بيروت - رياض شومان
كشفت الأم بيلاجيا سياف رئيسة دير معلولا اللاتي جرى الإفراج عنهن ضمن صفقة التبادل بين النظام السوري والمعارضة برعاية قطرية - لبنانية في التاسع من آذار الحالي، أنهن يعشن في أحد المنازل التابعة للبطريركية الأرثوذكسية في وسط دمشق، نافية الأنباء القائلة عن إقامة جبرية فرضت عليهن بعد تصريحات أشدن
فيها بجهود أمير قطر وحسن معاملة (جبهة النصرة)"، وهي التصريحات التي أثارت استياء مؤيدي النظام السوري.
وأوضحت سياف في حديث صحافي عبر الهاتف نشر اليوم الاربعاء، أن "الراهبات يمارسن حياتهن بشكل طبيعي بانتظار أن تصبح الظروف الأمنية مواتية ليعدن إلى ديرهن في مدينة معلولا"، مشيرة إلى أن التصريحات التي أعلنتها قبيل عملية التبادل جاءت بطلب من عميد في جهاز أمن الدولة اللبناني، قال لي قبل الوصول إلى النقطة الحدودية التي جرت فيها مراسم الاستقبال: عليك أن تقدمي الشكر لكل من الرئيس بشار الأسد وأمير قطر الشيخ تميم بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وقد نفذت ذلك، معتقدة أن هذا الأمر يأتي بالتنسيق مع الحكومة السورية. وأضافت سياف: قدموا لي بعد ذلك كيسا عليه صورة سيدة حريصا (السيدة مريم العذراء) فيه صلبان، قالوا لي إنه من اللواء عباس إبراهيم. وطلب منا وضعها على صدورنا.
ووصفت الأم بيلاجيا الظروف التي صاحبت عملية التبادل بالصعبة جدا، مشيرة إلى العرقلة التي حصلت في اللحظة الأخيرة، حيث طلب رئيس المجموعة المعارضة التي كانت تقتادنا، الإفراج عن عائلة أحد قياديي (القاعدة) من السجون السورية. وحين احتج أحد الضباط اللبنانيين على هذا الطلب، قال له قائد المجموعة: اذهب إذن واذبح العائلة وأنا سأفجر الراهبات.. ليتدخل لاحقا الوسيط القطري ويعمل على إيجاد مخرج للمسألة.
وحول كلامها الذي أشادت فيه بحسن معاملة "جبهة النصرة" خلال مدة الاختطاف التي قاربت الثلاثة أشهر، أكدت سياف أن "غضب البعض نتيجة هذه التصريحات مبرر جدا، لأن الجبهة ضد الدولة السورية. ولكن، يجب أن أشهد أمام الله وأقول كلمة حق أن عناصر الجبهة عاملونا بشكل ممتاز، ليس لأنهم جيدون، فقد ارتكبوا مع غيرنا ممارسات سيئة جدا، ولكن معنا كان الأمر مختلفا، ربما لأننا جزء من عملية تفاوض.
أرسل تعليقك