القاهرة – أشرف لاشين، محمد الدوي، أكرم علي
القاهرة – أشرف لاشين، محمد الدوي، أكرم علي
أعلن نائب رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المُسلَّحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، المشير عبدالفتاح السيسي، استقالته من وزارة الدفاع المصرية، مساء الأربعاء، وذلك تمهيدًا لإعلان ترشُّحه لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وقال السيسي في بيان، أذاعه التلفزيون المصري الرسمي، "اليوم هو الأخير الذي أقف فيه
بزي عسكري"، مضيفًا "قضيت عمري كله في خدمة الوطن، وسأستمر في خدمته طوال حياتي".
وأوضح، أنه "لا أحد يمكن أن يصبح رئيسًا دون إرادة المصريين، وأنه يجب إعادة ملامح الدولة وهيبتها"، مشيرًا إلى أن "مهمتنا استعادة مصر وبنائها"، ومؤكدًا أننا "جميعًا أبناء مصر، ولن يكون لنا حسابات شخصية نصفيها".
وأشار إلى أن "كل مصري لن يتم إدانته بالقانون، هو شريك فاعل في المستقبل، بلا قيود"، مشيرًا إلى "أنني أثق في إرادة المصريين في تغيير المستقبل".
وأعلن السيسي، أنه "لن يكون له حملة انتخابية بالصورة التقليدية، وستكون من خلال برنامج انتخابي، ورؤية حديثة، ويتم طرحهم بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات بذلك، وستتم دون إسراف في الإنفاق والممارسات، لأنه غير ملائم للظروف الحالية".
وتابع السيسي، قائلًا، "أعتبر نفسي جنديًّا مُكلَّفًا لخدمة الوطن، وأي موقف تأمر به جماهير الشعب سأكون فيه، ومن اللحظة الأولى أريد أن أكون أمينًا، ونحن المصريون لدينا مهمة شديدة الصعوبة والحقائق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية سواء قبل 25 كانون الثاني/يناير، أو ما تفاقم بعدها وصل إلى حد، لابد أن يكون في مواجهة أمينة وشجاعة لتلك التحديات، واقتصادنا ضعيف، والبطالة هي أمر غير مقبول، وملايين المصريين يعانون من المرض، وهو أمر غير مقبول، ومصر البلد الغني بمواردها تعتمد على الإعانات والمساعدات، وهو أمر غير مقبول، وهم يستحقون العيش بكرامة وأمن وحرية، ويكون لهم الحق في الحصول على العمل والغذاء والتعليم والعلاج والمسكن، وكل ذلك لابد أن يكون في متناول كل المصريين".
ودعا عبدالفتاح السيسي، الذي التحق بالجيش منذ 45 عامًا، أن "يعمل معه الجميع لحل المهام الصعبة، ولابد من بناء إعادة جهاز الدولة، الذي يعاني بحالة من الترهل تمنعه من القيام بواجباته، ولكي يسترد الجهاز تماسكه يجب أن يتحدث بلغة واحدة، وعجلة الإنتاج لابد أن تعمل بقوة في كل قطاعات مصر، ولابد من إعادة ملامح الدولة وهيبتها ومهمتنا استعادة مصر وبنائها"، حسب قوله.
وشدَّد السيسي على أن "مصر لها حريتها وهيبتها والاستهتار في حق مصر لها عواقب وحساب، ومصر ليست ملعبًا لطرف داخلي أو إقليمي أو دولي، ونحن لن نتدخل في شؤون الآخرين ولا نسمح للآخرين التدخل في شؤونا".
وأكَّد السيسي، أنه "لن يكون هناك حسابات شخصية لتصفيتها وصراعات مرحلية"، قائلًا "نمضي ونمد أيدينا للجميع في الداخل والخارج دون إقصاء، ورغم كل الصعاب التي يمر بها الوطن أقف أمام المصريين وكلي أملي في الله، وتغيير مصر إلى الأفضل والتي تستحقه بين الأمم".
وأوضح، أن "القوات المسلحة لم تعمل على إزاحة النظامين السابقين، وإنما الإرادة المصرية العظيمة والشعب من فعلت ذلك، ويحتم علينا أن نبذل جميعًا أقصى الجهد وصناعة المستقبل هو عمل مشترك".
وختم بيانه، بأنه "سيظل يحارب من أجل مصر الخالية من الخوف والفزع والإرهاب، وليس مصر بل المنطقة بأكملها".
وجاء القرار بعد اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بكامل أعضائه، وبحضور الرئيس المصري، المؤقت عدلي منصور، وذلك في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، حسب ما ورد بصفحة المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية.
وأبلغ المشير السيسي أعضاء المجلس باستقالته من منصبه كوزير للدفاع، تمهيدًا لإعلان ترشُّحه للانتخابات الرئاسية رسميًّا، بعد رفع الاستقالة إلى رئيس الجمهورية.
من جانبه، وافق المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإجماع، على الفريق صدقي صبحي وزيرًا للدفاع، ولكن مشاورات مُعلَّقة بشأن منصب رئيس الأركان، بين ألتراس وعسكر والشاذلي في الاجتماع، في الوقت الذي فضلت قيادات فضلت ألتراس لخبرته الكبيرة.
