القرم - رياض أحمد
تنطلق صباح الأحد عملية الاستفتاءالمتوقع على نطاق واسع أن ينقل السيطرة على شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود من أوكرانيا إلى موسكو، على رغم من التهديد بفرض عقوبات والإدانة من جانب حكومات غربية التي استبقت نتائجه بالتأكيد على رفضها جملة وتفصيلاً.
وعشية هذا الحدث استخدمت
روسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار غربي يندد بالاستفتاء في حين امتنعت الصين عن التصويت على هذا المشروع في مجلس الامن. وهكذا رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتا اذ ان روسيا بصفتها عضوا دائما تستطيع منع اقرار اي مشروع قرار في هذا المجلس.
وفجر الاستفتاء الذي يجري اليوم والذي وصفته كييف بأنه غير قانوني أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ حقبة الحرب الباردة وزاد التوتر ليس في منطقة القرم فحسب بل في شرق أوكرانيا أيضا حيث قتل شخصان في اشتباكات وقعت في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وساد الهدوء شوارع العاصمة سيمفروبول على رغم تراجع الوجود العسكري المكثف في المدينة الهادئة عادة.
وقال رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف الذي لا تعترف كييف بانتخابه الذي جرى في جلسة مغلقة للبرلمان الإقليمي إن هناك عددا كافيا من أفراد الأمن لضمان مرور استفتاء الغد بسلام. وأضاف للصحافيين: "أعتقد أن لدينا عددا كافيا من الأشخاص -أكثر من عشرة الآف من "قوات الدفاع الذاتي" وأكثر من خمسة آلاف في وحدات مختلفة بوزارة الداخلية وأجهزة الأمن لجمهورية القرم".
وفي كييف وافق البرلمان الأوكراني في اقتراع على حل برلمان القرم الذي ينظم الاستفتاء ويدعم الوحدة مع روسيا.
ونادى أحد الزعماء القوميين البرلمان الأوكراني بضرورة فرض عقوبات على برلمان القرم لإثناء الحركات الانفصالية عن مساعيها في شرق أوكرانيا الذي تسكنه غالبية تتحدث الروسية.
ولا يعترف أكسيونوف ولا موسكو رسميا بسيطرة القوات الروسية على القرم ويقولان إن آلاف الرجال المسلحين الذين يظهرون في أنحاء المنطقة ينتمون لجماعات "الدفاع عن النفس" التي تشكلت لتحقيق الاستقرار.
لكن الجيش الروسي لم يفعل شيئا يذكر لإخفاء وصول آلاف الجنود والشاحنات وناقلات الأفراد المدرعة والمدفعية. وعرف رجال ملثمون بالمنشآت العسكرية الأوكرانية في القرم أنفسهم بأنهم جنود روس.
وتؤجر موسكو ميناء سيفاستوبول في القرم من كييف كقاعدة لأسطولها في البحر الأسود. وينص الاتفاق على إمكان تمركز ما يصل إلى 2500 جندي هناك لكن ليس على الأراضي الأوكرانية.
يأتي ذلك التدخل في أعقاب سقوط الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في 22 شباط/فبراير وسط احتجاجات في الشوارع في كييف على قراره التخلي عن اتفاق تجاري مع أوروبا لصالح توثيق العلاقات مع روسيا.
ومن المتوقع أن يختار أغلب الناخبين في القرم وعددهم 1.5 مليون الانضمام إلى روسيا في الاستفتاء مما يعكس وجود غالبية منحدرة من أصل روسي هناك. وبالنسبة للعديد من السكان المحليين يعد الخيار اقتصاديا بقدر ما هو سياسي.
أرسل تعليقك