دمشق - ريم الجمال
أشاد الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأربعاء، بالدور الروسي في أزمة بلاده، معتبرًا أن ذلك يُسهِم في رسم "خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب"، فيما يأتي هذا التصريح غداة زيارة قام بها رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، الثلاثاء، مناطق في محافظة اللاذقية التي يشهد ريفها مواجهات عنيفة
بين الجيش السوري الحكومي ومقاتلي المعارضة، في حين أسفرت المعارك منذ اندلاعها عن مقتل أكثر من 300 مقاتل من الطرفين، بحسب المرصد السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الأسد تأكيده خلال استقباله وفدًا روسيًا نقل له رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية يسهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الأقطاب، مشددًا على أن ذلك يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب، وأعرب الأسد عن تقديره لمواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية، وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين.
ويأتي هذا التصريح غداة زيارة قام بها رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، الثلاثاء، مناطق في محافظة اللاذقية التي يشهد ريفها مواجهات عنيفة بين الجيش السوري الحكومي ومقاتلي المعارضة، وأعلن المكتب الإعلامي للجربا في بريد الكتروني أن رئيس الائتلاف "زار جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية" اللذين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة منذ أشهر، في حين تسيطر القوات الحكومية على ساحل اللاذقية.
ونشَرَ الائتلاف الوطني شريطًا مصورًا للجربا في موقعه الإلكتروني خلال زيارته لمنطقة الساحل، ويتفقد جبل الأكراد ويلتقي المقاتلين في الغرفة العسكرية الموحدة، ويقف على الأوضاع العسكرية، ويزور محاور وجبهات القتال في جبل التركمان.
ونقَلَ المكتب الإعلامي عن الجربا قوله إن الزيارة "كانت ميدانية للأهل والمقاتلين تفقد فيها الألوية، كما زار جميع محاور وجبهات القتال في جبل التركمان، بدءًا من كسب، والسودا، مرورا بالمرصد 45، وجميع المناطق المحاذية".
وتأتي هذه الزيارة غداة تأكيد التليفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على المرصد 45، وهي تلة إستراتيجية في ريف اللاذقية، الأمر الذي نفاه ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء.
وأوضح المكتب الإعلامي أن الجربا تفقد أيضًا جبل الأكراد، حيث التقى مع المقاتلين بالغرفة العسكرية الموحدة ووقف على الأوضاع العسكرية، مؤكدًا أنه لمس معنويات عالية لدى المقاتلين، وشدّد الجربا على "ضرورة أن يكون هناك دعم حقيقي للجبهة، لافتًا إلى أن الائتلاف قدم دعمًا للجبهة".
وهي المرة الأولى التي تشهد فيها محافظة اللاذقية معارك بهذا العنف وهذه الدرجة من الدموية، وأسفرت منذ اندلاعها عن مقتل أكثر من 300 مقاتل من الطرفين، بحسب المرصد السوري.
ويشار إلى أن مقاتلي المعارضة شنوا في 21 آذار/مارس الفائت، هجومًا في ريف اللاذقية تمكنوا خلاله من السيطرة على بلدة كسب الحدودية ومعبرها الحدودي مع تركيا، ومن بلدة السمرا التي هي بمثابة ممر جبلي مع منفذ على البحر وبعض المناطق المجاورة.
أرسل تعليقك