بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
أثار تجدد القصف الصاروخي السوري، على السلسلة الشرقية للحدود بين لبنان وسورية بشكل متقطع بعد ظهر الإثنين، على قرى البقاع الشمالي الشيعية، أجواءً من التوتر، في المنطقة.
وتنادى المواطنون عبر المساجد، لمنع التجول في بلدة عرسال السنية، التي استهدفت ببعض القذائف الصاروخية، وفي القرى الشيعية المحيطة
بـ"النبي عثمان"، و"اللبوة"، و"العين"، وتلك المطلة على عرسال، والتي يقاتل أبناؤها إلى جانب الجيش السوري، ضد الجيش السوري الحر، في يبرودن والقرى المجاورة لها، في منطقة القلمون السورية.
ودانت السفارة الأميركية، في بيروت، ظهر الإثنين، في بيان لها، "أعمال العنف الأخيرة في لبنان، بما في ذلك تجدد الاشتباكات في طرابلس، وتفجير الليلة الماضية، عبر سيارة مُفخَّخة، في "النبي عثمان"، مجددة "دعوتها لأن يكون لبنان بمنأى عن العنف في سورية"، وداعية "جميع الأطراف في لبنان إلى احترام سياسة النأي والامتناع عن الأفعال التي تهدد استقرار وأمن لبنان".
وسادت حالة من القلق في بلدة اللبوة، في البقاع، ظهر الإثنين، بعد سقوط 6 صواريخ على بلدتي اللبوة، والنبي عثمان، حيث أفيد عن إصابات عدة بين المواطنين، قبل أن تشيع البلدة قتيلها عبدالرحمن القاضي، مسؤول "حزب الله"، الذي قضى في تفجير انتحاري مساء الأحد، في البلدة ذاتها.
وتزامنت العمليات العسكرية مع غارات للجيش السوري، على تلال عرسال، استهدفت الطرق الوعرة ما بين بلدات فليطة، ورأس المعرة، ورنكوس السورية، التي لجأ إليها المقاتلون السوريون من يبرود، والأراضي اللبنانية المؤدية إلى عرسال ومحيطها.
وأكَّدت مصادر أمنية، أن "مواقعًا لـ"حزب الله"، في البقاع اللبناني، قصفت جرود عرسال، من دون أي حرج"، مؤكدة أنها "استهدفت المنصات التي أطلقت منها الصواريخ على البلدات الشيعية في اللبوة والنبي عثمان، ومحيطها، والتي أدت إلى إصابة مواطن في اللبوة، و3 آخرين في النبي عثمان، وأضرار مادية بالغة".
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر، أن "طريق "اللبوة-عرسال" لا يزال مقفلًا بالسواتر الترابية، احتجاجًا على التفجير الذي وقع في الأمس في النبي عثمان، بينما الوضع لا يزال مشحونًا من اللبوة وصولًا إلى العين والفاكهة".
وأضاف رئيس بلدية اللبوة، رامز أمهز، "نناشد الأهالي التهدئة فيردون علينا بالصواريخ، ودعا الدولة إلى وقف حركة المسلحين في عرسال، ونحن سنضع يدنا في يدهم".
ولفت أمهز، إلى أن "إقفال الطريق سيستمر، وهو لصالح الجميع؛ لأن الطريق خطر، وننصح الناس بعدم التجول" مضيفًا أن "رأس الفتنة في عرسال، وهو معروف، وهو أبوطاقية، ونطالب بإخراجه من وكره".
وختم بالقول، "تردني اتصالات من مكتب رئيس مجلس النواب، ورئيس حركة "أمل"، الرئيس بري، ومكتب الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، تحذرنا من الانجرار إلى الفتنة، ولذلك نحن نناشد أهل عرسال أن يساعدوا الدولة، ويفتحوا البلدة أمام الدولة، وعليهم اتخاذ موقف جريء، ونريد ردة فعل جدية من رئيس بلدية عرسال".
وأكَّد بيان لقيادة الجيش اللبناني، بشأن عمليات القصف على قرى البقاع الشمالي الشيعية، أن "صاروخًا سقط، ظهر الإثنين، داخل بلدة اللبوة، بالإضافة إلى سقوط 3 صواريخ أخرى في محيط بلدتي اللبوة والنبي عثمان، مصدرها الجانب السوري، مما أدى إلى جرح أحد المواطنين، ووقوع أضرار في الممتلكات، بينما سيرت قوات الجيش دوريات في المناطق المستهدفة، كما باشر الخبير العسكري الكشف على أماكن انفجار الصواريخ".
وكانت التقارير الأمنية، تحدثت عن "العثور على سيارة مُفخَّخة جديدة في اللبوة، وتحركت القوى الأمنية لتفتيشها، وما زالت تضرب طوقًا في المنطقة دون تأكيد الخبر".
وجاءت تلك المعلومات في وقت، قال فيه رئيس بلدية اللبوة، "تجري مطاردة سيارة "غراند شيروكي" سوداء اللون، يشتبه أنها مُفخَّخة فرّت في اتجاه سهل اللبوة"، مشيرًا إلى أنه "تم العثور على حزام ناسف رماه أحد الأشخاص قبل فراره إلى الجرود من دون التمكن من توقيفه".
أرسل تعليقك