القاهرة ـ محمد الدوي
القاهرة ـ محمد الدوي
كشف وزير الخارجية، نبيل فهمي، عن "مبادرات، سيعلنها الرئيس المؤقت، عدلي منصور، أمام القمة العربية المقرر إقامتها في الكويت"، رافضًا "الإفصاح عنها"، قائلًا "إننا لن نسمح لأحد أن يتدخل في شؤوننا أيًّا كان من الشرق أو الغرب أو حتى من المنطقة". وأضاف فهمي، في تصريحات صحافية، عقب انتهاء أعمال وزراء الخارجية العرب
، أن "هناك تحديات كثيرة وكبيرة يتعين أن نتفاعل معها في العالم العربي وليس في مصر وحدها، وعلى رأسها؛ قضية الإرهاب والتطرف والرجعية الفكرية، ومحو الأمية، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والقضية الفلسطينية، والسعي إلى إقامة دولة علي حدود 67 والقدس الشرقية، والوضع في سورية، بما يحمله من مخاطر ترتبط بتنازع تيار الطائفية على حساب التوجه الوطني للدول العربية".
وأوضح وزير الخارجية، أن "هناك وضعًا مترديًا يشمل الجميع بمن فيهم مصر، "أم الدنيا" كما نقول، وحضور مصر هذا المؤتمر، كان للمصارحة للحفاظ على الهوية وإقامة الدولة في العالم العربي، كما أننا سنتحاور فيما يهم العالم العربي، وتعظيم دور الجامعة في ظل ما نواجهه من تحديات".
وعن تعثر التوصل إلى مصالحة خلال اجتماعات وزراء الخارجية، أوضح فهمي، أن "هناك خلافات واختلافات ليس بين مصر وقطر، وإنما مع دول عربية أخري"، وقال: "هذا وقت أفعال وليس أقوال، ونحن نُثمِّن دور الكويت في العمل على توفيق الأوضاع، وهذا هدف لنا أيضًا، وإنما المسالة فيها مشاكل كثيرة، وتتعدى المجاملات لكي تعود الأمور إلى نصابها، ويجب أن نشهد عملًا جادًا وتغيرًا جذريًّا، ويجب عدم رفع التوقعات".
وبشأن إذا كان طلب من نظيره القطري تسليم متهمين مصريين، قال فهمي؛ "نعم طلبنا من قطر تسليم متهمين لديها تطبيقًا للقانون الدولي، والتزامًا بالاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب"، لافتًا إلى أنه "لم يلتق وزير خارجية قطر، وإنما التقاه في صالة الاجتماع عبورًا حيث كان هناك اجتماع ولقاء جماعي".
وبشأن تأزم العلاقات المصرية الليبية؛ بسبب اختطاف المصريين، قال؛ إنه "من الصعب على السلطات الليبية، توفير الأمن الكامل للمصريين، وليس أمامنا سوى أن نُحذِّر مواطنينا، لكن أي خلاف سياسي لا يجب أن ينعكس على أي من مواطني البلدين، ويجب أن يشعر كل منهما بالأمان خلال تواجده في البلد الآخر، ونحن لا نقبل أن تتغير الرؤية تجاه مصر نتيجة تغيير قيادة مصرية أو رئاسة؛ لأن تغيير النظام قرار مصري يخص المصريين وحدهم، ويجب أن نؤمن بعضنا البعض ونحن جيران".
وأوضح فهمي، بشأن القضية الفلسطينية، أنه "لا يمكن أن يكون هناك سلام في ظل استمرار الاحتلال، ولابد من إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكدًا "أننا سنظل نجتهد مع الطرف الفلسطيني حتى يتحقق ذلك، والتفاوض لابد أن يكون له أفق ونهاية واضحة".
