بيروت ـ جورج شاهين
وصل إلى بيروت مساء الثلاثاء، بابا الأقباط الأنبا تواضروس، آتيا من العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة للبنان تستمر ثلاثة أيام يشارك خلالها في مراسم صلاة الجناز التي ستقام في بيروت لبطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس زكا الاول عيواص، ويلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم الاربعاء، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء غد الخميس ، إضافة إلى
عدد من بطاركة الشرق.
كان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وزير الاعلام رمزي جريج ممثلا رئيس الجمهورية، سفير مصر أشرف حمدي وأركان السفارة، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ممثلا البطريرك الراعي، رئيس طائفة الأقباط في لبنان الارشمندريت رويس الأورشليمي وعدد من المطارنة وأبناء الرعية.
كما وصل إلى بيروت كل من مطران القدس للأقباط الأنبا ابراهام وراعي الكنيسة القبطية في الأردن الأرشمندريت انطونيوس صبحي.
وبعد ترانيم الإستقبال في قاعة الشرف بالمطار، رحب الأنبا إبراهيم بزيارة البابا تواضروس الى لبنان، وقال له: "نرحب بكم بين شعبك وأولادك ورعيتك، وأن مجيء قداستك لهو أكبر دليل عملي لتسجيد الوحدة بين الكنيستين، وامتداد روابط المحبة والأخوة بين بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبين غبطة بطريك إنطاكيا للسريان الأرثوذكس، وكنا نود لو كانت زيارتكم في مناسبة أسعد، ولكن هذا هو قضاء الله".
بعد ذلك تحدث تواضروس عن زيارته الى لبنان، فقال: "أنا سعيد للغاية بزيارة لبنان، لبنان الدولة العربية الجميلة، والتي كنا نقرأ عنها في الكتب كثيرا، عن جمال هذه البلاد، وكنا نقرأ عنها أيضا في الكتاب المقدس كثيرا، وقد تعلمنا في مدارسنا كثيرا عن شعراء لبنان وأغاني وموسيقى لبنان والفن في لبنان".
أضاف: "هذه هي المرة الأولى التي آتي بها الى لبنان بالطائرة، فمنذ حوالي 16 سنة وكنت في بداية أسقفيتي زرت لبنان لمدة 4 أو 5 ساعات آتياً من سوريا عن طريق البر، ولكن هذه هي المرة الأولى التي آخذ فيها بركة هذه البلاد المباركة.
وتابع يقول: "بالحقيقة جئنا في مناسبة، وهذا ترتيب الله، لكي نشارك في وداع إنسان فاضل، وبطريرك عالم قاد الكنيسة السريانية في سوريا ولبنان وكل العالم، بإعتباره الرئيس الأعلى للسريان في العالم كله، ومحبة قوته تربط بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية، ونحن نسميها كنائس شقيقة، وطبعا عندما نتذكر المشوار الطويل الذي قطعه المتنيح قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص مع المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، ومع كل الآباء المطارنة والأساقفة في رعاية وحفظ الإيمان المستقيم، نتذكر مشوارهم ومحبتهم وتبادلهم للزيارة بإستمرار، وأذكر أنه في الفترة الأخيرة تحدثت مع المتنيح قداسة البطريرك هاتفيا، وزرت مقر كنيسة السريان مار يعقوب السروجي، وكانت محبة كبيرة تجمعنا، وهو شارك رغم الظروف الصحية في توديع البابا شنودة في القاهرة، كما شارك بعد ذلك بسبعة أشهر في حفل تجليسنا في تشرين الثاني في 2012. إن محبة البطريرك مار أغناطيوس الأول عيواص محبة كبيرة، وقد حضرت مع وفد لنعبر ولو بقليل عن مقدار المحبة التي يحتلها قداسة البطريرك".
وعن الوضع في المنطقة العربية واحزان المسيحيين فيها قال بابا الأقباط: "هي مرحلة تغيير في كل شيء، وتطوير كل شيء، ودائما قبل إنطلاقة الشعوب والأفراد يكون هنالك شكل من عدم الإستقرار، وأنا شبهتها في مرة من المرات كما لو أننا نجلس لنشاهد فريق الكرة يلعب، ويأتي اللاعب يريد أن يدخل الهدف، فيقف أمام الكرة ويتراجع الى الخلف قليلا، ثم يندفع ويصوب ويحقق الهدف، نحن في هذه الصورة".
وعن لقائه المرتقب مع رئيس الجمهورية، قال تواضروس: "همومنا ومشاعرنا نرفعها الى ربنا أولا بصلواتنا وأدعيتنا، ولكن وفي الوقت نفسه، وأنا لأول مرة أتشرف بلقاء فخامة رئيس الجمهورية وسوف تكون فرصة للتعاون ولتبادل بعض الشؤون، وفي كل صداقة جديدة فتح جديد".
وعن اللقاء مع البطريرك الماروني، قال: "لقد تحدثنا هاتفيا وتقابلنا في القاهرة، وستكون فرصة لنا للقاء على أرض لبنان".
أرسل تعليقك