دمشق - ريم الجمال
استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس وفدًا برلمانيًّا أرمينيًّا، برئاسة النائب صاموئيل فارمانيان, حيث نقل أعضاء الوفد للأسد، رسالة شفهية من رئيس جمهورية أرمينيا، سيرج سركيسيان، عبّر فيها باسمه وباسم الشعب الأرميني، عن "إدانته للهجمات الإرهابية المدعومة تركيًّا على مدينة كسب، في ريف اللاذقية"، معربًا عن "شكره للدولة
السورية على الجهود التي تبذلها لحماية مواطنيها جميعًا".
وعبّر الرئيس الأسد، عن "تقديره لمواقف الرئيس سركيسيان الموضوعية والداعمة لاستقرار سورية"، محذرًا من مخاطر الإرهاب والفكر المتطرف، الذي يُدعِّمه الغرب وبعض الدول الإقليمية، والذي يُهدِّد بتفتيت منطقتنا التي تميزت بتنوع ثقافي واجتماعي عبر تاريخها"، مشدّدًا على "دور البرلمانيين في توضيح تلك المخاطر أمام المنابر الدولية وتوحيد الجهود لمواجهتها".
وأكَّدت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن "أعضاء الوفد الأرميني أكدوا على دعمهم الكامل لما تقوم به الدولة السورية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية، وسعيها إلى تأمين عودة المهجرين من مدينة كسب وغيرها من المناطق إلى بيوتهم وقراهم"، معبّرين عن "ثقتهم بأن سورية ستبقى كما كانت مثالًا للعيش المشترك والوحدة الوطنية بين جميع أبنائها".
وفي السياق ذاته، التقى رئيس مجلس الشعب، محمد جهاد اللحام، أعضاء الوفد الأرميني، وأكَّد على "ضرورة توحيد الجهود البرلمانية من أجل تشكيل جبهة في مواجهة الفكر التكفيري المتطرف، وتعزيز العلاقات البرلمانية بين سورية وأرمينيا".
من جهتهم، دعا أعضاء الوفد، دول الجوار إلى "القيام بدور إيجابي فعّال في دعم الحل السلمي في سورية وليس العكس".
وحضر اللقاء السفير الأرميني في دمشق، وعدد من أعضاء لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب, كما التقى رئيس مجلس الوزراء، الدكتور وائل الحلقي، الوفد الأرميني، وجدّد حرص الحكومة السورية، على "تأمين حماية ومستلزمات أبنائها واحتياجاتهم المعيشية والخدمية"، لافتًا إلى أن "الأرمن في سورية مُكوَّن أساسي من مكونات الشعب السوري، ويحظون بالتقدير والاحترام لإسهامهم في بناء بلدهم".
وعبّر أعضاء الوفد، عن "استنكارهم لما شاهدوه من مظاهر القتل والإجرام في كسب من المجموعات الإرهابية المدعومة من حكومة رجب طيب أردوغان"، وحضر اللقاء وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة، نظيرة سركيس.
وتعتبر مدينة كسب الحدودية, المدينة الأرمينية الوحيدة للإمبراطورية العثمانية القديمة، التي تقع خارج حدود تركيا الحديثة, وبعد اشتداد معارك الساحل وسقوط تلك المدينة الواقعة على الحدود التركية، في أيدي مقاتلي المعارضة السوريين، تسبب هذا الحدث في فرار سكانها ذوي الغالبية الأرمينية.
ويرى ناشطون، أن "الاستيلاء على تلك المدينة لم يكن ممكنًا دون ضوء أخضر من السلطات التركية، أو حتى دعم عسكري، فمقاتلو المعارضة استولوا بسهولة على تلك المدينة بدعم من السلطات التركية التي منعت الطيران السوري من مساعدة المقاتلين الأرمن، والجيش السوري، لاسيما بعد إسقاط تركيا لطائرة مقاتلة سورية".
أرسل تعليقك