وفي شأن موضوع سد النهضة، قال، إنه "لا يمكن حلَّه دون التعاون الجماعي، وعبر استثمار أجنبي، وهذا يتطلب التوافق بين تلك الدول، ومن ثم قناعتنا أن هذا لن يتحقق إلا بالتفاهم والتعاون، ونحن لن نستمر في تفاوض ما لم يكن جادًا، ودون ذلك سنقترب من الأزمة ونحن نشرح الموقف لكل من نتعامل معه، ولم نطرحها أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب".
وعما إذا كانت مصر تسعى إلى استغلال علاقات واستثمارات دول خليجية لدي أثيوبيا للضغط عليها وتغيير موقفها؛ قال فهمي؛ "هناك الكثير ما يقال بهذا الخصوص، لكن غالبية تلك الأخبار غير صحيح، ومن يريد الخير للأخوة العرب عليه أن يحترم وأن يلتزم بعدم الدخول في موضوعات وقضايا تمس الأمن القومي".
وردًّا على سؤال بشأن تفسيره لغياب وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، عن اجتماع وزراء الخارجية، قال إن "مسألة المصالحة لم تكن مطروحة، وإذا كانت هناك رغبة فيها، فإنها لا تحتاج أي عمل جاد"، مشددًا على أن "المسألة كبيرة وفيها جرح كبير، وتحتاج إلى بعض الوقت لكي يتم معالجتها جذريًّا"، آملًا أن "تبدأ بخطوة من الكويت ليس من أجل المصالحة فقط، وإنما لأجل وضع أطر للمعالجة السليمة".
ونوَّه الوزير المصري، إلى "أنهم على أمل أن يشهدوا في الكويت بداية معالجة حقيقية وليس مجرد مصالحة، معتبرًا أن "الجرح عميق وحتى لو توصلنا إلى صيغة، فإنها تحتاج إلى بعض الوقت لترجمة هذا الأمر إلى أفعال"، مشيدًا بـ"دور وجهد الكويت في هذا المجال".
وبشأن الموقف المصري من حركة "حماس"، واعتبارها إرهابية، وتُهدِّد أمن مصر، أكَّد فهمي، "نحن نُدعِّم القضية الفلسطينية، ونريد إقامة الدولة على حدود 67"، وتابع قائلًا، "من يتدخل في الشأن المصري أيًّا كان دون توجيه اتهامات لأحد، سيكون له حساب آخر، والحوار الأيديولوجي الفلسطيني لا شأن لنا به، وما يهمنا هو عدم التدخل في شؤوننا".
وأكَّد أن "الموقف المصري من "حماس" ينصب على سلوكها داخل مصر، وليس خارجها"، موضحًا أن "مصر تُدعِّم القضية الفلسطينية"، مستنكرًا "الحديث عن التدخل في غزة".
ونوَّه الوزير، إلى أن "مصر هي من توصل إلى اتفاق مع إسرائيل بضمانات لم تشهد خلالها أية توترات أو مواجهات بين "حماس" وإسرائيل إلا في الوقت الجاري".
وأوضح فهمي، أن "الانفتاح علي روسيا ومن بعدها الصين واليابان، يؤكد الحرص على استقلال قرارنا ليس بهدف استبدال طرف بآخر، أو قطب بآخر؛ لأن ما يعنينا هو مصالحنا فقط، مشيرًا إلى أن "هذا التعاون لن يقتصر على مجال التسلح فقط، وإنما سيشمل كل ما يحقق مصالح مصر وأمنها القومي".
وبشأن تدشين تعاون خليجي مصري عبر مجلس جديد، قال، "نحن مع أي تعاون عربي، لكن لا يوجد هناك أية حاجة لإنشاء مجالس جديدة، ونحن مع أي تعاون عربي ناجح يؤدي إلى المصلحة العربية".
وبشأن مغزى زيارته المفاجئة إلى لبنان قبل اجتماع وزراء الخارجية، قال إنها "تأخرت كثيرًا، ومصر حريصة على بناء الدولة المنفتحة على العالم، ودعم الدولة اللبنانية التي تحتوي كل الفعاليات"، مُؤكِّدًا أنه "برغم قصر المدة كانت مثمرة للغاية".
أرسل تعليقك