غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
أكَّدت حركتا "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، أن غالبية الفصائل الفلسطينية تُجمع على رفض المفاوضات الفلسطينية الاعتراف بيهودية الدولة، التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه من خلال الضغوط الأميركية والإسرائيلية على الرئيس محمود عباس، مستغلة الظروف المأساوية التي تعيشها الأمة العربية".
وأوضحت الحركتان، أن "لا
إسرائيل ولا أميركية ولا غيرهما، يستطيع أن يفرض علينا الشروط والإملاءات للقبول بيهودية الدولة، أو بالتنازل عن ذرة تراب من أرضنا، وأن أي اتفاق ينتقص من حقوقنا شيء لن يكتب له النجاح".
وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي"، نافذ عزام، "لا يجوز للرئيس محمود عباس أن يقبل بالضغوطات الأميركية الإسرائيلية، التي تطرح فكرة يهودية الدولة، رغم إصراره في السير في طريق المفاوضات التي ترفضه "الجهاد" من حيث المبدأ".
وأضاف عزام، في تصريح صحافي الأحد، "هناك شيء ثابت للفلسطينيين، وهو رفض القبول بشروط إسرائيل، فلا يجوز التفاوض أو مناقشة يهودية الدولة أو طرحها على طاولة التفاوض".
ولفت عزام، إلى أن "القبول بيهودية الدولة تعني نسف كل الثوابت التي ضحى من أجلها شهداء الشعب الفلسطيني، ويلغي أية مشروعية لجهاد شعبنا وكفاحه، من أجل تحرير المسجد الأقصى المبارك".
وأوضح، أن "هناك إجماعًا فلسطينيًّا سواء كان اتجاههم السياسي؛ إسلامي، أو وطني، أو قومي، أو من المنظمات، أو الفصائل، على رفض يهودية الدولة مهما اختلفوا في قضايا أخرى، ويجب علينا أن نتمسك بالثوابت الفلسطينية"، مؤكدًا أن أميركا أو إسرائيل لا يستطيعان أن يجبرا الفلسطينيين على القبول بشيء لا يريدوه وترفضه دماء الشهداء".
وبشأن الموقف العربي، قال الشيخ عزام، "الموقف العربي ضعيف طوال الوقت، ولم يُقدِّم ما هو مطلوب منه للقضية الفلسطينية، فلا يحوز أن يتخلوا أو يضغطوا في اتجاه القبول بيهودية الدولة، فهذا غير منطقي وغير أخلاقي".
من جهته، أكَّد القيادي في "حماس"، الدكتور صلاح البردويل، أن "أي اتفاق بين الرئيس عباس، والرئيس الأميركي أوبامان يتم التوقيع عليه، وينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني ذرة واحدة، لن يكتب له النجاح".
وأوضح البردويل، أن "90% من أبناء شعبنا، لم يفوضوا عباس للتفاوض باسمهم"، مضيفًا "كل فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، و"الجهاد الإسلامي"، وحركة "حماس"، وجزء كبير من حركة "فتح"، لم يفوضوا عباس للتفاوض باسمهم، ولذلك فعباس في واشنطن لا يُمثِّل إلا نفسه، والفريق المصاحب له".
ونفى البردويل، "وجود أي تواصل بين "حماس" وعباس، بشأن الجهود الأميركية للتسوية"، موضحًا أنه "لم يتم أي اتصال بين "حماس" وعباس لا قبل ذهابه إلى واشنطن ولا بعدها، لا من طرفه ولا من طرفنا، وعباس في واشنطن لا يمثل الشعب الفلسطيني".
وقلَّل البردويل، من "الرهان على ضعف العالم العربي وانشغاله بقضاياه الداخلية لتمرير أي اتفاق ينتقص من الحقوق الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "الوضع الحالي فرصة تاريخية ذهبية للأميركيين والإسرائيليين؛ لأن يفرضوا ما يشاؤون على الشعب الفلسطيني، ولا يوجد طرف عربي يُشكِّل شبكة أمان للحقوق الفلسطينية، فالوضع العربي يعيش حالة من التردي والقيادات العربية منهمكة بالحفاظ على مناصبها، وبالتالي هم يظنون أن الوقت مناسب لتمرير مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس توجه أمس السبت، إلى الولايات المتحدة، ويبحث، الإثنين، مع الرئيس الأميكي، باراك أوباما، مفاوضات السلام مع إسرائيل، التي تنتهي مهلتها في نهاية نيسان/أبريل المقبل، لكن من دون أي مؤشر على تقدم يتيح تمديدها.
أرسل تعليقك