غزة ـ محمد حبيب
تتواصل مُعاناة الفلسطينيّين في قطاع غزة، مع استمرار إغلاق معبر رفح البريّ، والذي يُعدّ المتنفس الوحيد لسكان القطاع، وبوابتهم الوحيدة مع العالم الخارجيّ، حيث ينتظر آلاف العالقين في غزة من ذوي الحالات الإنسانيّة الماسّة لقضاء حاجاتهم فرصة تُمكّنهم من السفر عبر المعبر الذي تُغلقه السُلطات المصريّة لأيام طويلة،
وتفتحه جزئيًّا، ولا تسمح خلالها بالسفر إلا لأعدادٍ محدودة جدًا.
وأكّدت "منظمة التعاون الإسلاميّ"، في تقريرها الشهريّ الذي يتناول الأوضاع الإنسانيّة في قطاع غزة، خلال شهر شباط/فبراير 2014، أنّ السُلطات المصريّة فتحت معبر رفح 5 أيام فقط خلال الشهر، لخروج وعودة المُعتمرين، الأمر الذي سمح بسفر 1,508 من المواطنين طيلة الشهر، وعودة 2524 مواطنًا من ضمنهم عالقين، مشيرة إلى تزايد أعداد العالقين بشكل مضطرد، وخصوصًا المرضى منهم، فبعد تعذّر وصولهم إلى المستشفيات المصريّة، أصبح التوجّه للعلاج داخل الأراضي المحتلة هو الخيار الوحيد أمامهم، على الرغم من المعاناة التي يكابدونها في سبيل الوصول إلى المستشفيات في الداخل الفلسطينيّ.
وأفادت "منظمة الصحة العالميّة"، أن أعداد طلبات الحصول على تصاريح الرعاية الصحيّة قد تضاعفت، وسجّل شهر كانون الثاني/يناير الماضي 1,538، كأعلى عدد منذ العام 2008، في حين لم يُسجّل مجيء أي من الوفود المتضامنة مع قطاع غزة أو قوافل الإغاثة أو الوفود الطبيّة خلال شهر شباط/فبراير، نظرًا للأحداث الجارية في مصر.
واعتبر المستشار السياسيّ لرئيس وزراء حكومة "حماس" المُقالة في غزة، يوسف رزقة، في تصريح صحافيّ، الإثنين، أن "التعامل المصريّ مع قضية المعبر، لا يزال قائمًا على قواعد غير واضحة، الأمر الذي يُفاقم الوضع الإنسانيّ في القطاع، وأن فتح المعبر ثلاثة أيام كل شهر يعني أن يُمنح الفلسطيّنيون حقهم في التنقل بحريّة بنظام التجزئة المرفوضة"، مُطالبًا السُلطات المصريّة بفتح معبر رفح بشكل دائم وكامل.
وأشار رزقة، إلى أن الاتصالات مع المخابرات المصريّة والسفير المصريّ في رام الله لا تزال مستمرة بهذا الخصوص، وأن القرار السياسيّ الأمنيّ هو الذي يُحدّد فتح المعبر، ولأهداف غير منظورة، ولا أحد في غزة يعلم ما السبب الحقيقيّ وراء ذلك، فيما أعرب عن استهجانه للحجج الأمنيّة التي يُبديها الجانب المصريّ، وخصوصًا تلك المرتبطة بسيناء، مؤكدًا أنها "ليست السبب الحقيقيّ وراء إغلاق المعبر. وأن من حق المواطن الفلسطينيّ بموجب القوانين الدوليّة التنقل بحريّة".
وأعلنت وزارة داخلية حكومة غزة، في بيانٍ لها، أن معبر رفح البري فتح أبوابه أمام المسافرين من الحالات الإنسانية 9 أيام فقط منذ بداية العام الجاري، معتبرةً أن المعبر شبه مغلق منذ أحداث 30 حزيران/يونيو الماضي، حيث لم يفتح أبوابه سوى 88 يومًا بشكل متقطّع، داعية السُلطات المصريّة إلى تحمّل مسؤولياتها القانونيّة والأخلاقيّة بفتح المعبر بشكل فوريّ ودائم، وتقدير معاناة السكان في غزة.
وطالبت وزارة الداخليّة، جامعة الدول العربيّة ومنظمات المجتمع الدوليّ وحقوق الإنسان، بالضغط على مصر لفتح معبر رفح.
ويُشكّل معبر رفح البريّ، بين فتحه وإغلاقه، حكاية معاناة تتلخص في ازدياد حاجات المواطنين في غزة للتنقّل والترحال أينما قضت متطلباتهم الإنسانيّة.
أرسل تعليقك