وناقش المجلس تأمين البلاد خلال الفترة المقبلة، ومكافحة الإرهاب، وأكَّد على "وجود رئيس للبلاد يبعد المؤسسة العسكرية عن المشهد السياسي للتفرغ للأخطار التي تتعرض لها البلاد".
وكشف مصدر عسكري رفيع المستوى، أن "المشير عبد الفتاح السيسى وضحت عليه علامات الحزن، وبدا متماسكًا، ولكن لم يستطع أن يتمالك نفسه فبكى، قائلًا إن "القوات المُسلَّحة ستظل جزء لا يتجزأ منه، وأن لديه الثقة أن القوات المسلحة بأبنائها قادرة على تحمل المسؤولية التاريخية التي تمر بها البلاد".
وقال، إن "اجتماع المجلس الأعلى بدأ بكلمة لمشير عبد الفتاح السيسي لكل قيادات القوات المسلحة، وجه خلالها شكر لهم على مساندتهم وتطوير المنظومة داخل المؤسسة العسكرية خلال تلك الفترة، وأن قيادات القوات المسلحة ناقشت أهم قضايا، وهي أن المؤسسة العسكرية تكن كل الاحترام للمشير، ولكنها ستظل طرف محايد في العملية الانتخابية، ولاسيما بعد إعلان ترشحه رسميًّا وستقوم بتأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أيضًا دون الانحياز لطرف على حساب الآخر".
كما كشفت مصادر، أن "المجلس اجتمع في الساعة 2:45 دقيقة بكامل هيئته، وتوافدت قيادات القوات المسلحة على وزارة الدفاع منذ الساعة الثانية، وأن المجلس الأعلى لقوات المسلحة سيعقد بشكل مستمر على مدار اليومين بشكل دائم، وأن المشير جلس مع الفريق صدقي صبحي فترة من الوقت لمناقشة بعض الملفات".
وأشارت المصادر، في تصريحات صحافية، أن "المجلس الأعلى لقوات المسلحة لم يناقش فقط ترشح المشير السيسي للانتخابات، بل ناقش الضغوط والمخاطر الخارجية التي تتعرض لها البلاد، وضرورة التصدي لذلك، ورفع درجة الاستعداد داخل المؤسسة العسكرية خلال الفترة المقبلة، لتأمين البلاد من أي مخاطر وضرورة التنسيق الكامل مع وزارة الداخلية لدفع بقوات مشتركة لتأمين المنشآت السيادية والحيوية، مع ضرورة وضع في الاعتبار أن هناك دولًا لا ترغب في ترشح المشير، وتزيد من دعم عدم الاستقرار داخل المؤسسة، ويجب التصدي لتلك الدول مع دعم العلاقات مع روسيا والصين خلال الفترة المقبلة".
وأكَّدت المصادر، أن "المشير السيسي لن يسمح بأن يضع المؤسسة العسكرية وقياداتها في موقف حرج نتيجة ترشحه، وأن قرار ترشحه شخصي، وهذا ما أكده حتى لا يستغل البعض أن المؤسسة تتدخل في العمل السياسي أو ما شابه".
وأكَّدت "بوابة الأهرام" الإليكترونية، أن "السيسي جمع متعلقاته الشخصية من مكتبه قبل بدء اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة".
وأصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور، قرارًا بترقية الفريق صدقي صبحي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة، إلى رتبة الفريق أول، وذلك خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يترأسه الرئيس منصور، بحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير إيهاب بدوي.
وألمح السيسي (59 عامًا) بقوة في وقت سابق من آذار/مارس الجاري إلى عزمه الترشح للرئاسة، قائلًا، إنه "لا يستطيع أن يدير ظهره لرغبة عدد كبير من المصريين".
وكان يتعين على السيسي الاستقالة من الحكومة، والتخلي عن صفته العسكرية، كي يدرج اسمه في قاعدة بيانات الناخبين.
ويذكر أن اللجنة العليا للانتخابات، ستعلن في مؤتمر صحافي، الأحد المقبل، عن جدول الانتخابات الرئاسية، حيث سيتم فتح باب الترشح في الثلاثين من الشهر الجاري، وهو ما رجح احتمال استقالة السيسي قبل ذلك الموعد.
ويعد المشير السيسي، هو المرشح الرئاسي الأوفر حظًّا في حال ترشحه، فهو وزير الدفاع المصري الـ44، ولد في 19 تشرين الثاني/نوفمبر في العام 1954، وتخرَّج في الكُليَّة الحربية في العام 1977.
وحصل على ماجستير من كلية القادة والأركان في العام 1987، كما حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية في العام 1992 في التخصص ذاته، بالإضافة إلى حصوله على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في العام 2003، وزمالة من كلية الحرب العليا الأميركية في العام 2006.
وتمت ترقيته بقرار من الرئيس المؤقت عدلي منصور، إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري.
أرسل تعليقك