الرياض - أحمد نصًّار
حرص الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال لقاء قمة عقده مساء الجمعة مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في روضة خريم الملكية شمال شرق الرياض ، على تبديد الشكوك و تطمين المملكة العربية السعودية، الى ان واشنطن لا تتخذ مواقف مرنة حيال سوريا او القضايا الاخرى في الشرق الاوسط، وأنها لن تقبل اتفاقاً نووياً سيئاً مع ايران، وذلك وسط معلومات ترددت أمس عن قرار يمكن أن تتخذه الادارة
الاميركية من مسألة تزويد المعارضة السورية صواريخ ارض-جو محمولة على الكتف من طراز "مانباد".
وجاء في بيان سعودي رسمي صدر ليلا في ختام محادثا القمة، أن الملك عبدالله والـرئيس أوباما بحثا في "آفـاق الـتعـاون بين الـبلـدين وسبـل دعـمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع الـمـجـالات". وقال إن البحث تناول "مجمل الأحداث فـي الـمـنـطـقـة وفي طـلـيعـتها تطـورات الـقـضـيـة الفلسطيـنية والـوضع في سـوريا إضافـة إلـى الـمستـجـدات عـلـى الـسـاحة الدولـية ومـوقـف الـبـلـدين الـصـديقـين مـنـهـا".
وحـضر اللقاء من الجانب السعودي ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمـير سلـمان بن عـبـد الـعـزيز ووزير الخارجية الأمـير سعود الفيصل وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير مـقـرن بن عبد العزيز والسفـير السعودي لـدى الولايات الـمتحدة عادل بن أحمد الجبير. كما حـضـره مـن الـجـانـب الأميركي وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس وسفير الولايات المتحدة لدى المملكة جوزف ويستفول، والمساعد الخاص للرئيس منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج فيل غوردن وكبير مديري الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي روب مالي.
وكان في استقبال أوباما والوفد المرافق له في مطار الملك خالد الدولي الأمير سلمان والأمير مقرن والامير سعود الفيصل، إلى عدد كبير من أفراد الأسرة الحاكمة. و انتقل على الفور من المطار مع الأمير سلمان بطائرة عمودية، إلى روضة خريم على مسافة نحو 60 كيلومترا من المطار، حيث كان في استقباله الملك عبدا لله.
وقال مسؤول أميركي كبير إن أوباما والملك عبد الله ناقشا بعض "الاختلافات التكتيكية" في رؤيتيهما لبعض القضايا، لكنهما اتفقا على أن التحالف الاستراتيجي بين الجانبين لا يزال قائما. وأضاف أن أوباما أكد للملك عبد الله أن الولايات المتحدة لن تقبل اتفاقا نوويا سيئاً مع إيران، مشيرا الى أن واشنطن لا يزال يساورها القلق من إمداد مقاتلي المعارضة السورية ببعض الأسلحة المضادة للطائرات ومنها الصواريخ المحمولة على الكتف.
وأوضح ان الزعيمين بحثا في الملفين السوري والايراني اكثر من اي مواضيع اخرى خلال اللقاء الذي استغرق ساعتين.
وأوضح المسؤول الاميركي ان الرئيس أوباما تحدث عن "علاقات مهمة مدى عقود تتعلق بالامن والطاقة والامن الاقليمي والاقتصاد". واضاف: "وأشار الى انه يريد ان تستمر هذه العلاقات كما هي وكان واضحا جدا في التأكيد ان مصالحنا الاستراتيجية تتماشى كثيرا، وتحدث الزعيمان بكل صراحة عن عدد من المواضيع التي قد تكون او قد لا تكون اختلافا بين الطرفين".
وفي موضوع ايران، قال المسؤول: "أكد الرئيس للملك انه لا يمكن ان يقبل باتفاق سيىء مع ايران". وأن "التركيز على النووي لا يعني اننا غير قلقين او غير متنبهين لنشاطات ايران التي من شانها زعزعة استقرار المنطقة". واعتبر ان "اللقاء شكل فرصة للرئيس ليتحدث عما نقوم به في الملف النووي وما هي اهدافنا"، وأن الرئيس كان "واضحا امام الملك وغيره بأننا عازمون على منع ايران من امتلاك سلاح نووي".
ويلتقي أوباما في الرياض اليوم الناشطة الاجتماعية السعودية مها المنيف التي منحتها وزارة الخارجية الاميركية قبل اسابيع جائزة "أشجع امرأة".
وكان العاهل السعودي قد أصدر الخميس أمرا ملكيا بتعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد، مع استمراره نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وجاء في بيان للديوان الملكي امس أنه "بناء على الأمر الملكي القاضي باختيار الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وليا لولي العهد، فقد صدر توجيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأن يتلقى الأمير مقرن البيعة في قصر الحكم بالرياض يومي الأحد والاثنين القادمين".
أرسل تعليقك