا ان المصلحة اللبنانية تقتضي التمديد او تتحقق بالتمديد، ربما تتحقق اكثر عبر مجيء رئيس جمهورية جديد، لأنه دائما الرئيس الجديد عند اعتلائه سدة المسؤولية لديه فترة سماح والجميع يتحمس ويتشجع ويلتف حوله، وبذلك يعطي أملا جديدا، اما الرئيس الذي أمضى فترة في الرئاسة فسيصبح هناك اصطفافات معه وضده بشكل بارز، لذلك انطلاقا من هنا أرى أن المصلحة تبقى في تطبيق الدستور وأنا قلت التمديد ليس أمرا دستوريا أي أن النواب ينتخبون الرئيس لست سنوات وهم يمثلون الشعب اللبناني والمجلس النيابي الآن مدد لنفسه، وهو يعطيك الولاية لست سنوات ولاحقا يمددها فهذا لا يجوز وغير صحيح، هناك دول خرجت من هذا الموضوع، واعتمدت حق الترشح لولايتين متتاليتين ولكن بمدة أقصر، ربما وقعوا في أزمات مثل لبنان، على أن يختبر في السنوات الأربع الأولى، إذا كان مرغوبا في بقائه ينتخب لمرة ثانية، وإذا لم يكن مرغوبا يذهب إلى منزله، وبالتالي افضل من ان يبقى ست سنوات.. هذه خبرة الدول التي سبقتنا في الديموقراطية، لذلك افضل أن يحصل انتخابات رئاسية وأن أدعو ممثلي الدول الشقيقة والصديقة من رؤساء دول ووزراء خارجية إلى القصر الجمهوري لحضور التسلم والتسليم بشكل لائق، والكويت ستكون من أوائل المدعوين والحاضرين وهذا يفتح باب الأمل للسياحة والاستثمار، من خلال هذه المظاهرة الديموقراطية الحقيقية، مما سيحفزهم على المجيء إلى لبنان، وتكون أول مرة منذ 48 سنة يحصل فيها تسلم وتسليم بهذا الشكل الحضاري أي الانتخاب بشكل طبيعي ثم التسلم والتسليم، ذلك كان يحصل إما قبل أو بعد أو في ظروف مأساوية، آمل أن نكون مبادرين إلى سلوك جديد في الديموقراطية”.
ورداً على سؤال عن الهبة السعودية لتسليح الجيش، قال سليمان: “اذا اردنا تعطيل المشروع نستطيع ذلك، وهو امر في غاية السهولة، فليقولوا لي لا نريد تسليح الجيش وانا “افرط القصة بدقيقة”، اليوم يقولون ان رئيس اركان الجيش الفرنسي اخذ عمولة، نحن لا نستطيع اتهام احد، في فرنسا هناك مصادر تتحدث كثيرا ولا دخل لنا بما يجري بينهم، وهذه العملية منذ اقرت جرى حولها كلام، قيل ان الرئيس سليمان قام بذلك من اجل التمديد له، قلت لهم هل معقول ان السعودية تعطينا المال وتمدد ولايتي كي اقبل هذه الهبة؟ كيف ذلك؟ وقالوا ان الهبة مقابل تمرير الحكومة التي يريدون، ثم تبين ان الهبة اعلنت قبل تشكيل الحكومة الحالية وفي ظل حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي، واعطيت الهبة عبر رئيس الجمهورية باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، واظهر السعوديون شهامة بدعمهم لبنان بتركيبته كلها”.
ورداً على سؤال عن نوعية السلاح الذي سيحصل عليه الجيش اللبناني من الجانب الفرنسي، أجاب: “الفرنسيون تحدثوا عن صواريخ “الكروتال” و”الميسترال” بالنسبة لـ “الكروتال” أبعد مدى، وبالخطط الدفاعية يجب أن ندرس ما الذي نحتاجه أكثر، ولكن إذا أرادوا إنشاء منظومة صحيحة من صواريخ الكروتال فان كلفتها ستتجاوز ثلثي الهبة السعودية، هذا ما يقوله الفرنسيون، وأنا لم أجتمع معهم وحدي إنما استدعيت اللجنة المكلفة من الجيش كي يسمعوا ويناقشوا لأنني لست أنا من يقرر، وقلت يجب إجراء استقصاء أسعار وإذا كان هذا الكلام صحيحا، حضروا ميزانيتكم تريدون صواريخ «كروتال» فقط وأنا معكم، وأتكلم مع هولاند والسعوديين. درسوا الأمر في الجيش وقالوا انه لا يمكن استهلاك الهبة في صواريخ “الكروتال” وعندنا حاجات كثيرة، فذهب الخيار إلى “الميسترال”، ونوعية القتال ضد إسرائيل مختلفة”.
وفي شأن الخروقات السورية للسيادة اللبنانية، قال سليمان: “الحل هو باعلان بعبدا الذي يؤدي إلى عودة كل طرف إلى بلاده، ونضرب بيد من حديد ونتضامن بالداخل لمنع الانتحاريين، اعلان بعبدا هو السبيل لتحقيق كل شيء، ولإطلاق يد الجيش في الدفاع عن الحدود ويمنع الاعتداء على لبنان، والدليل في موضوع الانتحاريين والانجازات التي تحققت في الحد من هذه العمليات، كما يجب عدم التدخل بالشأن السوري من قبل كل الاطراف، حتى على مستوى التحريض الاعلامي يجب الا نجعل الشعب السوري هدفا سياسيا، «الطائف» يقول بالعلاقة المميزة عبر عدم تأجيج الخلافات في سورية ونحن مع كل السوريين ولسنا مع جزء منهم، لذلك الاشتراك أو تأجيج الخلافات هو امر خطير”.
وعما إذا كان هناك قنوات مفتوحة مع القيادة السورية، قال سليمان: “عبر القنوات والمؤسسات الموجودة من وزراء وأمنيين ويجب الا تنقطع، هناك علاقة مؤسسات”.
وعن الرسالة التي يوجهها إلى مجلس التعاون الخليجي، أجاب: “رسالتي هي لبنان، انا كنت اقول دائما لامير الكويت وللملك عبدالله، لبنان بحاجة لمحبتكم لكن عليكم ان تنصحوا مجلس التعاون الخليجي بعدم اتخاذ اجراءات بحق اللبنانيين لأن ذلك حرام، اليوم بسهولة نقول ان هذا الشخص مع حزب الله، اذا كان عاطفيا مع الحزب لا بأس طالما انه لم يقم بتخريب، يجب الانتباه لهذا الامر، هؤلاء لبنانيون يحبون الخليج والخليجيين وهم يمرون بظروف صعبة، الامر يحتاج الى نظرة رحمة اكثر من القوانين الصارمة، ان شاء الله تمر هذه الغيمة عن لبنان وعن الوطن العربي.الآن يجب ان يعود الخليجيون إلى لبنان، صحيح كان هناك بعض التوتر السياسي والامني لكن الأمور ارتاحت الآن، وهذا الجو يجب أن يُعمل عليه بجدية ومجددا لكي يتطور ايجابيا”.
أرسل تعليقك